روبوت شرطي في دبي … لا يمرض ولا يطلب إجازة

أخبار الإمارات
12 يونيو 2018آخر تحديث : منذ 6 سنوات
روبوت شرطي في دبي … لا يمرض ولا يطلب إجازة
15996

ثمة تصوّر مخيف للمستقبل تجد فيه جهاز روبوت على هيئة ضابط شرطة بعيون داكنة وفم لا يكاد يُرى يستطيع الكشف عن المجرمين وجمع الأدلة.

وظهر الشرطي الروبوت بالفعل أمام برج خليفة، أطول مبنى في العالم، في دبي في حزيران (يونيو) الماضي.

لكن، ماذا حدث منذ ذلك الحين؟ وهل تتعدى قصة حب دبي لتكنولوجيا الروبوت حدود استخدامها وسيلة للترويج لمدينة تسعى دائماً وراء الوصول إلى أحدث تكنولوجيا متوافرة؟

استعرضت شركة «بال روبوتيكس»، التي تقف وراء فكرة الشرطي الآلي، تفاصيل منتجها ليظهر أشبه بمرشد سياحي أكثر من كونه شرطياً.

وأوضحت الشركة أن «الروبوت التحق بشرطة دبي بغية مساعدة المواطنين بطريقة مبتكرة وأكثر تفاعلاً، وهو اليوم موجود في المناطق الأكثر جذباً للسياح ومراكز التسوق». وأضافت أنه «يوفر معلومات مفيدة بلغات عدة بفضل البرمجيات المزود بها، ويمكنه أيضاً أن يرشد الناس إلى الأماكن التي يهتمون بزيارتها».

وأوضحت: «يُعد هذا الروبوت وسيلة فعالة للتواصل بين المواطنين ومراكز الاتصال الخاصة بالشرطة في دبي من خلال ميكروفونات مدمجة به، علاوة على توفير إمكان الحصول على الخدمات المختلفة التي تقدمها الشرطة من خلاله مثل سداد غرامات المخالفات المرورية».

ويأتي الشرطي الروبوت كجزء من تحرك أوسع نطاقا يستهدف التحول إلى خدمات شرطية «ذكية» تتضمن إنشاء عدد من مراكز الشرطة التي تُشغل بالكامل بالكومبيوتر من دون الاعتماد على طواقم عمل بشرية. وتخطط حكومة دبي لأن يمثل الروبوت 25 في المئة من الشرطة بحلول 2030.

وقال أحد مسؤولي الشرطة في دبي عند إطلاق الشرطي الآلي إن «هذا النوع من الروبوت يمكنه العمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع. ولن يطلب عطلة بسبب المرض أو الولادة، فهو مجهز للعمل المستمر على مدار الساعة».

وتولى نويل شاركي، أستاذ علوم الكومبيوتر في جامعة شيفيلد، مسؤولية العمل على متابعة طريقة استخدام هذه الأجهزة بالتعاون مع حكومة دبي.

وقال شاركي إن «هذا النوع من الروبوت صُمم بالأساس في دبي لدعم كبار السن وتولي مهمات الإرشاد السياحي»، مؤكدا أنه غير مقتنع بأن تؤدي هذه الأجهزة مهمات شرطية.

وأضاف: «أعتقد أنه كانت ثمة خطة لإضافة مفتاح للطواريء تمكن من إرسال الموقع للشرطة، وهو ما قد يعد تطبيقا جيدا. لكن البعض قد يستخدمه على سبيل اللهو».

وحدث شيء مماثل من قبل، إذ عُثر على روبوت كان ملحقا بدورية حراسة مبنى إداري في واشنطن غارقا في نافورة. وعلى رغم بدائية الشرطي الآلي في الوقت الراهن، يتوقع شاركي أن يشهد هذا النوع من الروبوتات «تطوراً كبيراً» في السنوات المقبلة، خصوصاً في مهمات المراقبة، والكشف عن المتفجرات وغيرها من المواد الضارة.

وفي الصين، التي تطور ما تصفه بأنه أكبر شبكة كاميرات مراقبة في العالم، بدأ نشر أجهزة روبوت في عدد من محطات القطارات والمطارات.

فهناك على سبيل المثال، روبوت في محطة تشنغتشو للسكك الحديدية في خنان، وهو مزود بمجموعة من الكاميرات وعدد من المجسات يمكنها الكشف عن الحرائق المحدودة.

كما زود بتكنولوجيا تمكنه من التعرف إلى الوجوه، و «تتبع المشتبه بهم في نشاطات إجرامية»، وفقاً لموقع ماشايبل.

وأُدخل الروبوت «أنبوت» الخدمة في مطار شنتشنالدولي في الصين العام الماضي بعد أن زود بكاميرات تستخدم في مهمات أمنية. وأشارت صحيفة «الشعب» اليومية الصينية إلى أن هذا الروبوت «مزود بصاعق كهربائي يستخدم في فض الشغب».

وتحتل الصين موقع الريادة في ثورة الطائرات من دون طيار، كما تُشاهد الكثير من أجهزة الروبوت تلعب عدداً من أهم الأدوار المدنية، موفرة بذلك طرقاً بديلة لتسليم البضائع، علاوة على تقديمها خدمات التوصيل من خلال مركبات طائرة ذاتية القيادة.

وأطلقت دبي خدمة التاكسي الطائر الآلي، وتخطط لتطوير دراجات بخارية طائرة هجين تساعد رجال الشرطة على الوصول بسرعة أكبر إلى مواقع الطوارئ.

لكن شاركي غير مقتنع بثورة الروبوت الطائر. وقال إن «سماء دبي قد تعج بهذه الأجهزة بسرعة إلى حدٍ يثير القلق». مع ذلك، يرى أن انتشار استخدام أجهزة الروبوت في المدينة أمر حتمي، قائلا: «أرى أدواراً كثيرة يمكن أن يلعبها الروبوت في المدن، إذ يمكن الاعتماد عليه في أعمال النظافة وتفتيش المباني، وتسليم الأشياء».

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.