رغم تأسيسها منذ عام ونصف فقط “18 شهراً”، بقرار من سعادة اللواء عبد الله خليفة المري القائد العام لشرطة دبي، استطاعت فرق الدراجات الهوائية التابعة لإدارة الحد من الجريمة في الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، والمكونة من 26 فرداً و4 احتياطيين، أن تثبت فعالية وكفاءة عالية في الأداء بفضل اللياقة البدنية والحس الأمني المرتفع، والتدريب المستمر، لتساهم في ضبط 83 مطلوباً وتكشف جرائم قبل وقوعها، وتساهم في ضبط مخالفين لقوانين الإقامة وشؤون الأجانب، ومروجين لبضائع مقلدة ممن يتخفون في الأزقة.
سرعة الحركة والقدرة على التنقل، والاستجابة السريعة للبلاغات، كانت أبرز سمات الفرق التي ساهمت في العثور على أطفال أضاعهم ذويهم في الزحام في وقت قياسي، إلى جانب قيامهم بمهام اجتماعية وفعاليات لإسعاد أفراد المجتمع في المناطق السياحية.
وأشاد اللواء عبد الله خليفة المري، بجهود فرق الدراجات الهوائية وحرصها على تعزيز الأمن والأمان والاستجابة لكافة البلاغات ضمن نطاقات عملها بشكل يومي، ومساهمتهم في ترسيخ سمعة شرطة دبي الرائدة في تقديم خدمات نوعية لأفراد الجمهور، منوها إلى أن مهام فرق الدراجات الهوائية كدوريات أمنية ميدانية تواكب متطلبات العصر في السرعة والدقة، وتكثّف وجودها لإسعاد المواطنين والمقيمين والزوار عبر المشاركة في الفعاليات الرياضية والثقافية والمجتمعية.
وأكد القائد العام لشرطة دبي، أن تأسيس فرق الدراجات الهوائية كدوريات شرطية ميدانية تجوب شوارع إمارة دبي، إنما يأتي في إطار تعزيز التوجهات الاستراتيجية لشرطة دبي المتمثلة في “إسعاد المجتمع”، و”المدينة آمنة”، و”الابتكار في القدرات المؤسسية”، إضافة إلى استراتيجية شرطة دبي في التنمية المستدامة التي تخدم رؤية الإمارات 2021، وخطة دبي 2021، لجعل إمارة دبي المدينة الأكثر أمانا وسلامة واستدامة.
وقال إن إمارة دبي اليوم تعد وجهة سياحية عالمية تستقطب ملايين الزوار سنويا، ونحن حريصون على تحقيق الريادة في كافة المجالات وبمختلف الوسائل، وانطلاقا من ذلك فقد ارتأينا تخصيص دوريات شرطية تستخدم الدراجات الهوائية لأداء مهام عملها وفق منهجية مدروسة ومنظّمة، وباستخدام أجهزة متقدمة تعمل بتقنية الذكاء الاصطناعي وترتبط مباشرة بغرفة العمليات.
وأضاف: اخترنا الكوادر بشرية لفريق الدراجات الهوائية ضمن عناصر مؤهلة ومدربة قادرة على مواجهة الأحداث والاستجابة السريعة في الحالات الطارئة.
83 مطلوباً
من جانبه، كشف اللواء خبير خليل إبراهيم المنصوري، مساعد القائد العام لشؤون البحث الجنائي، أن فرقة الدراجات الهوائية تمكنت من القبض على 83 مطلوبا خلال عام ونصف، كما نفذت الفرقة بالتعاون مع إدارة الشرطة السياحية عام 2018 حملة في منطقة أم سقيم بالقرب من برج العرب لتحقيق معدل صفر جريمة، وقد نجحت في تحقيق المؤشر المطلوب خلال الفترة المحددة.
وبيّن اللواء المنصوري أن شرطة دبي وانطلاقا من سعيها لتعزيز شعور الأفراد بالاستقرار والطمأنينة، فقد أسست فرقة الدراجات الهوائية بما يمكن أفراد الشرطة من التواجد في كافة المناطق والطرق الداخلية والمزدحمة، ويرسخ الأمن ويحد من وقوع الجريمة، وتجاوز ذلك إلى حد منع وقوعها، والتمكن من حماية الممتلكات العامة والأرواح والأعراض، منوها إلى أن شرطة دبي تتعامل مع أكثر من 200 جنسية مختلفة الثقافات، وهو ما يستدعي التعامل بحرفية عالية والبحث عن أساليب أكثر ابتكارا ودقة لتعزيز الأمان في المجتمع.
