أكدت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، أن الاستثمار الأجنبي المباشر يقدم فرصاً غير مسبوقة، ليس للتنمية الاقتصادية والازدهار فحسب، بل وللتفاهم والاحترام بين الثقافات أيضاً، مشيرة إلى أن إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة تؤمن بالدور الذي يلعبه التعاون الاقتصادي في تحقيق التقارب بين شعوب العالم، نظراً للحاجة إلى مزيد من التفاهم والتسامح والاحترام المتبادل.
جاء ذلك في كلمة ألقتها الشيخة بدور القاسمي خلال اليوم الثالث والأخير من المنتدى العالمي للاستثمار الأجنبي المباشر، أمس، والذي استضافته هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق»، في قاعة الجواهر للمناسبات والمؤتمرات بالشارقة، بمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين البارزين في مجالات الاستثمار والأعمال من مختلف أنحاء العالم.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «لقد سافرت مع عدد من زملائي حول العالم لتعزيز العلاقات الاقتصادية والثقافية في الشارقة، وكان أكثر ما يشدني خلال هذه الجولات على الدوام الإصغاء إلى آراء، وتصورات، وانطباعات الناس عن إمارة الشارقة، ودولة الإمارات، والمنطقة بأسرها. وقد أعجبت بمدى معرفة الكثير من الناس في عدة مناطق من العالم عن الشارقة، وعن البيئة الاستثمارية المتوفرة فيها، والفرص المتاحة، ولكن مع ذلك، يجب أن أضيف أننا بحاجة إلى المزيد من التواصل والحوار مع الآخرين».
التحديات
وأكدت الشيخة بدور القاسمي أن التحديات التي تؤثر على تدفق الاستثمار الأجنبي، لا تركز على عدم فهم سوق ما، فهناك أيضاً البيئة التنظيمية، وجودة التعليم، والعقبات التجارية، والأمن والاستقرار، والبنى التحتية، والمواهب المؤهلة، والبحث والتطوير، وكلها عوامل تؤثر على اتخاذ القرارات الخاصة بالتجارة والاستثمار الأجنبي، مشيرة إلى أن الشارقة ظلت تاريخياً في قلب طرق التجارة بالخليج العربي، حيث أسهم موقعها الاستراتيجي منذ قديم الزمن في اجتذاب التجار والبدو الرحل من المنطقة والشرق الأقصى للتجارة في الأسواق المحلية بالشارقة.
وقالت: «نسعى جاهدين إلى تحسين تنافسيتنا، ليس فقط من خلال مخصصات كبرى في الموازنة، بل ومن خلال الاستثمار في التعليم، والأبحاث والتطوير، والابتكار، حيث أثبتت المواهب من خريجي جامعات الشارقة تواجدها بقوة في السوقين المحلية والإقليمية منذ القدم، وتضمن مؤسساتنا التعليمية رفداً متواصلاً بالكفاءات والمواهب المزودة بآخر المعلومات في الهندسة والعلوم والتكنولوجيا وغيرها من المهارات التي تدعم النمو الاقتصادي، كما نقوم بدعم ثقافة ريادة الأعمال والابتكار».
فرص غير مسبوقة
في كلمتها الختامية للمنتدى، قالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، إن التحديات التي تؤثر على تدفق الاستثمار الأجنبي، لا تركز على عدم فهم سوق ما، فهناك أيضاً البيئة التنظيمية، وجودة التعليم، والعقبات التجارية، والأمن والاستقرار، والبنى التحتية، والمواهب المؤهلة، والبحث والتطوير، وكلها عوامل تؤثر على اتخاذ القرارات الخاصة بالتجارة والاستثمار الأجنبي.
