أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، أن القمة العالمية للحكومات، مصدر معرفي للمسؤولين الحكوميين، ومحطة بحثية للخبراء والمفكرين، ومنصة لاستشراف مستقبل البشرية في كافة القطاعات، وقال سموه: “القمة أصبحت تجمعاً للعقول الساعية لرسم الطريق للمستقبل”.
وأضاف سموه أن اجتماع 140 حكومة وأهم 16 منظمة دولية وأكبر الشركات العالمية في الإمارات، هو اجتماع لخير البشرية.
وبرعاية وحضور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، تنطلق في دبي اليوم، الدورة السادسة من القمة العالمية للحكومات، وتستمر أعمالها لثلاثة أيام، ضمن أجندة حافلة، تغطي مختلف القضايا الحيوية والتنموية التي تتعلق بآليات عمل حكومات المستقبل.
كما تسعى إلى استعراض أبرز التحديات التي تواجهها منظومات العمل الحكومي في الدول، وسبل تضافر الجهود لمواجهتها، وإمكانية تطوير شراكات بين منظمات دولية وحكومية للتصدي للاحتياجات الملحة الراهنة والمستقبلية، إلى جانب تطوير آليات تعاون فاعلة ومثمرة بين القطاعين الحكومي والخاص، لتبادل التجارب والخبرات، واستثمار أفضل الإمكانات والموارد التقنية والبشرية، في سبيل خدمة الإنسانية، وتوفير مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
ورحب سموه بضيوف القمة قائلاً: “نرحب بضيوف الإمارات من قادة العالم، وأكثر من 4000 مسؤول ومتخصص، يشاركون في القمة العالمية للحكومات.. ونتطلع إلى بناء شراكات تضع تصوراً عالمياً مشتركاً لحكومة المستقبل”.
وحول استضافة الهند كضيف شرف القمة في دورتها السادسة، أضاف سموه: “التجربة الهندية ملهمة، ورئيس الوزراء الهندي قائد أحدث تغييراً، والأمة الهندية لها بصمتها على العالم”.
وحول أهمية تعاون الحكومات وبناء الشراكات لوضع تصور لحكومة المستقبل، ذكر سموه أن الحكومات اليوم مطالبة بأن تكون أكثر ديناميكية في التعامل مع متغيرات المستقبل السريعة، وأضاف سموه: «نسعى لخلق شراكات دولية جديدة، وسياسات حديثة، وأنظمة عمل مبتكرة تمكن الحكومات من الغد.. اليوم».
وختم سموه بالقول: «شبابنا اليوم قادرون على تنظيم أفضل قمة عالمية باسم دولة الإمارات».
أكبر تجمع معرفي
وتستضيف أعمال الدورة الحالية من القمة العالمية للحكومات، التي تُعقد تحت شعار «استشراف حكومات المستقبل»، 130 متحدثاً عالمياً في 120 جلسة رئيسة حوارية وتفاعلية، إلى جانب مشاركة أكثر من 4000 شخصية من 140 دولة، من بينهم رؤساء حكومات ووزراء ومسؤولين وصناع قرار وعلماء وخبراء سياسة واقتصاد وباحثين وأكاديميين ومبتكرين، في ما يشبه أكبر «جلسة عصف» ذهني، ذات طابع نخبوي.
يشارك فيها خيرة العقول والمبدعين والمطورين ومستشرفي المستقبل في العالم، يلتقون تحت هدف رئيس، ينطلق من بناء منصة دولية مشتركة للعمل الحكومي، تنضوي تحتها تصورات وخطط واستراتيجيات للارتقاء بأداء الحكومات، عبر اعتماد أحدث الابتكارات والاتجاهات المستقبلية في هذا الصدد، وإيجاد آليات تعاون وشراكة جدية، في ظل روابط تجارية متشابكة، واقتصادات معرفية متنامية.
