ارتفعت أسعار النفط الخام بشكل طفيف، أمس، بعد تقرير متفائل من وكالة الطاقة الدولية، وازن التأثير السلبي لانخفاض اليوان الصيني ولبيانات مخيبة للآمال عن الناتج الصناعي في الصين.
وارتفع سعر مزيج برنت 30 سنتاً إلى 49.48 دولاراً للبرميل مرتفعاً عن أقل سعر له في ستة أشهر الذي بلغه يوم الاثنين عند 48.24 دولاراً. وصعد سعر الخام الأميركي 30 سنتاً إلى 38.43 دولاراً للبرميل.
وارتفعت أسعار سلة خامات منظمة الدول المصدرة للنفط «أوبك» الـ12 أول من أمس، إلى 47.66 دولاراً للبرميل مقارنة بسعر اليوم الذي قبله والذي وصل إلى 47.32 دولاراً للبرميل.
وتضم سلة خامات «أوبك» الجديدة التي تعد مرجعاً في مستوى سياسة الإنتاج، 12 نوعاً هي خامات: مربان الإماراتي، ومزيج صحارى الجزائري، والإيراني الثقيل، والبصرة الخفيف العراقي. إلى جانب خامات التصدير الكويتي، والسدر الليبي، وبوني الخفيف النيجيري، والبحري القطري، والعربي الخفيف السعودي، والفنزويلي ميراي، وجيراسول الأنغولي، وأورينت الأكوادوري.
الطلب العالمي
وقالت الوكالة الطاقة الدولية، إن الطلب العالمي على النفط ينمو بأسرع وتيرة له في خمس سنوات، بفضل تعافي النمو الاقتصادي وانخفاض الأسعار، لكن تخمة المعروض العالمي كبيرة جداً وستستمر في 2016.
وذكرت الوكالة في تقريرها الشهري أنها رفعت كثيراً توقعاتها لنمو الطلب في العامين الجاري والمقبل، وتتوقع تراجع نمو إمدادات المعروض من خارج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في 2016 مع تأثر المنتجين الأميركيين أكثر من غيرهم.
وأضافت الوكالة التي تتخذ من باريس مقراً لها: «بينما بدأت عملية إعادة التوازن بوضوح من المرجح أن يطول أمد العملية، حيث من المتوقع استمرار وفرة المعروض خلال 2016 بما يشير إلى أن المزيد من المخزونات سيتكدس».
وتتوافق رؤية وكالة الطاقة مع رؤية الحكومة الأميركية التي خفضت توقعاتها للإنتاج الأميركي، بما يشير إلى أن هبوط أسعار الخام 60 بالمئة منذ الصيف الماضي، ربما يؤثر أخيراً في الإنتاج الصخري.
ونزلت أسعار النفط عن 50 دولاراً للبرميل تحت ضغط من وفرة المعروض وارتفاع الدولار. وتعتبر توقعات وكالة الطاقة أكثر تفاؤلاً من تقديرات أوبك التي رفعت توقعاتها لإمدادات المعروض النفطي من الدول غير الأعضاء في المنظمة.
توقعات
وقالت وكالة الطاقة، إنها تتوقع ارتفاع الطلب العالمي على النفط بواقع 1.6 مليون برميل يومياً في 2015، بزيادة 260 ألف برميل يومياً عن التقديرات التي نشرتها الشهر الماضي، وعزت ذلك إلى قوة النمو الاقتصادي وارتفاع طلب المستهلكين، بفضل انخفاض الأسعار.
وتابعت: «تلك أكبر طفرة في النمو خلال خمس سنوات، وتمثل ارتفاعاً هائلاً بعد زيادة الطلب 0.7 مليون برميل يومياً فقط في 2014».
وأضافت أن استمرار قوة الاقتصاد الكلي سيدعم نمو أكبر من المعتاد بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في 2016، بزيادة 410 آلاف برميل يومياً عن تقديراتها السابقة.