خدمات أمنية
بدوره، قال العميد جمال سالم الجلاف مدير الإدارة العامة للتحريات والمباحث الجنائية، إن شرطة دبي تهدف من خلال تأسيسها لفرقة الدراجات الهوائية إلى تقديم خدمات أمنية راقية تنال رضا الجميع وتتناسب مع سمعة شرطة دبي العالمية، هذا إلى جانب تزويد أفراد الفرقة بأدوات ذكية للتمكن من أداء مهامهم بكفاءة وفق أعلى المعايير والممارسات العالمية في التعامل مع المشتبه فيهم والمطلوبين.
وبيّن العميد الجلاف أن إدارة الحد من الجريمة برئاسة العقيد سعيد لوتاه نفّذت بالتعاون مع إدارة الشرطة السياحية في العام الماضي حملة في منطقة أم سقيم لتحقيق معدل صفر جريمة، وقد نجحت الحملة بتحقيق الهدف عبر جملة من المبادرات والبرامج الأمنية والتوعوية والثقافية، والترويج لمراكز الشرطة الذكية، والخدمات الشرطية التي تقدمها شرطة دبي للجمهور، وتوزيع بروشورات وهدايا وتغطية أكبر عدد ممكن من مرتادي شاطئ برج العرب من مختلف الجنسيات العالمية، كما تضمنت الحملة فعاليات وأنشطة ومسابقات تفاعل معها الجمهور.
26 فراداً
من جانبه، أوضح الملازم أول محمد أمان الزرعوني، رئيس قسم فرق الدراجات الهوائية، أن شرطة دبي طالما كانت سباقة في طرح أفكار بناءة ومتطورة ومتميزة تعزز الأمن والأمان، ومن هنا جاءت فكرة تأسيس فرقة الدراجات الهوائية التي أمر بها سعادة القائد العام لشرطة دبي، ومثّلت إضافة نوعية إلى دوريات الشرطة لاسيما في الأماكن التي لا تتمكن دوريات السيارات من الدخول فيها.
وقال الملازم الزرعوني إن الفرق تتكون من 26 فردا أساسيا و4 في الاحتياط، يعملون يوميا لتعزيز الأمن والأمان، ويتركزون في عدد من المناطق الحيوية والمزدحمة، والمتمثلة في لامير، سيتي ووك، سوق ديرة، سوق بر دبي، جي بي آر، المرقبات، والرقة، كما أنهم يتواجدون في عدد من الفعاليات والمبادرات التي تقام بشكل مؤقت مثل القرية العالمية، سباق دبي للخيول والفعاليات المستحدثة الأخرى.
تأهيل وتدريب
وأضاف الزرعوني أن أفراد فرق الدراجات الهوائية وقبل إعلان تأسيس الفرق، التحقوا بعدد من الدورات لتأهيلهم للمهام الخاصة، ومنها دورات في الدفاع عن النفس، الضبط والسيطرة، الإسعافات الأولية، إطفاء الحرائق، سلاح الصاعق الكهربائي “التيزر”، تحرير وتصنيف المخالفات، إنعاش القلب، الرماية من على الدراجات الهوائية وأثناء الحركة، النزول على السلالم، هذا إلى جانب تنفيذ دورات تنشيطية مختلفة كل 3 أشهر، وقطع مسافات في التدريب لا تقل عن 20 كيلومتراً، بما يحافظ على لياقتهم البدنية.
وبيّن أن رجال الفرق معنيون بمكافحة الجريمة بمختلف صورها، والتركيز على الغرباء في المناطق وتفعيل دور الاشتباه، واستقبال الملاحظات الأمنية من الجمهور، ورفع الملاحظات وكتابة التقارير اليومية حول المنطقة وكل ما يتعلق بالثغرات الأمنية، إلى جانب تعزيز التواصل الفعّال بين الشرطة وأفراد المجتمع، وترسيخ مراقبة الأماكن الحيوية، والمشاركة في تغطية الفعاليات المجتمعية والرياضية.
تجارب الأفراد
التحق العريف رشاد سالم من مركز شرطة نايف، بفرق الدراجات الهوائية بعد سنوات من عمله في دوريات الشرطة، ما مكنه من تلمس الفرق بينهما، يقول : ” طبيعة البلاغات التي تستجيب لها دوريات الشرطة تختلف من حيث النوعية والحجم مقارنة بالبلاغات التي تستجيب لها فرق الدراجات الهوائية، فالأخيرة أبسط وضمن نطاق محدد، ومن جانب آخر، فإن الدراجات الهوائية تتميز بسهولة وسرعة التنقل في الأماكن الضيقة والطرق المتعرجة، كما أنها قادرة على تفعيل عمليات الاشتباه بصورة أكبر.”