كما تسعى أعمال القمة، التي تعد أكبر تجمع عالمي تكنوقراطي ذي طابع معرفي، واستقصاء أحدث الابتكارات العالمية في مختلف القطاعات الحيوية والتنموية الرئيسة، وأحدث الاتجاهات العلمية والفكرية التي يمكن أن تلهم صناع القرار في وضع سياسات بناءة، وتشكيل العمل الحكومي المستقبلي، وكذلك آفاق الاستثمار في قطاعات جديدة، ضمن توجهات مستقبلية مستدامة.
مشاركة عالمية وإماراتية
وتشهد القمة العالمية للحكومات مشاركة لافتة لمجموعة من أبرز الشخصيات العالمية في دوائر صنع القرار السياسي والاقتصادي، بالإضافة إلى نخبة من العلماء والخبراء والمفكرين ورؤساء منظمات وهيئات دولية ومسؤولين حكوميين ورياديين في القطاع الخاص، يشاركون في تقديم رؤاهم وخبراتهم وأفكارهم ومقارباتهم لمستقبل العمل الحكومي، وسبل تمتين وتمكين التعاون الدولي في شتى قطاعات العمل الإنساني، ويستعرضون أبرز التحديات المستقبلية، ويسهمون في اقتراح حلول جديدة ومبتكرة، تنطلق أولاً وأخيراً من تطوير شبكة تبادلية لأهم ما ينتجه المجتمع الدولي من معارف وخبرات وسياسات ناجعة.
ومن بين أبرز المتحدثين ضمن أعمال القمة، إدوارد فيليب رئيس وزراء جمهورية فرنسا، وجيم يونغ كيم رئيس البنك الدولي، وكريستين لاغارد مدير عام صندوق النقد الدولي، وأودري أزولاي مدير عام منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وروبرتو أزيفيدو مدير عام منظمة التجارة العالمية، وأنخيل غوريا أمين عام منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وكلاوس شواب رئيس المنتدى الاقتصادي العالمي (دافوس).
وإماراتياً، تعتلي منصة القمة، العديد من الشخصيات الفاعلة والمؤثرة، عبر جلسات تستعرض التجربة الإماراتية في العمل الحكومي، كما تقدم مقاربة مستقبلية للعمل الحكومي، محلياً وإقليمياً ودولياً، بالاستناد إلى التجربة الإماراتية في التخطيط العملي للمستقبل، وضمن هذا الإطار، يطرح سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، النسخة الجديدة من «دبي 10X»، التي تهدف إلى تحقيق الرؤية الاستراتيجية لدبي، كي تكون مدينة المستقبل من خلال تطوير منظومة العمل الحكومي جذرياً، واستحداث آليات وأدوات جديدة، تنطلق من التفكير الإبداعي والابتكار الخلاق، كي تكون دبي الأولى في التنافسية، بحيث تسبق مدن العالم بعشر سنوات.
كذلك، يشارك سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، المشاركين بالقمة في كلمة بعنوان «أرض الإلهام والفرص»، كما يناقش سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية، في إحدى جلسات القمة حول كيفية تطوير المنظومة التعليمية، كمفهوم وأدوات، بحيث تخدم وظائف المستقبل، وتلبي المستهدفات المتوقعة، ويرعى سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، ووزير شؤون الرئاسة، جلسة رئيسة بعنوان «حلم الشباب العربي»، تستعرض تطلعات الشباب في الوطن العربي واحتياجاتهم، وما الذي ينتظرونه من حكومات المستقبل.
وفي سياق العمل الإنساني الدولي، تلقي حرم صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، صاحبة السمو الملكي، الأميرة هيا بنت الحسين رئيسة مجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية، كلمة رئيسة في القمة.
محاور الأجندة
كما يشارك في جلسات القمة عدد من الوزراء، ضمن مختلف المحاور المطروحة في الأجندة، كمتحدثين ومحاورين، وهم: معالي محمد عبد الله القرقاوي وزير شؤون مجلس الوزراء والمستقبل، رئيس القمة العالمية للحكومات، ومعالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي ريم الهاشمي وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي، ومعالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة، ومعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وزير التغير المناخي والبيئة.
