تكاد لا تخلو مائدة عربية من مشروب “التمر الهندي“، خلال شهر رمضان المبارك، بل يقبل عليه كثيرون على مدار العام، نظراً لفوائده الصحية الجمّة، ولعل أبرزها قدرته على علاج بعض أمراض المعدة، والحمى الناشئة عنها، فضلاً عن مكافحة العطش.
يسهم المشروب، الذي عرف منذ القدم في مصر والسودان والهند، ثم انتشر إلى أغلبية دول العالم، في “تسكين هيجان الدم والقيء والغثيان، فهو عظيم النفع في الأمراض الحارة، وحَبه إذا طُبخ سكن الأورام”، وفقاً للعلامة السوري داوود الأنطاكي.
يتميز مشروب التمر الهندي، الذي يحضر من لب ثمار نبات شجري دائم الخضرة، بطعمه الحامض المذاق، إذ تصل نسبة الأحماض في مركباته إلى نحو 18 في المئة. ويحتوي على العديد من الأملاح المعدنية مثل الحديد، والصوديوم، والفوسفور، والبوتاسيوم والكالسيوم، إضافة إلى فيتامين (ب)، في حين تشير بعض الدرسات إلى احتوائه على المضادات الحيوية التي تكافح العديد من السلالات البكتيرية. وتساعد عصارة هذه الثمار، التس قيل إن “الفراعنة” هم من أدخلوا زراعتها في مناطق حوض البحر المتوسط، في “قطع العطش”، وفقاً لأبو بكر الرازي، كما “تقبض المعدة المسترخية من كثرة القيء”، وفقاً لوصف ابن سينا.
كما تتعدد فوائد هذا المشروب الذي وصفته بردية فرعونية كـ “علاج لطرد وقتل ديدان المعدة”، إذ يعد مليناً ومضاداً لحموضة المعدة، ويساعد على التخلص من الإمساك وتحسين عملية الهضم، كما يسهم في استقرار نسبة السكر والكوليسترول في الدم، لاسيما لدى مرضى السكري.
ولتحضير هذا المشروب اللذيذ، يوضع “التمر الهندي” في وعاء عميق ملئ بالماء، ويتم غليه حتى يذوب تماماً. وبعد ذلك تتم تصفيته من الشوائب وتحليته بالسكر وماء الورد حسب الرغبة، ثم يقدم بارداً.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oRG