نشرت صحيفة «تشيا كسن» الإلكترونية، الصينية، الحوار الأخير للطبيب الصيني، الذي كشف وجود فيروس كورونا الجديد في ووهان، وتوفي أخيراً، لي ويني لانغ، الذي كان يعتقد حتى بثه رسالة إلكترونية لزملائه أنه «سارس»، حيث أكد «لانغ» في الحوار «عدم اعتزامه في البداية نشر المعلومات التي حازها على مستوى واسع، واعتزامه توجيه الرسالة فقط إلى 150 من زملائه في غروب خاص، لكن تسريب الرسالة أجهض هذه الخطة»، وكشف لانغ عن «عدم معرفته ما إذا كان ضمن الثمانية الذين أعلنت السلطات الصينية عن استجوابهم بتهمة بث الشائعات أم لا»، مؤكداً «عدم سعيه للصدام مع السلطات»، وتمنى لانغ، قبل رحيله، «سرعة الشفاء للحاق بجهود زملائه لمواجهة الفيروس اللعين»، مبدياً قلقه على زوجته «التي لا تستطيع دخول ووهان»، وعلى «والديه اللذين تماثلا للشفاء، ولا يعرف من سيرعاهما بعد خروجهما»، حسب تصوره.
وقال لانغ، في حواره على الرغم من أنه «تم احتجازه في وحدة عناية مركزة في جناح معزول مخصص لأربعة أفراد، لكن لم يكن بالجناح سوى شخص آخر معه، ولم يسمح له بالتواصل مع العالم الخارجي إلا عبر الهاتف، وفي الفترة الأولى لدخوله، أبلغه الأطباء بأن نتيجة مسح بلعومه سليمة، لكن لديه مشكلات في الحويصلات الهوائية ووظائف رئتيه، ولديه صعوبة في التنفس وافتقاد الأوكسجين وفقد الشهية».
وقال لانغ، الذي كان يعتقد أن الفيروس هو (سارس): إن «الرسالة الإلكترونية التي بعثها بشأن الفيروس، إنما كانت موجهة إلى 150 شخصاً من زملاء الدراسة من الأطباء، يجمعهم غروب واحد، ولم يكن يتصور أن الرسالة ستتسرب خارج المجموعة، وإنما كان يسعى لحمايتهم بعد أن عرف بالأمر من نقاش مع الزملاء، وكان قلقاً من انتشاره»، وتابع لانغ: «كان اللافت انتشار الفيروس من إنسان إلى آخر، وقد رأيت مريضة مصابة بالجلاكوما تزامنت مع مرضها إصابة بارتفاع في درجة الحرارة وحمى، وظلت كذلك حتى بعد أن شفيت من الجلاكوما، وحينما فحصت اكتشفنا أن لديها إصابات رئوية، واكتشفنا في اليوم ذاته إصابة عائلتها بالأمر نفسه، فأبلغنا إدارة المستشفى، فأبلغت أعلى المستويات في الدولة، وتم إرسال أطباء على أعلى مستوى، تم بعدها وضع المريضة والعائلة في الحجر الصحي».
وكان لانغ قد بعث، في 30 ديسمبر الماضي، رسالة إلكترونية إلى «وي شات»، يقول فيها إن هناك سبع حالات مرضية، تم إحضارهم من سوق السمك في ووهان، وتم احتجازهم في جناح خاص بمستشفى ووهان المركزي لإصابتهم بمرض (سارس)، فتسربت أخبار المستشفى إلى الرأي العام، وتم استدعاء لانغ في وحدة التفتيش بالمستشفى، ثم إرساله لجهة أمنية للتحقيق معه بتهمة بث شائعات.
وأرجع لانغ ضعف الإعلان عن الحالات المصابة في الفترة الأولى، أي حتى منتصف يناير، إلى صعوبة التشخيص، «فعمل مجموعات اختبار لم يكن سهلاً، كما أن إجراء اختبارات (آر.إن.أيه) مسألة معقدة، وتحتاج إلى وقت».