ومعالي عهود بنت خلفان الرومي وزيرة الدولة للسعادة وجودة الحياة، مدير عام مكتب رئاسة مجلس الوزراء، نائب رئيس القمة العالمية للحكومات، ومعالي شما بنت سهيل فارس المزروعي وزيرة الدولة لشؤون الشباب، ومعالي سارة بنت يوسف الأميري وزيرة الدولة للعلوم المتقدمة، ومعالي عمر بن سلطان العلماء وزير الدولة للذكاء الاصطناعي.
ويشارك أيضاً في جلسات القمة، ضمن محاورها المتعددة، عدد من نجوم العالم، أصحاب مشاريع ومبادرات إنسانية وتنموية، تهدف إلى الارتقاء بجودة الحياة في المجتمعات، من بينهم، الممثلون العالميون روبرت دي نيرو وروبرت ويتيكر، والممثلة غولدي هون، والمغني المعروف ويل آي آم.
كما يشارك في جلسات القمة، نخبة من أبرز العلماء والمفكرين ومستشرفي المستقبل، مثل العالم السياسي والخبير الاقتصادي، فرانسيس فوكوياما، وعالم الفيزياء صاحب الرؤية المستقبلية، ميتشيو كاكو، والعالم في التكنولوجيا الحيوية، إلين يورجنسن، والعالم في الهندسة الوراثية، كريغ فنتر، وعالم الفيزياء الفلكية، نيل ديغراس تايسون، وغيرهم.
من الهند إلى العالم
تحل الهند ضيف شرف مميزاً على أعمال القمة العالمية للحكومات لدورة هذا العام، من خلال وفد كبير، يضم أكثر من 100 شخص من المسؤولين والخبراء والباحثين والمبتكرين وأصحاب المشاريع الريادية، يترأسهم ناريندرا مودي رئيس الوزراء الهندي، الذي يلقي كلمة رئيسة في القمة.
وتشارك الهند، حضور القمة، تجربتها الفريدة التي نجحت من خلالها في تطوير العديد من المشاريع والمبادرات والمؤسسات الرائدة في قطاعات تنموية وخدمية وتقنية متعددة، في التعليم والصحة والتكنولوجيا وتطوير حلول ذكية للعديد من التحديات التي يواجهها المجتمع الهندي، والتي تصلح لأن تكون نموذجاً ومثالاً يمكن الاسترشاد به وتعميمه على العديد من المجتمعات العالمية.
منتديات القمة
كجزء رئيس من جدول أعمالها السنوي، تضم القمة العالمية للحكومات، ستة منتديات، تناقش موضوعات ومحاور ضمن سياق الطرح المستقبلي للعمل الحكومي، وبما يكفل تحسين جودة الحياة في المجتمعات الإنسانية، وتشمل هذه المنتديات: منتدى استيطان الفضاء، الذي يتم تنظميه بالمشاركة مع مركز محمد بن راشد للفضاء.
حيث يضم جلسات تفاعلية بمشاركة نخبة من العلماء، تناقش فرص استيطان الفضاء الخارجي في المستقبل، وكيفية الاستفادة من علوم الفضاء في استثمار الموارد البشرية بصورة أمثل، ومنتدى الذكاء الاصطناعي، عبر جلسات تناقش دور الذكاء الاصطناعي في وظائف المستقبل، وما حدود الذكاء الاصطناعي، الذي يشكل عصباً رئيساً في مختلف القطاعات الحيوية في المستقبل، وتأثيره في الإنتاجية البشرية، وهل سيعزز هذه الإنتاجية أم العكس.
ومنتدى التغير المناخي، الذي يفرض نفسه بقوة على أجندة أعمال القمة، من خلال جلسات تستعرض أبرز التحديات المناخية التي تهدد استقرار المجتمعات، وتلحق ضرراً بالغاً بالبنى التحتية والاقتصادية والاجتماعية للدول، وتعمل على تآكل الموارد للأجيال المستقبلية.