وأضاف العريف رشاد بأن بدء العمل في الفرق تطلب منهم تعريف الناس وحراس الأمن بأنفسهم كأفراد شرطة، وتبادل قنوات التواصل معهم، منوهاً إلى ربط أجهزتهم بمركز القيادة والسيطرة في شرطة دبي، وإرسال وتلقي البلاغات من وإلى المركز، ما يسرع من الاستجابة وتقديم المساعدة اللازمة.
العثور على طفل
وقال العريف رشاد إن رجلا من الجنسية السعودية استوقفهم في منطقة الداون تاون مبلغاً عن فقدان طفله البالغ من العمر 4 سنوات، ليتم فورا أخذ بيانات الطفل ومواصفاته، وشرعوا بالبحث بسرعة ويسر نظراً لسهولة التنقل بالدراجة الهوائية في المنطقة، ليعثروا على الطفل تائها في أحد الأزقة بعد نصف ساعة، ومن ثم تسليمه لوالده بعد التأكد من مطابقة البيانات والمواصفات.
ضبط مخالفين
وأضاف العريف رشاد أن طبيعة عملهم، تمكنهم من ضبط الباعة المتخصصين في بيع وتهريب البضائع المقلدة، وتحريز المبالغ المالية والبضائع، إضافة إلى القبض على المخالفين والهاربين.
بدوره، أكد الشرطي أول أحمد السعدي من مركز شرطة المرقبات، أن الدرّاجين لابد أن يتمتعوا بالحس الأمني، والقدرة على قراءة لغة الجسد لكشف الهاربين والمطلوبين وملاحظة أي حالات ارتباك أو كشفهم عند محاولة تغيير مسار حركتهم.
وأوضح الشرطي أول السعدي بأن المخالفين للقانون من الباعة المروجين لبضائع ممنوعة أو أخرى مقلدة يتخفون في الأزقة الداخلية أو الشوارع الضيقة، وهو ما يصعب على دوريات الشرطة الوصول إليهم، فيما نتمكن نحن من كشفهم والقبض عليهم.
إحباط جريمة
وذكر السعدي أن وجودهم في المرقبات مكّنهم من الاشتباه في شخصين من الجنسية الآسيوية كانا يسيران بين المحلات ويرتدون حقائب ظهر، وبإيقافهم وتفتيشهم، تبيّن احتواء الحقيبتين على أدوات كسر وخلع وقطع، وبالتحقيق معهم اتضح تخطيطهما لتنفيذ عملية سرقة لأحد المحلات.
العثور على طفل رغم الزحام
وأكد السعدي أن فرق الدراجات الهوائية تمكنت من إيجاد طفل يبلغ من العمر 8 سنوات وإعادته لوالدته عند منطقة برج خليفة، وذلك بعد أخذ مواصفاته وتعميمها، ليتمكنوا من العثور عليه بمساعدة من حراس الأمن، نظرا لتوحيد الجهود بين أفراد الشرطة والمجتمع وتعزيز التواصل بين الجانبين رغم الازدحام الشديد في المنطقة.
معدات الفرق
من جانبه، بيّن العريف جاسم الرزي من مركز شرطة بر دبي، استخدام فرق الدراجات الهوائية لعدد من الأجهزة الذكية وتقنيات الاتصال التي تمكنهم من تبادل المعلومات بسرعة، وتتبع مواقع بعضهم عبر تطبيق ذكي، إلى جانب استخدامهم لخارطة ذكية من إدارة التواصل الحكومي تمدهم بقاعدة بيانات مهمة عن كل منطقة.
وأوضح أن أفراد الفرق يحملون سلاح للصعق الكهربائي “تيزر” ألماني الصنع بمدى استخدام يبلغ 7 أمتار ومن نوع X2، ويرتدون خوذ ذكية متصلة ببعضها ومربوطة بغرفة العمليات، وذلك للإبلاغ الفوري عن الحوادث وأي ملاحظات أخرى، هذا إلى جانب ارتدائهم لقفازات ذكية بإشارات تنبيه بتحول الدرّاج من مسار إلى آخر، حفظا لسلامته، إضافة إلى كاميرا ذكية بموصفات مضادة للماء وقادرة على التصوير الليل والتسجيل الصوتي والمرئي ومربوطة مباشرة بغرفة العمليات، كما أن الخوذة تمكن أفراد الشرطة من إجراء محادثات جماعية ومتابعة عمل بعضهم وفق منطقة الاختصاص.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-xJE