إجراءات وقائية
وعن ظروف وتطورات حالته، قال لانغ: «في البداية لم أتخذ أي إجراءات وقائية، وبعد تعاملي مع المريض الذي كنت أعالجه، بدأت في السعال باليوم ذاته، ثم أصبت بالحمى وارتفاع الحرارة في اليوم التالي، فارتديت عقبها قناع إن 95، وفي 12 يناير أجريت اختبار فيروسات وفحوصاً، وكانت النتيجة شكوكاً ضخمة في إصابتي بكورونا، كما ظهرت أعراض مشابهة على زملائي وعلى والدي بعد ثلاثة إلى أربعة أيام، ثم تدهورت حالتي وأصبحت بحاجة إلى مضادات حيوية ومضادات فيروسات وجلوبولومين». وأضاف لانغ أنه «يدفع ثمن الجلوبولين المناعي الذي يعالج به من ماله الخاص، وهناك تبرعات أدوية تأتي من متاجر أدوية وزملاء دراسة، وأنه تلقى تبرعين وصلاه: الأول بـ50.000 يوان، والثاني بـ60.000 ألف يوان»، وقال «لست متأكداً ما إذا كان التأمين الصحي الخاص بي سيغطي التكاليف أم لا».
وحول ما رددته وكالات أنباء عن استجواب الأمن الصيني ثمانية أشخاص بتهمة نشر شائعات، وما إذا كان لانغ واحداً منهم، نفى معرفته ما إذا كان واحداً من هؤلاء أم لا، ونفى أن يكون ما أرسله شائعة، وإنما هو «صورة لاختبار طبي، لأحذر زملائي، هذا ليس معناه أنني سأرفع قضية لرفض تشويه اسمي، هذا لا يعنيني الآن، فأنا لا أريد مشكلات مع السلطات والعدالة في قلوب الناس، هناك شائعة أيضاً أنه تم إسقاط رخصة مزاولة الطب الخاصة بي، وهذا غير صحيح». وقال لانغ: «إنني أعتقد أنه يجب أن يكون هناك أكثر من صوت في المجتمع الصحي».
وفي ما يخص مشاعره تجاه التحذيرات التي أطلقها، قال لانغ: «لقد تلقيت رسالة عقب إرسال تحذيري من (وي شات)، بأن ما أرسلته لم يكن كاملاً، بعدما تبين أن الحالات السبع الجديدة لفيروس يشبه (سارس) لكنه ليس كذلك، وإنما (كورونا المستجد)، وهو ما لم أبينه وأذكره في رسالتي».
متاعب
وقال لانغ: «كنت أدرك أنني سأتعرض لمتاعب لأنني تناولت أمراً حساساً في توقيت حساس، وهو انعقاد المجلس التشريعي في ووهان، غضبت في البداية من الناس عندما نشروا رسالتي دون إخفاء هويتي، لكني عرفت لاحقاً أنهم كانوا قلقين بشأن عائلاتهم وأصدقائهم. وعندما انتشرت رسالتي عقد المجلس الصحي لووهان اجتماع الساعة الواحدة والنصف، وتم استدعائي عبر المستشفى وسؤالي عن مصدر معلوماتي وتصوري عما إذا كنت أعتقد أن ما فعلته خطأ أم لا. لم أتصور أن الأمن سيلاحقني، لكن في 3 يناير تم استدعائي لتوقيع (خطاب نصح)، كنت قلقاً لعدم احتكاكي بهذه الجهات في حياتي، فوقعت على الخطاب دون إخبار عائلتي، وخفت أن يؤثر ما حدث في عائلتي وعلاقتي بالمستشفى، ولاحقاً عرفني صديق بصحافيين».
وفي ما يتعلق بوصف الناس له بـ«مطلق التنبيه بالخطر»، و«كاشف الحقيقة»، قال لانغ: «لا أستحق هذه التوصيفات، كل ما في الأمر وصلتني معلومات عن الفيروس، وحذرت منها أصدقائي».
• كان لانغ قد بعث، في 30 ديسمبر الماضي، رسالة إلكترونية إلى «وي شات»، يقول فيها: إن هناك سبع حالات مرضية، تم إحضارهم من سوق السمك في ووهان وتم احتجازهم في جناح خاص بمستشفى ووهان المركزي لإصابتهم بمرض (سارس)، فتسربت أخبار المستشفى إلى الرأي العام، وتم استدعاء لانغ في وحدة التفتيش بالمستشفى، ثم إرساله لجهة أمنية للتحقيق معه بتهمة بث شائعات.
• كنت أدرك أنني سأتعرض لمتاعب، لأنني تناولت أمراً حساساً في توقيت حساس، وهو انعقاد المجلس التشريعي في ووهان، غضبت في البداية من الناس عندما نشروا رسالتي دون إخفاء هويتي، لكنني عرفت لاحقاً أنهم كانوا قلقين بشأن عائلاتهم وأصدقائهم.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-zVq