ودفع انخفاض أسعار الخام شركات النفط إلى تقليص خططها الاستثمارية.
تباطؤ المعروض
وقالت وكالة الطاقة: «بينما سيسهم انخفاض الكلفة وتحسن الكفاءة في تعويض بعض التخفيضات في الإنفاق من المرجح أن يتلقى الإنتاج ضربة قريباً».
وذكرت الوكالة أنها تتوقع تباطؤاً شديداً لنمو المعروض من خارج أوبك مقارنة مع المستوى القياسي الذي سجله في 2014 عند 2.4 مليون برميل يومياً، ليصل إلى 1.1 مليون برميل يومياً هذا العام، ثم يقل 200 ألف برميل يومياً في 2016 مع تأثر الولايات المتحدة أكثر من غيرها.
وتشير التوقعات إلى أن استراتيجية أوبك المتمثلة في الإحجام عن خفض الإنتاج وحماية حصتها في السوق، بدلاً من دعم الأسعار ربما تؤتي ثمارها أخيراً.
غير أن الاستراتيجية التي تبنتها المنظمة في نوفمبر الماضي، أحدثت وفرة في المعروض العالمي وستستغرق السوق عاماً ونصفه لاستيعاب هذه التخمة.
انحسار التخمة
وقالت الوكالة: «تظهر بياناتنا أنه بينما ستنحسر التخمة من ثلاثة ملايين برميل يومياً في الربع الثاني من 2015، وهو أعلى مستوى لها منذ 1998، إلا أن الوفرة المتوقعة في المعروض ستستمر في النصف الأول من 2016».
وأشارت إلى أنه على افتراض أن إنتاج أوبك سيظل قرب 31.7 مليون برميل يومياً، وهو متوسط الإنتاج في الأشهر الثلاثة الأخيرة، في عام 2016 فإن المعروض سيتجاوز الطلب بواقع 1.4 مليون برميل يومياً في النصف الثاني من 2015.
وسيقل الفائض إلى نحو 850 ألف برميل يومياً في 2016، وقد تكون الشهور الثلاثة الأخيرة من 2016 أول فصل يشهد سحباً من المخزونات.
وأضافت: «هذه التوقعات لا تأخذ في الحسبان احتمال ارتفاع الإنتاج الإيراني في حالة رفع العقوبات».
وقالت إن توقع ارتفاع الطلب وتباطؤ نمو المعروض من خارج أوبك رفع تقديرات الطلب على خام المنظمة في 2016 إلى 30.8 مليون برميل يومياً بزيادة 1.4 مليون برميل يومياً على أساس سنوي، وبارتفاع 600 ألف برميل يومياً عن تقديرات الوكالة في تقريرها السابق.
غير أن التوقعات الجديدة للطلب على خام أوبك، لا تزال أقل بكثير من أحجام الإنتاج الحالية للمنظمة، والتي تستقر قرب أعلى مستوياتها في ثلاث سنوات، بسبب قوة الإمدادات السعودية وارتفاع الإنتاج العراقي إلى مستوى قياسي.
وذكرت وكالة الطاقة أنه نتيجة للتخمة الكبيرة في المعروض العالمي زادت مخزونات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية 9.9 ملايين برميل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق لتبلغ 2.916 مليار برميل في يونيو.
إنتاج إيران
قالت وكالة الطاقة الدولية إن إيران قد ترفع سريعاً إنتاجها من النفط بما يصل إلى 730 ألف برميل يومياً عن المستويات الحالية بعد رفع العقوبات.
وتشير تقديرات الوكالة إلى أن حقول النفط الإيرانية التي ضخت نحو 2.87 مليون برميل يومياً في يوليو، قد تزيد الإنتاج إلى ما بين 3.4 ملايين و3.6 ملايين برميل يومياً في غضون أشهر من رفع العقوبات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-7nH