يشهد العالم ومنذ بداية القرن الواحد والعشرين أزمات اقتصادية تعصف بأكثر من جزء في العالم، كما ونجد العديد من الأسواق تتعرض لهزّاتٍ متلاحقة، مما يولد فرصاً استثمارية او يقللها وذلك وفقا لما يشهده العالم من تطورات بظهور قطاعات جديد واندثار غيرها, ويتوقف هذا الامر على قدرة المستثمر على الاستثمار في الظروف.
فإذا كان رأس المال ضعيفا فإنه قد يكون أضعف في الفترات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الصعبة,او اذا كان المستمر مترددا وحائرا في كيفية الاستثمار في ظل الازمات فإن ذلك سيحمل تأثيرا سلبيا لا محالة.
وبالعادة الى تاريخ الأثرياء ومصادر الثروة فلا بد لنا من الاستشهاد بالقاعدة الاقتصادية التي تقول ان الكثير من الأحيان تتيح الأزمات أفضل الفرص لصنع الثروات، لكن بعض الناس صاروا يخشون الاعتماد على هذه النظرية هذه الأيام لعوامل كثيرة، يأتي في مقدمتها الطبيعة غير المسبوقة للأزمات التي تمر بها العديد من البلدان سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي، بالمقابل هنالك اشخاص استطاعوا ان يخلقوا من خضم الازمة نجاح.
فخلال الأيام العصيبة اقتصاديا وسياسيا تنخفض أسعار أصول استثمارية أو تستقر وترتفع أصول أخرى، ووسط هذه الموجة من التقلبات يفضل المستثمرون الاحتفاظ بالسيولة النقدية لمواجهة أي مخاطر محتملة أو تدهور شديد في الأوضاع السائدة، و عادة ما تقوم الإستراتيجيات الاستثمارية في أوقات الأزمات باستغلال قاعدة أن السيولة النقدية أو الكاش ملك، لذا فمن الممكن استغلال هذا الملك في اقتناص فرص استثمارية تتمتع بعائد مجزي بمجرد انتهاء هذه الأزمة أو هكذا يقول أصحاب نظرية الاستثمار في الظروف الاقتصادية الصعبة.
ويعزز أصحاب هذه النظرية موقفهم بقولهم إن التاريخ يشير دوما بأن لكل أزمة ذروة ومن ثم فإنها سرعان ما تتراجع حدتها أو تتلاشى نهائيا إلا فيما ندر. وقد يكون الاستثمار في الأفكار الريادية والمشاريع المبتكرة أحد أفضل السبل للاستثمار في أوقات الأزمات حسبما يرى هؤلاء، وربما يأتي ذلك بديلا عن الاستثمار التقليدي واللجوء إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب و الدولار و العقارات.. وإن كان قطاع العقار يوصف دوما في العالم العربي بأنها الاستثمار الذي قد يمرض لكنه لا يموت بسبب هذه الأزمة أو تلك.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-rpu