جراحة الصدر بالمنظار

مجله مال واعمال – الاردن

قبل العام 1940 كان التركيز في جراحة الصدر ينصب على جراحة علاج التدرن الرئوي و توسع القصبات الهوائية الناتج عن الالتهابات المزمنه, منذ ذلك التاريخ وحتى الستينيات و بعد اكتشاف المضادات الحيويه لعلاج التدرن ، اصبح التركيز ينصب اكثر على جراحة اورام الرئتين والمرئ و بنفس هذه الفتره بدأ انفصال جراحة الصدر غير القلبيه عن جراحة القلب حيث اصبحت جراحة القلب تعنى بزراعة الشرايين والصمامات القلبيه ,واصلاح التشوهت القلبيه الخلقيه و الكثير من العمليات المتخصصه بالقلب.
هذا الانفصال ساهم بتطور جراحة الصدر ليزيد من التركيز على جراحات غير جراحة الرئه والمرئ.
يعتبر اختصاص جراحة الصدر من الاختصاصات الجديدة نسبيا”, وقد يجهل الكثير من الناس بماذا يتعامل هذا الاختصاص و ما هي الامراض او الحالات التي تجرى و متى يستوجب استشارة او مراجعة اختصاصي جراحة الصدر.
بهذا المقال نلقي بعض الضؤ على الحالات التي يتعامل معها الاختصاص للتسهيل على المرضى و اختصار الوقت والجهد.
يتم تقسيم امراض الصدر حسب التقسيم التشريحي بما يلي
1- جدار الصدر: والذي يحتوي على الاضلاع والغضاريف, العضلات المسؤله عن عملية التنفس.
من اهم الامراض التي يجب علاجها عن طريق اختصاص جراحة الصدر هي :
• حالات الرضوض والكسور الناتجه عن الحوادث و حالات السقوط التي تؤدي لكسور الاضلاع والم المصاحب لها.
• تشوهات جدار الصدر مثل الصدر الغائر و صدر الحمامه, وهي تشوهات خلقيه قد تؤدي لقصور وظائف الرئه و تؤدي الى الاحراجات النفسية الناتجة عن تشوه شكل الصدر.
• الاورام بجميع انواعها الحميدة والخبيثة.
• اضلاع العنق الزائدة التي تؤدي للضغط على اعصاب او شراين الاطراف العليا.
2- الغشاء البلوري: و هو الغشاء المغلف لجدار الصدر من الداخ و المغلف للرئتين.

و من اهم الامراض التي يتم علاجها
• التهاب الغشاء البلوري و الجنب الناتج عن التهاب الرئة و تجمع السوائل الصديدية .
• الأسترواح الصدري , وهو تجمع الهواء داخل التجويف الصدري و الذي يؤدي لانكماش الرئه و قصور في عملية التنفس الطبيعي.
• تجمع السوائل بالتجويف الصدري الناتج عن قصور عضلة القلب او هبوط الكلى.
• اورام الغشاء البلوري.
3- المنصف: وهي المنطقة الواقعة بين الرئتين و يوجد بها الغشاء المغلف للقلب, مجموعات من الغدد اللمفاويه و الغدة الزعتريه, و الجمله العصبية الوديه.
• اللانسجة الموجودة بالمنطقة كثيرا ما يحدث فيها اورام قد تكون حميده او خبيثه مثل الاورام اللمفاويه و تضخم الغدة الزعترية
• مرض الوهن العضلي يتم علاجه عن طريق استئصال الغدة الزعترية.
• حالات تعرق اليدين و الابط المفرط يتم علاجها عن طريق قطع العصب الودي.
4- الرئتين:
كثير من الامراض التي تصيب الرئتين تستوجب التدخل الجراحي لعلاجها
• من اهم هذه الامراض و اكثرها شيوعا خصوصا بين المدخنين هي اورام الرئة, وهي عدة انواع وقبل اجراء الجراحة يتم تحديد النوع و الدرجة لوضع خطة علاجيه لها.
• انتفاخات القصبات الناتج عن الالتهابات المزمنة.
• الاكياس الكلبيه الناتجه عن الطفيليات.
• الاكياس الهوائيه و انتفاخات الرئة.
5- القصبة الهوائية:
• احد اهم الحالات التي قد تصيب القصبة الهوائية هو التضيق الناتج عن استعمال اجهزة التنفس الصناعي لفترات طويلة خلال الاقامة في العناية الحثيثة.
6- المرئ: امراض المرئ التي يتم التعامل معها ضمن اختصاص جراحة الصدر
• اورام المرئ الحميدة والخبيثة.
• تضيقات اسفل المرئ .
• انبعاجات المرئ
7- الحجاب الحاجز:
• ارتخاء الحجاب الحاجز الناتج عن شلل العصب المغذي لعضلة الحجاب الحاجز.
• حالات فتق الحجاب الحاجز الخلقية والمكتسبة.
• تمزق الحجاب الحاجز الناتج عن الحوادث و الصدمات

في الماضي كانت الجراحات المفتوحه هي السائده حتى نهاية التسعينيات حيث اثبتت عمليات المنظار كفاءتها بمختلف التخصصات الجراحيه مثل الجراحة العامة و النسائيه و غيرها.
دخلت هذه التقنية لجراحة الصدر , و بالتطور السريع لتكنولوجيا الكاميرات الجراحية و الاجهزة الحديثة و الادوات الجراحية الخاصة، تطورت التقنيات الجراحية بالمنظار الصدري و اصبحت في هذه الايام هي السائدة و تمثل الجزء الاكبر من العمليات.
تتميز جراحة الصدر بالمنظار بما يلي:
1- صغر حجم الجروح التي تكون بطول 1 سم مقارنة بالعمليات المفتوحه التي يصل حجم الجرح فيها ل 30 سم.
2- صغر الجرح يعطي المريض فرصة للعودة لحياته الطبيعية بسرعة حيت تقلل حجم الالم و تقلل من حاجة المريض للمسكنات بعد العمليه.
3- من الناحية التقنية، جراحات المنظار تعطي الجراح رؤيا أوضح و أدق.
4- من الناحية التجميلية فهي تقلل من النتوءات و الندب الجراحية بعد العملية نتيجة لصغر الجرح.
5- التقليل من التكلفة المادية حيث تقلل الحاجة للمكوث بالمستشفى لفترات طويلة بعد العملية.
6- تتيح عمليات المنظار فرصة تعليميه اكبر حيث يمكن للكادر التمريضي و الاطباء المتدربين متابعة العملية بوضوح على الشاشات الموجوده بغرف العمليات بالاضافة لامكانية بث العملية لاي مكان و الاحتفاظ بالعملية لاعادة المشاهدة بأي وقت.
من أهم العمليات التي اثبتت تميّز هذه التقنية وأحدثت نقلة نوعية: استئصال الرئة او جزء منها، استئصال الغدة الزعترية و تقويم تشوهات جدار الصدر.