طفرة في إنتاج الأسمدة الخليجية مع احتدام المنافسة عالمياً

تحليل اقتصادي
30 مارس 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
طفرة في إنتاج الأسمدة الخليجية مع احتدام المنافسة عالمياً

بتروكيماوي

تُنافس الدول الخليجية على صناعة الأسمدة الكيماوية عالمياً، حيث من المتوقع أن يتجاوز إنتاج الشركات المنضوية تحت مظلة الاتحاد الخليجي للبتروكيماويات والكيماويات “جيبكا”  100 مليون طن متري سنوياً خلال الأعوام القادمة.

وشكلت دول “مجلس التعاون الخليجي” 9% من إجمالي إنتاج اليوريا عالمياً بطاقة 23 مليون طن، والأمونيا 10% مع 21 مليون طن.

وعليه انضمت الصين إلى المنافسة بدخول أكثر من 140 مصنع أسمدة حيز الإنتاج بشكل رئيسي في الصين خلال 2013-2014.

وأثارت طفرة إنتاج الأسمدة في الخليج وآسيا، مخاوف الإغراق وتهاوي الأسعار الذي اتضح جلياً بداية من آذار (مارس) 2015 تزامناً مع ضخ طاقات إنتاجية ضخمة جديدة في المنطقة، حيث بلغ متوسط أسعار اليوريا 294 دولاراً في مايو (أيار)، بتراجع 12.5% من 375 دولاراً خلال يناير (كانون الثاني) 2015، كنتيجة طبيعية لارتفاع العرض، ولا سيما من الصين التي صدّرت 4.4 مليون طن متري من اليوريا خلال الربع الأول 2015 بارتفاع 126.1% على أساس سنوي.

احتياطات كبيرة من المواد الأولية

وبينت منظمة الخليج للاستشارات الصناعية “جويك”، أن دول الخليج تشهد تطوراً في صناعة الأسمدة الكيماوية، مع زيادة الإنتاج والتصدير إلى مختلف الأسواق العالمية، وذلك بسبب الاحتياطات الكبيرة من المواد الأولية اللازمة لإنتاجها، والمتمثلة بالغاز الطبيعي الذي سجل احتياطي 41.8 ألف مليار متر مكعب، 20.8% من مجمل الاحتياطي العالمي، البالغ 201.1 ألف مليار متر مكعب.

نمو عدد السكان

ويساعد دول الخليج في تطور هذه الصناعة، ارتفاع الطلب العالمي على الأسمدة، نتيجة نمو عدد السكان، ما يتطلب مضاعفة إنتاج المواد الغذائية في العالم، والذي ما كان له أن يتحقق دون تحسين الإنتاجية باستخدام الأسمدة الكيماوية، إضافة إلى أن منتجات الأسمدة الكيماوية في الخليج تتمتع بميزة تنافسية بسبب جودتها ومطابقتها للمعايير الدولية.

وعليه، يجب تفعيل التعاون والتكامل بين دول المنطقة التي لديها مساحات شاسعة صالحة للزراعة، وتحتاج لكميات كبيرة من الأسمدة للتوسع في الإنتاج الزراعي.

ارتفاع أسعار السلع الزراعية

وتمتلك دول الخليج مساحات زراعية غير كافية لسد كل احتياجاتها من السلع الغذائية بهدف تحقيق الأمن الغذائي المنشود، في ظل تأرجح كميات الإنتاج العالمي والأسعار العالمية للمنتجات الغذائية، خصوصاً الإستراتيجية منها، كالقمح، والأرز، والذرة، والحبوب الزيتية، والمحاصيل الخاصة بصناعة السكر.

وأدى ارتفاع أسعار السلع الزراعية خلال الأعوام الأخيرة إلى زيادة إنتاج الأسمدة لتلبية الطلب القوي في الأسواق، وعلى المدى القصير سيظل الطلب على الأسمدة قوياً مدفوعاً بزيادة استهلاكها إلى مستوى أعلى لإنتاج المحاصيل الغذائية الأساسية والعالية القيمة.

وأفاد الأمين العام لـ”جيبكا”، عبدالوهاب السعدون، أن تأمين الإمدادات الكافية من الأسمدة يمكن أن يحمي عدد السكان المتزايد في العالم من نقص المواد الغذائية والتخفيف من خطر ارتفاع أسعاره.

السعودية وقطر في الصدارة

و بلغت كمية إنتاج اليوريا في الخليج 11.3 مليون طن خلال 2014، مقابل 8.3 مليون طن في 2010، بزيادة 3 ملايين طن، وبمعدل نمو تراكمي 8%، بحسب تقرير “جويك”.

وتصدّرت السعودية إنتاج الأمونيا خليجياً بنسبة 37.2%، تليها قطر 31.8%، ثم عمان، وذلك بسبب الاحتياطي والإنتاج العالمي من الغاز الطبيعي في هذه الدول.

