تأسست شركة المركز العربي للصناعات الدوائية و الكيماوية عام (1983م ) و هي الفريدة في مجالها في الاردن لما تقدمه الشركة لصناعة الأدوية في الأردن والمنطقة. في هذا الحوار يوضح مدير عام الشركة عطا الناظر أوجه نشاط الشركة والتطورات التي تأثر بها قطاع الصناعات الدوائية.
“مال وأعمال” : هل لكم ان تحدثونا بنبذة عن الشركة ؟
الناظر : تقع الشركة في مدينه الملك عبدالله الثاني في سحاب و يعمل فيها ما يقارب 90 عاملاً جميعهم أردنيون. وهي شركة مساهمة عامة وتستحوذ على ما نسبته ( 75% ) من حاجة السوق الأردني.
“مال وأعمال”: ما هي اهم منتوجات الشركة و مواصفاتها ؟
الناظر : الشركة لا تقوم الا بصناعه منتج واحد فقط وهو الكبسولات الجيلاتينية الصلبة المطابقة للمعايير الخاصة بمؤسسه المواصفات و المقاييس الأردنية الخاصة لإنتاج الكبسولات، بالإضافة لمعايير الجودة العالمية الدولية (ISO 9001 ، T Q M)
“مال وأعمال”: ما هي أهم الاسواق التي تعتمد عليها الشركة ؟
الناظر: بالنسبة للسوق الاردني فهنالك ميزه تمتاز بها الشركة كونها الوحيدة في هذا المجال و بذلك فإننا نغطي اكثر من ثلثي حاجه السوق الاردني، و نقوم بتصدير منتوجاتنا من الكبسولات الى الاسواق الخارجية. و هنالك طلب متزايد على انتاجنا في المنطقة و ذلك بسبب الظروف المحيطة بنا و ما تشهده دول الجوار من عدم الاستقرار فعلى عكس جميع القطاعات التي تأثرت سلبا بالأوضاع السياسية في المنطقة الا انه يوجد نمو متزايد في مبيعاتنا ..
“مال وأعمال”: قطاع الأدوية في الاردن امتاز خلال الفترة السابقة بالسمعة الجيدة و احتل مكانا مرموقا في الاسواق الإقليمية و العالمية. ما السبب من وجهة نظرك و كيف لنا الحفاظ على ذلك؟
الناظر : ان السبب في نجاح قطاع الأدوية في الاردن خلال السنوات السابقة هو تركيز المستثمرين فيه على متطلبات الجودة و المعايير العالمية في انتاج الأدوية. و تعتبر صناعة الادوية رمزا للصناعات الأردنية لما حققته من نجاحات، و لكي تستمر هذه النجاحات يجب علينا الحفاظ على مستوى التصنيع الجيد وزيادة مخصصات الابحاث و التطوير لان « الذي لا يتقدم يتأخر »
“مال وأعمال”: ما هي الاصناف التي يجب على شركات الأدوية التركيز عليها في عمليات الانتاج و التصنيع ؟
الناظر: هنالك مقترحات كثيره تخص التصنيع في قطاع الأدوية و لكن من وجهة نظري اننا نوصي العاملين في هذا القطاع بالتركيز على انتاج الأدوية ذات الاثمان المرتفعة كأدوية السرطان و القلب، لتوفير فاتورة الأدوية الوطنية، لزياده الطلب عليها بشكل مستمر و خصوصا في الآونة الأخيرة.
“مال وأعمال”: بماذا تنصح المستثمرين في القطاعات الاقتصادية بشكل عام و في الأدوية بشكل خاص وهل يمكن تحقيق الثراء السريع في هذا القطاع ؟
الناظر : يجب على المستثمرين ان تكون طموحاتهم و اقعيه فمن المعروف ان الربح السريع يأكل الربح الناتج عن الاستثمار طويل المدى بنسبة مضاعفة فهؤلاء لا يستهلكون رؤوس اموالهم بشكل سريع، هذا من ناحيه ، اما من ناحيه اخرى فانه يجب على التجار الأخذ بعين الاعتبار انهم جزء لا يتجزأ من هذا المجتمع و ان نجاح استثمارنا مبني على استقرار العملية الاقتصادية برمتها، فيجب على الاقتصاديين في الاردن ان يكونوا اهلا للثقة حتى يمكن جذب المزيد من المستثمرين، اما بالنسبة للمستثمرين في القطاع الطبي فإنني اقول لهم ان اي استثمار الهدف منه الربح المادي فقط لن ينجح ابدا . و انما يجب ان يكون هنالك توازن بين الهدف الربحي و خدمه المجتمع و هذا ينطبق على جميع المستثمرين في القطاع الطبي و القطاعات المرتبطة به .
“مال وأعمال”: ما هي القطاعات الاقتصادية التي يجب منحها الأولوية لتعديل المسار الاقتصادي و توجيهه نحوها ؟
الناظر: هنالك قطاعات ناجحة في الاردن ، يجب منحها الأولوية لحاجتنا الملحة لها كقطاع الطاقة الذي يشكل العبء الاكبر على الاقتصاد الاردني، و القطاع الزراعي الذي يعتبر من اهم القطاعات الواجب على الحكومة منحها الأولوية في التنمية و التطوير ودعمه و المحافظة عليه و توجيهه نحو المسار الصحيح لأهميته القصوى، بالنسبة للمواطن، فهنالك نمو سكاني يقابله تقلص في المساحات الزراعية. فكلما زاد اكتفاؤنا من المواد الغذائية الزراعية، سيكون هنالك توفير في العملات التي تضخ على المواد الغذائية المستوردة. يجب التركيز على الصناعات الغذائية المرادفة للزراعة.
و كذلك يجب التركيز على انتاج الفوسفات و البوتاس و استغلال البحر الميت و الصحراء بما تحتويه من رمال في صناعة الزجاج .
و لا ننسى القطاع التعليمي و التدريب المهني و هذه القطاعات لها تأثير مباشر على نجاح الصناعة القائمة و عند استحداث اي صناعه جديده فيجب الموائمة بين مخرجات التعليم و متطلبات الصناعة فانه هنالك ازمة تعاني منها مصانعنا وهي نقص الايدي العاملة من فنيين و عمال و مهارات.
وفي النهاية يجب علينا التركيز على الصناعة التي نجحنا بها بشكل كبير لما امتلكناه من خبرة فيها كالصناعات الدوائية مما يوفر علينا الوقت و الجهد في الصناعات الجديدة .
“مال وأعمال”: هنالك ازمة اقتصادية في الاردن كيف يمكن الخروج منها ؟
الناظر : من و جهة نظري انه يجب الاعتراف اولا بالأزمة التي عصفت بنا ووضع ايدينا على المفاصل الرئيسة في الازمة، ووضع المقترحات المناسبة للخروج باقل الخسائر و ذلك بوضع خطة لفترة مناسبة لحل المشكلة على الرغم من وجود صيحات لإيجاد حل فوري للازمة، لكنني أعتقد أن الحل الفوري مستحيل .
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2ZT
