سيفيق العالم صبيحة أحد الأيام ليسمع الإعلان عن انتهاء أزمة كورونا؛ ليعود الناس إلى ما كان عليه قبل بداية مارس 2020، ولكن هل سيترك هذا الفيروس بصمته علينا، ويجعلنا نغيّر من نمط حياتنا؟ وما هي التغيّرات المتوقعة التي ستعصف بكثير من أمور حياتنا الاجتماعية والأسرية؟
الناحية الأسرية
• سوف يزداد أفراد الأسرة قرباً لبعضهم، وسيقضون أوقاتاً أكثر مع من يحبون، ويستمتعون بتلك الأوقات، كمّاً ونوعاً.
• ازدياد الشعور لدى الأبناء بأهمية الوالدين، ودورهما الكبير في حماية الأسرة.
• النفور من الأماكن المزدحمة؛ كالأسواق، المطاعم، والحفلات، واستبدالها بأماكن ترفيه أقل ازدحاماً مثل الشاليهات، المزارع، رحلات البحر والبر، أو استثمار مرافق البيوت كبدائل عن الخروج (الحديقة المنزلية، حمام السباحة المنزلي، التخييم على سطح البيت، الألعاب المنزلية، مسابقات تنافسية عائلية، وغير ذلك).
• النفور من تناول الوجبات من المطاعم، والحرص على الاجتماع مع الأسرة على مائدة الطعام.
• تقليل الاهتمام بالعمل على حساب الاسرة.
• شعور الأبناء بالفخر بآبائهم العاملين في الصفوف الأمامية لمحاربة كورونا.
• انخفاض الإنفاق على السفر، خاصة إلى دول أوروبا وشرق آسيا.
• تقليل ارتياد الرجال للديوانيات لساعات طويلة أو أيام متواصلة.
• استثمار الوقت وهوايات الأبناء وأنشطتهم؛ باكتساب مهارات اجتماعية أكثر، مثل (مهارة الحوار والتفاوض، مهارة التخطيط، إدارة الوقت، إدارة الميزانية).
• سيتم إدراج (سنة كورونا) في أجندة الحوارات الأسرية لتأريخ بعض الأحداث الأسرية؛ (زواج، طلاق، مولود جديد، منزل جديد).
• سيتم الفخر دوماً بأبناء الوطن الذين ساهموا بحماية البلد في تلك المحنة، وبذلوا من صحتهم وأوقاتهم الكثير، وسوف يكونون مضرباً للمثل بالوطنية والانتماء.
• زيادة الولاء والانتماء للبلد ولقيادته الحكيمة التي لم تقصر مع الشعوب في هذه الأزمة.
العلاقات الزوجية
ربما ستكون هذه الأزمة سلاحاً ذا حدين على الأزواج؛ إما بتدعيم العلاقات الزوجية، أو تمزيقها، حسب آلية تعامل الأزواج معها، وممكن أن نذكر بعض التوقعات للمرحلة القادمة في هذا المجال كما يلي:
• زيادة الروابط بين الزوجين؛ بسبب القرب المكاني والزماني خلال فترة الحجر المنزلي، وزيادة جرعة الدلال والغزل بينهما.
• إن قدرة الزوجين على التحمل والصبر في مثل هذه الظروف، يدفعهما إلى تأجيل إثارة المشاكل والمواضيع الخلافية خلال فترة الحجر، مما يقلل من حالات الطلاق، أو حالات الخصومة بين الأزواج، وهذا التأجيل إما أن يكون لفترات طويلة أو قصيرة، وقد تظهر هذه الخلافات بعد جلاء الغمة، وتعود ربما إلى عادتها القديمة.
• سيكتشف الأزواج قيمة وجودهم قرب زوجاتهم، حيث سيطلعون على جهودهن المبذولة لأجل الأسرة، فإن قابلوها بالشكر والثناء؛ انعكس ذلك على جو الأسرة إيجابياً.
• تقدير الزوجات لتضحية أزواجهن من أجل الأسرة والوطن، خاصة الأزواج المتطوعين للتصدي مباشرة لمحاربة الوباء.
• ستزداد حوارات الزوجين عن ذكرياتهم الجميلة أيام أزمة كورونا، وكيف صمدت الأسرة وتعاضدت إلى أن خرجوا منها أقوى وأكثر تماسكاً، وسوف يتم الحديث عن دور كل فرد في تلك الأزمة، والخدمات التي قدمها للأسرة، وغالباً ما سوف تتم هذه الحوارات بحضور الأبناء؛ لإضفاء جو من المرح والسعادة.
• سيتم الاحتفاظ ببعض الذكريات المادية المرتبطة بهذه الأزمة، مثل الكمامات، القفازات، بعض الملابس الخاصة التي تم ارتداؤها في ذلك الوقت.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-B9w