رأى محللون أن التراجعات التي شهدها سوق المال السعودي في الأيام الأخيرة، نتيجة القلق الذي يساور الأسواق العالمية، جراء أزمة منطقة اليورو، مؤكدين أن أداء المؤشر سيظل مرهوناً بأخبار الأسواق العالمية، في ظل غياب التفاؤل بالنتائج الفصلية للشركات.
ويرى المحللون أن كسر المؤشر مستوى الدعم الواقع عند 6900 نقطة سيدفعه لمستويات 6767 – 6850 نقطة، ويتوقعون منها ارتداداً لمسار صعودي مرة أخرى، وفقاً لصحيفة “الشرق” السعودية.
وأنهى المؤشر السعودي تعاملات أمس الأول (الأربعاء) منخفضاً 1.42% إلى مستوى 6878.7 نقطة، وسط تراجع شبه جماعي للأسهم المدرجة بصدارة البتروكيماويات والبنوك. وعزا المحللون تراجع المؤشر لعدد من العوامل الداخلية والخارجية.
وقال إبراهيم الدوسري، الكاتب والمحلل الاقتصادي، إن ذلك يرجع إلى استمرار توجه السيولة نحو قطاعات المضاربة، لاسيما التأمين والزراعة، وتراجعها إلى متوسط خمسة مليارات ريال، وضعف المؤشرات الفنية للسوق، وهو ما يشير إلى استمرار الاتجاه النزولي.
وقال الدوسري “إغلاق المؤشر تحت مستوى 6900 نقطة إشارة سلبية خطرة تعزز تراجع السيولة وتوجهها نحو قطاعات المضاربة”.
وتابع “عادة ما يتحرك السوق نحو القطاعات الاستثمارية، قبل الإعلان عن نتائج الشركات، وهو ما لم يحدث حتى الآن، وباعتقادي أن ذلك يشير إلى أن تأثير الأرباح كمحفز (للسوق) سيكون ضعيفاً”.
ويرى يوسف قسنطيني، مدير إدارة البحوث والمشورة لدى الإنماء للاستثمار، أن ما دفع سوق الأسهم السعودية للهبوط هذا الأسبوع يرجع في معظمه إلى القلق بشأن الاحتجاجات ضد سياسات التقشف في إسبانيا واليونان نتيجة الإنفاق الحكومي المرتفع وارتفاع الضرائب.
وقال قسنطيني إن من المتوقع أن تشهد أسواق المال ارتباكاً بعد الإعلان عن الميزانية الإسبانية الجديدة التي من المرجح أن تعلن عن خطوات تقشف غير مسبوقة يليها تقرير حجم المساعدات المطلوبة للمصارف الإسبانية.
وتتنامى مخاوف المستثمرين في ظل عدم اليقين بشأن متى ستتقدم إسبانيا بطلب للحصول على مساعدة، لاسيما بعد أن تحولت احتجاجات مناهضة للحكومة في مدريد إلى اشتباكات عنيفة.
ويشعر المستثمرون بالقلق من أن يؤدي تردد إسبانيا في طلب حزمة مساعدة -وهو شرط كي يتحرك البنك المركزي الأوروبي لخفض تكلفة إقراض الدول والبدء في شراء السندات الإسبانية- إلى انزلاق منطقة اليورو في مزيد من المشكلات.
وحول توقعاته لأداء المؤشر الأسبوع المقبل، قال قسنطيني “ستسهم التطورات الأوروبية في تحديد مسار المؤشر في الأسبوع المقبل، لكن دعم المؤشر حالياً يقع عند 6767 نقطة، وهو خط الدعم للمسار الصاعد ابتداءً من أغسطس 2011، وهو أيضاً مستوى المقاومة الذي اختبره في يناير ومايو 2011”.
وأضاف “بما أن مستوى الدعم هذا قوي ومعظم الأخبار الأوروبية السلبية قد أخذت في الحسبان، فمن المنطقي أن يحترم المؤشر العام مستوى 6767 نقطة، ويرتد منه في بدايات الأسبوع المقبل، خاصة إن لم تنتج سلبيات كبيرة من أوروبا هذا الأسبوع”.
لكن الدوسري يرى أن التحليل الفني يظهر تكوين المؤشر السعودي لقمة ثنائية «double top» كسرها في 24 سبتمبر، وقال “هذا نموذج فني سلبي يستهدف الآن مستوى دعم أول عند 6850 نقطة، وهي نقطة مقاومة السوق في بداية يوليو، في حين يستهدف مستوى دعم ثانٍ عند 6590 نقطة”.
من ناحية أخرى، قال قسنطيني إن على المدى المتوسط والبعيد ستظل السوق السعودية من أفضل الأسواق للاستثمار في ظل متانة الوضع المالي للمملكة وقوة الإنفاق الحكومي وقوة القوائم المالية للشركات السعودية وخلوّها من الديون، وهو ما سينعكس أثره على السوق. ويتوقع قسنطيني أن يصعد المؤشر السعودي إلى مستويات 7500 نقطة بنهاية 2012.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3as