ومن المنتديات الحيوية، منتدى رواد الشباب العربي، الذي يشكل منصة دائمة لطرح قضايا الشباب الملحة، وسبل توجيه طاقاتهم وإمكاناتهم والاستفادة من مواهبهم.
أما المنتدى الخامس ضمن فعاليات القمة، فهو الحوار العالمي للسعادة، الذي انطلق أمس السبت، من خلال العديد من الجلسات التي تناولت مفهوم السعادة، كمنظومة عمل، من خلال استعراض تجارب عالمية في هذا الخصوص، ومناقشة أوجه السعادة، كقيم ومؤشرات قياس وآليات تطبيق، وانعكاساتها في تعزيز كفاءة عمل مختلف القطاعات الحكومية.
كما تتضمن فعاليات القمة، ملتقى أهداف التنمية المستدامة، الذي يستضيف مسؤولين وخبراء من حول العالم، ويبحث فرص تنفيذ هذه الأهداف العالمية.
منصة السياسات العالمية
للمرة الأولى، تنظم القامة العالمية للحكومات «منصة السياسات العالمية»، التي تشكل منبراً يجمع أطرافاً دولية لتوحيد السياسات الحكومية والارتقاء بأدائها، بما يكفل مستقبلاً أفضل للبشرية.
وتشهد المنصة طرح العديد من القضايا، بمشاركة خبراء وسياسيين و16 منظمة دولية، تغطي اهتمامات ومجالات شتى، مثل دور الثورة التكنولوجية في القطاع المالي، وسبل تعزيز الشراكات الدولية في القطاع الصحي، ومستقبل التجارة والعولمة، وتنسيق السياسات الاقتصادية، ومستقبل التعليم والثورة الصناعة الرابعة وغيرها.
ومن بين المنظمات الدولية المشاركة في هذه الجلسات والاجتماعات، صندوق النقد الدولي، والبنك الدولي، ومنظمة الصحة العالمية، ومنظمة التجارة العالمية، ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة «اليونسكو»، ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
فعاليات وأنشطة
ضمن العديد من الأنشطة والفعاليات، تشهد القمة العالمية للحكومة، إطلاق أكثر من 20 تقريراً ودراسة، من بينها دليل الحكومات نحو عام 2071، الذي يقدم تصوراً عاماً حول آليات الارتقاء بمنظومة العمل الحكومي للعقود الخمسة المقبلة، يستشرف معالم رحلة تطوير العمل الحكومي للسنوات الخمسين المقبلة، بالإضافة إلى إطلاق «مؤشر جاهزية الحكومات للمستقبل».
كذلك، يستقبل «متحف المستقبل»، كنشاط دائم ضمن فعاليات القمة، الزوار، حيث يُتاح لهم التعرف إلى إمكانات الذكاء الاصطناعي في حياة الناس والمجتمعات، والاطلاع على أحدث الابتكارات التكنولوجية التي ستشكل عصب الحياة في المستقبل.
ومن الفعاليات الأخرى «ابتكارات الحكومات الخلاقة»، التي ينظمها مركز محمد بن راشد للابتكار الحكومي، حيث تعرض فيها العديد من الحكومات العالمية تجاربها وأفكارها ومشروعاتها وحلولها المبتكرة لمواجهة التحديات.
هذا، وستقدم القمة أربع جوائز عالمية، هي: جائزة تكنولوجيا الحكومات، التي تضم جائزة أفضل خدمة حكومية عبر الهاتف المحمول، وجائزة هاكاثون الحكومات الافتراضي، وجائزة أفضل التقنيات الناشئة في الحكومات، بالإضافة إلى جائزة أفضل وزير في العالم، وجائزة أفضل ابتكار للحكومات، وجائزة «تحدي الجامعات العالمي لاستشراف حكومات المستقبل».
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oag