يُعد اليوم العالمي للمياه، الذي يصادف 22 من مارس كل عام، مناسبة عالمية وفرصة مثالية لرفع الوعي حول قضايا المياه وتحدياتها، وإلهام المعنيين باتخاذ الإجراءات اللازمة لإحداث فارق وإدارة الموارد المائية إدارة مستدامة، لا سيما في ظل تفاقم حالة الأمن المائي في العالم، والنمو السكاني المطرد، إذ يعيش حاليا أكثر من 663 مليون شخص بدون إمدادات للمياه الصالحة للشرب على مقربة من منازلهم، فهم يقضون ساعات لا تحصى أو يقطعون مسافات بعيدة للحصول على المياه، أو يواجهون الآثار الصحية لاستخدام المياه الملوثة.
الماء عصب الحياة ورافد أساسي لخلق فرص العمل ودعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. ويلفت اليوم العالمي للمياه 2018 الأنظار إلى أهمية إيجاد الحلول المستدامة المعتمدة على البيئة والطبيعية، وهو ما يعنيه شعار هذا العام «الطبيعة لأجل المياه»، فمن خلال الحلول المعتمدة على البيئة يمكن حل الكثير من التحديات، ومن ذلك زراعة الغابات الجديدة، وإعادة تأهيل الأراضي الرطبة، واستخدام الطاقة المتجددة والنظيفة في تحلية وإنتاج المياه، وفصل إنتاج الكهرباء عن المياه، وغيره.
ونحن في هيئة كهرباء ومياه دبي نستلهم خططنا واستراتيجياتنا من الرؤية الثاقبة لسيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، بدعم التنمية المستدامة الشاملة بجميع جوانبها البيئية والاجتماعية والاقتصادية، من خلال مبادرات طموحة ومشاريع تنموية مستدامة، تحقيقاً لأهداف مئوية الإمارات 2071 التي تشكل خريطة طريق للعمل الحكومي طويل المدى وترسم الطريق نحو إمارات المستقبل؛ ورؤية الإمارات لجعل دولة الإمارات من أفضل دول العالم2021، وخطة دبي 2021 الهادفة إلى تأمين مستقبل مستدام وغدٍ أفضل للأجيال القادمة.
وفي هذا السياق، فالهيئة ماضية في عملية فصل انتاج الكهرباء عن تحلية المياه والوصول الى انتاج 100% من المياه المحلاة بحلول عام 2030 بمزيج من الطاقة النظيفة الذي يجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والحرارة المفقودة، الأمر الذي سيجعل دبي تتجاوز الهدف المحدد عالمياً فيما يتعلق باستخدام الطاقة النظيفة في تحلية المياه، فوفقاً للاستراتيجية الموضوعة فإن 100% من انتاج دبي من المياه المحلاة عام 2030، سيأتي من مزيج من الطاقة النظيفة التي تجمع بين مصادر الطاقة المتجددة والاعتماد على استخدام الحرارة المفقودة. ومن المتوقع أن تصل القدرة الانتاجية لاستخدام تقنية التناضح العكسي إلى 305 مليون جالون من المياه المحلاة يومياً. بحلول العام 2030، بارتفاع يصل إلى 41% مقارنة بـ 5% من اجمالي الانتاج في وقتنا الحالي. وذلك مع الأخذ بعين الاعتبار أن القدرة الإنتاجية للمياه المحلاة سترتفع عام 2030 لتصل لـ 750 مليون جالون يومياً مقارنة بـ 470 مليون جالون يومياً حاليا. كما أن زيادة الكفاءة التشغيلية لفصل عملية تحلية المياه عن انتاج الكهرباء ستوفر ما يقارب 13 مليار درهم لغاية 2030، وتخفيض 43 مليون طن من انبعاثات الكربون حتى عام 2030.
ولا يفوتنا في هذه المناسبة أن نحث أفراد المجتمع على تبني أنماط الحياة المستدامة عبر ترشيد استهلاك المياه، بما يسهم في الحفاظ على الموارد الطبيعية وحماية البيئة. وتوفر الهيئة مجموعة كبيرة من النصائح والإرشادات لمساعدة المتعاملين في ترشيد الاستهلاك عبر موقعها الإلكتروني وتطبيقها الذكي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oVr