أما إنتاج اليوريا في الخليج بلغ نحو 14.9 مليون طن نهاية 2014، مقابل 10.9 مليون طن خلال 2010، بزيادة 4 ملايين طن، وبمعدل نمو تراكمي 8.1%، وجاءت قطر الأولى خليجياً تلتها السعودية ثم عمان، تبعتها الإمارات والكويت وأخيراً البحرين.

ونجحت المملكة في تصعيد إجمالي الطاقات الإنتاجية إلى نحو 13 مليون طن متري سنوياً من الأسمدة، بعد أن تمكنت الشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك” وشركة التعدين العربية السعودية “معادن” من إضافة 6.7 مليون طن و3 ملايين طن متري سنوياً على التوالي.

وأقدمت قطر على منافسة المملكة في صناعة الأسمدة، وسعت لانتزاع المرتبة الأولى عالمياً لإنتاج الأسمدة، حيث نفذت عدة شركات قطرية توسعات ضخمة مستفيدة من وفرة الغاز الطبيعي، حيث تعد قطر الدولة الأولى في إنتاج الغاز الطبيعي المسال على مستوى العالم بطاقة تناهز 80 مليون سنوياً.

ورغم ذلك، تبقى “سابك” أكبر منتج لليوريا الحبيْبيّة في العالم، حيث تصدر 90% من إنتاجها لدول مختلفة حول العالم، وتمثل ما نسبته 8% من سوق اليوريا العالمية، وتلبي جميع احتياجات المملكة من اليوريا، إلى جانب 90% من الاحتياجات المحلية للأسمدة الفوسفاتية، فيما تصدّر منطقة الخليج نحو 28% من اليوريا.

وضاعفت شركة قطر للأسمدة الكيماوية “كافكو” إنتاجها، سعياً للتربع على قائمة كبار منتجي ومصدري الأسمدة في العالم، حيث نفذت مشروع كافكو-6 بتكلفة تبلغ 610 مليون دولار، ورفعت طاقتها الإنتاجية من اليوريا إلى 5.6 مليون طن سنوياً، على أمل أن تصبح أكبر منتج منفرد للأمونيا واليوريا، ورابع منتج وأكبر مصدر لليوريا عالمياً.

وارتفع عدد المصانع العاملة في قطاع الصناعات التحويلية من 13,035 مصنعاً في 2010 إلى 16,292 مصنعاً نهاية 2014، وبمعدل نمو تراكمي لخمسة أعوام بلغ 5.7%، أي تمت إقامة وتشغيل 3257 مصنعاً جديداً خلال هذه الفترة الوجيزة.

البتروكيماويات ثانياً باقتصادات الخليج

ويعد قطاع البتروكيماويات في الخليج، من أكبر القطاعات الإنتاجية، ويحتل المرتبة الثانية بالاقتصادات الخليجية، حتى بات يشكل أحد أهم الأنشطة الصناعية التحويلية، ومورداً أساسياً للصناعات البتروكميائية عالمياً.

ويستوعب قطاع البتروكيماويات نحو 59.6% من مجموع الأموال المستثمرة في الصناعات التحويلية، أي ما يعادل 220.3 مليار دولار، ويبلغ عدد الشركات العاملة حالياً في هذا القطاع 3184 شركة، يعمل بها نحو 271 ألف موظف وعامل.

وتمثل صناعة الكيماويات في دول “مجلس التعاون الخليجي” نحو 2.9% من الناتج المحلي الإجمالي، وبلغت قيمة عوائدها 97.3 مليار دولار.

وتوظف هذه الصناعة أكثر من 148.700 شخص بشكل مباشر، وتؤدي كل وظيفة مباشرة إلى خلق ثلاث وظائف إضافية في الصناعات ذات الصلة.

وستتراوح زيادة الاستثمارات البتروكيماوية في الخليج بين 35 إلى 38 مليار دولار من 2012 حتى 2016، كما أن مساهمة قطاع البتروكيماويات في الناتج المحلي الخليجي تصل إلى نحو 10.6%.

وتوقع وزير الطاقة والصناعة القطري، محمد بن صالح السادة، أن يزيد إنتاج المواد الكيماوية والبتروكيماوية في الخليج بنحو 50%، ليبلغ 190 مليون طن بحلول 2020.

واتفق خبراء في قطاع البتروكيماويات، على أن أسعار النفط الحالية والتراجع الذي تشهده الأسواق يمثل فرصاً لتعزيز الاستثمارات في قطاع البتروكيماويات، واستقطاب رؤوس أموال جديدة.

وأكد متخصصون أن قطاع البتروكيماويات محمي من أي ركود أو انكماش، حيث لا تزال مستويات العرض غير قادرة على مواكبة الطلب، ولبى القطاع الطلب العالمي المتنامي بأكثر من 150 مليون طن من البتروكيماويات على مدى ربع قرن.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.