وأضافت الشيخة بدور القاسمي: «يُعتبر اقتصاد الشارقة الأكثر تنوعاً في المنطقة، حيث لا يمثل أي قطاع أكثر من 20% من الناتج المحلي الإجمالي، وتساهم أربعة قطاعات مختلفة فقط بنسبة تزيد على 12%، بما يتيح الكثير من الفرص للمستثمرين في قطاعات مختلفة مثل البيئة، والنقل والخدمات اللوجستية، والسياحة والسفر، والرعاية الصحية، كما نسعى جاهدين إلى تحسين تنافسيتنا من خلال الاستثمار في التعليم، والأبحاث، والتطوير، والابتكار».
من جانبه، تناول اللورد بيتر ماندلسون، مفوض الاتحاد الأوروبي سابقاً، ورئيس شبكة السياسات، خلال ندوة حملت عنوان «الاستثمار الأجنبي المباشر: الهجرة والبحث عن المواهب»، عدداً من الموضوعات التي تتعلّق بسبل دعم البيئة الاستثمارية. وقال إن دولة الإمارات تعتبر تجسيداً لقصة دولة وأمة صنعها الإنسان وحرص على أن تكون مكاناً يلتقي فيه الشرق والغرب، مضيفاً أن الإمارات لا تعتبر موطناً لممارسة الأعمال فحسب، وإنما لتصديرها أيضاً.
معايير
واستعرض اللورد ماندلسون عدداً من المعايير التي تتميّز بها البيئة الاستثمارية في الإمارات، ومن أبرزها التنافسية في استقطاب الاستثمارات، والتركيز على العميل، والاحتفاظ بالمواهب، وتوفر مناطق التجارة الحرة، وتنويع موارد الاقتصاد، وجودة مستوى الخدمات، ونشاط حركة الشحن ونقل المسافرين، والدعم اللوجيستي للشركات وقطاعات الأعمال، مشيراً إلى أن مركز الجاذبية في الاستثمار بدأ ينتقل من الغرب إلى الشرق.
وأشاد مفوض الاتحاد الأوروبي سابقاً، بإمارة الشارقة، وما تحتوي عليه من جامعات تتسم بأعلى معايير الجودة في التعليم، وما تنظمه من فعاليات ثقافية كبرى، مثل معرض الكتاب والاحتفالات بالفنون والمسرح، مضيفاً أن الشارقة تتميّز بأنها أضفت على الأعمال بُعداً إنسانياً، من خلال ما تقدمه المشاريع المختلفة فيها من قيمة مضافة لحياة سكان الإمارة وزوارها، وهو ما جعلها منطقة مفضلة ليس للعمل فحسب، وإنما أيضاً للعيش في أمان وسعادة.
وأكد اللورد بيتر ماندلسون أن الإمارات لديها سوق قوية، وامتثال للمعايير الدولية، وهو ما يمنحها ميزة تفاضلية في جذب الاستثمارات. مشيراً إلى أن الانفتاح هو مفتاح النجاح للاستثمار في القرن الحادي والعشرين.
السركال: فرصة للتواصل وبناء العلاقات
في كلمته الختامية للمنتدى، شكر سعادة مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير “شروق”، صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، والذي كانت رؤية سموه وراء التحول السريع للشارقة إلى وجهة أعمال من الطراز العالمي، ومقصداً للاستثمارات الأجنبية المباشرة، بفضل البيئة المتكاملة، ووجود المدن الصناعية والمناطق الحرة.
وأكد على أن “شروق” سعت إلى أن يشكل المنتدى فرصة للتواصل، وبناء العلاقات، والاتصال العابر للحدود، كي يعرف العالم إمكانية اللقاء والانسجام والتناغم بين الشرق والغرب، في الشارقة، الإمارة المتعددة الثقافات.
وقال سعادة مروان السركال: “على الرغم من انخفاض أسعار النفط، والاضطرابات العالمية، والحروب، وتقلبات العملات، فإن دولة الإمارات تقف شامخة وسط هذه التحديات”، مضيفاً أن الشارقة تتطلع باستمرار إلى مبادرات وحوافز وابتكارات جديدة، وستقوم بتطوير التشريعات والقوانين لاستقطاب مزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-5Lq