أكد متخصصون أن الأردن يعد مثالا حيا على الدول التي تدعم نشر الطاقة المتجددة من خلال سن قوانين شفافة وأطر عمل تساهم في جذب مستثمرين في القطاع.
جاء ذلك خلال فعاليات مؤتمر تحولات قطاع الطاقة المتجددة في الاردن ومنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا الذي بدأ فعالياته امس على هامش فعاليات الاسبوع الالماني 2015.
وقال مدير التخطيط في وزارة الطاقة والثروة المعدنية، المهندس محمود العيص، ان كلفة الطاقة على الاقتصاد الوطني تجاوزت العام الماضي 4.6 مليار دينار وبما نسبته 18 % من الناتج المحلي الاجمالي .
واشار إلى أن هذه الكلفة نتجت عن الاعتماد الكلي عل الطاقة التقليدية المستوردة في ظل انقطاع الغاز المصري لتوليد الكهرباء، ما رتب على الحكومة دعما لقطاع الكهرباء بلغت قيمته 4.8 مليار دينار. واضاف أن من العوامل التي زادت من الطلب على الكهرباء ومصادر الطاقة في السنوات الخيرة وجود ما يقارب 1.4 مليون لاجئ سوري منهم 120 الفا داخل المخيمات والباقي يتوزعون داخل المجتمع.
وفي جلسة متخصصة استعرض العيص استراتيجية الطاقة المتجددة في الاردن وسلط الضوء على تجربة المملكة في هذا المجال.
من جهته، قال السفير الألماني لدى المملكة رالف طراف ان الطاقة المتجددة باتت عنوانا مهما بالنسبة للعالم كله كما بالنسبة لمنطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا، مبينا ان بلاده تتجه نحو تعزيز مصادرها في خليط الطاقة الكلي خصوصا بعد قرار اتخذته باخراج الطاقة النووية من هذا الخليط. وبخصوص الاردن، قال السفير ان المملكة تتميز في عدد من المجلات واهمها الطاقة المتجددة، مبينا ان هناك عددا كبيرا من الشركات والمؤسسات الالمانية المتمركزة في الاردن ولها مكاتب وطواقم دائمة تقوم بمهامها في الاردن بتعاون كبير مع الجهات ذات العلاقة.
اما منسق مشروع البيئة والطاقة في مؤسسة فريدريش ايبرت ريتشارد روبست فقال إن الأسبوع الالماني يعد من اهم الامثلة التي تسلط الضور على التزام المانيا بدعم الاردن في عدة مجالات ومنها الطاقة المتجددة
وقال روبست إنه بدون التحرك الجدي لاستخدام الطاقة المتجددة سيكون من الصعب في الوقت ذاته تحقيق الاهداف المناخية، كما انه وبدون تحقيق عنصر الحوكمة في مجال الطاقة المتجددة سيكون من الصعب تحقيق نقلة نوعية في هذا المجال. إلى ذلك، أجمع الحاضرون على ان اتجاه الطاقة المتجددة عالميا وصل إلى الشرق الاوسط وشمال افريقيا حيث بدأت دول المنطقة بتنفيذ عدد من المشاريع الكبرى في مجلات طاقة الشمس والرياح في وقت اتسع فيه نشاط شركات حكومية وخاصة متعددة في هذا المجال، مؤكدين ان الاردن يعد نموذجا جيدا عن هذه الدول حيث اسس تشريعات ناظمة شفافة وإطار عمل أدى إلى جذب مطورين ومستثمرين لتنفيذ مشاريع كهرباء من الطاقة المتجددة.
ويهدف المؤتمر الذي يعقد على مدار يومين إلى تعزيز الحوار بين الأطراف ذات العلاقة من سياسيين وقطاع عام وصناعيين ومؤسسات مجتمع مدني والتركيز على الحوكمة والآثار الاقتصادية للطاقة المتجددة في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا. ويناقش المؤتمر محورين رئيسيين اولهما يركز على الإطار الاقليمي، والآخر يسلط الضوء على التجربة الاردنية وتم تخصيص ورشة عمل متخصصة لها.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-6im