فيروس كورونا 2019 (كوفيد-19) هو جائحة ناجمة عن متلازمة الالتهاب التنفسي الحاد «فيروس كورونا 2» (المعروف أيضًا باسم: سارس-كوف-2). وعلى الرغم من انتشار التوعية بـ«كوفيد- 19»، لكن كثيرين مازالوا غير واعين بكيفية تأثيره على جسم الإنسان.
يبدأ «سارس-كوف-2» رحلته عبر الأنف، أو الفم، أو الأعين، وينتقل لأسفل إلى الحويصلات الهوائية في الرئة. والحويصلات الهوائية جيوب تجري فيها عمليات تبادل الغازات في الرئة بين الجو الخارجي والدم.
ضعف تبادل الغازات
عندما يهاجم النظام المناعي منطقة العدوى فإنه يقتل الخلايا السنخية السليمة أيضا. وينتج عن هذا ثلاثة أمور تعيق تبادل الغازات:
انخماص الأسناخ نتيجة لفقدان خلايا السطح الرئوي من النوع الثاني.
انخفاض مستوى الأكسجين المتدفق في الدم نتيجة نقص الخلايا من النوع الأول.
دخول مزيد من السوائل إلى الحويصلات الهوائية.
تبادل الغازات
كل حويصلة هوائية مغلفة بالشعيرات الدموية، وفيها تطلق خلايا الدم الحمراء ثاني أكسيد الكربون (CO2) وتحمل الأكسجين (O2). تسهل اثنتان من الخلايا السنخية تبادل الغازات؛ الخلايا في النوع الأول رفيعة بما يكفي لمرور الأكسجين خلالها، وفي النوع الثاني تفرز خلايا السطح الرئوي مادة تبطن الحويصلات الهوائية وتمنعها من الانهيار.
العدوى الفيروسية
البروتينات التاجية التي تربط وتغطي مستقبلات ACE2 في فيروس كورونا، وبشكل أساسي الخلايا السنخية من النوع الثاني، تسمح للفيروس بحقن حمضه النووي الريبوزي (RNA). وعندها يختطف الحمض النووي الريبوزي الخلية ويأمرها بجمع نسخ كثيرة من الفيروس ويطلقها في الحويصلات الهوائية. ويتم تدمير الخلية المضيفة في هذه العملية ويعدي فيروس كورونا المستجد الخلايا المجاورة.
الاستجابة المناعية
1- بعد العدوى تبدأ الخلايا من النوع الثاني في إطلاق إشارات التهابية تجند البلاعم (خلايا مناعية).
2- تطلق البلاعم السيتوكينات التي تؤدي إلى توسع الأوعية، وهو ما يؤدي إلى وصول مزيد من الخلايا المناعية إلى منطقة الإصابة عبر الشعيرات الدموية. (في هذه المرحلة تبدأ الأعراض في الظهور مثل الكحة الجافة وارتفاع درجة الحرارة).
3- تراكم السوائل في الحويصلات الهوائية. (هنا يتطور الالتهاب الرئوي)
4- يخفف السائل للتوتر السطحي، ما يؤدي إلى بداية الانهيار السنخي، وتقليل تبادل الغازات وزيادة معدلات التنفس. (ضيق التنفس).
5- يتم استدعاء عدلات الدم إلى منطقة الإصابة وإطلاق مركبات الأكسجين التفاعلية (ROS) لتدمير الخلايا المصابة. (يتم نقل المصاب إلى المستشفى في هذه المرحلة. وهي خطيرة على المصابين من ذوي السجل المرضي، وقد تحدث عدوى ثانوية).
6- يتم تدمير الخلايا من النوعين الأول والثاني، ما يؤدي إلى انهيار الحويصلات الهوائية ويسبب متلازمة الضائقة التنفسية الحادة. (يبدأ نقل المصاب إلى وحدة الرعاية المركزة في هذه المرحلة، وقد يحتاج المريض لجهاز تنفس صناعي للبقاء حيا).
7- إذا أصبح الالتهاب حادا، فإن السوائل الغنية بالبروتين قد تصل إلى مجرى الدم وتنتشر لباقي أنحاء الجسم ما يسبب متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية. (قد تحدث في هذه المرحلة مضاعفات غير مرتبة بفيروس كورونا).
8- متلازمة الاستجابة الالتهابية الجهازية قد تؤدي إلى صدمة إنتانية وفشل الأعضاء المتعدد، وهو ما يؤدي إلى عواقب وخيمة.
بتوفير العناية المناسبة يمكن أن يتعافى المرضى في أي مرحلة خلال هذه العملية.
ماذا تفعل؟
التباعد الاجتماعي
حيث إنه لا يوجد علاج أو لقاح معتمد لفيروس كورونا، فإن التباعد الاجتماعي هو الطريقة الأكثر فاعلية لتقليل سرعة انتشار الفيروس.
ابقَ بصحة جيدة
حافظ على نظام غذائي متوازن، واشرب الكثير من المياه، وخذ قسطا وافيا من النوم، ومارس التمارين الرياضية، وراقب صحتك النفسية. واتصل بعائلتك وأصدقائك لدعمك.
ابقَ على اطلاع
مع تغير الموقف يوميا، من المهم أن تبقى على اطلاع لتعرف بالتغيرات عالميا ومحليا. احرص على التحقق من مصادر المعلومات، وتجنب الشائعات.
التبرع
فكر في التبرع للمشروعات المحلية، أو لصندوق الاستجابة لكوفيد-19 التابع لمنظمة الصحة العالمية، إذا كان لديك فائض من مال. وإذا كان لديك وقت فراغ فكر في التطوع للمبادرات المجتمعية، مثل توصيل الطعام لمن هم بحاجة لذلك.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-B70
