ففي السويد التي تصنّف اليوم على أنها في قمة دول العالم الأنقى من الفساد وشروره، إلا أنها اندفعتْ في خطواتٍ متقدمة جداً من أجل محاربة الفساد، استهدفتْ منها غرس محاربة هذه الآفة في نسيج الثقافة العامّة للمجتمع السويدي، وذلك عبر جعل محاربة الفساد جزءاً من عملية التربية والتعليم، وإدخاله كمفهوم مادة دراسية في الصفوف الدراسية السويدية! ليتعرّف الطلاب على الفساد وماهيته، وتعريفاته المتعددة والمختلفة، وكيفية اكتشافه، والطرق القانونية المتاحة للمواطن العادي لمحاربته. لقد أدركتْ السويد جيداً خطورة هذه الآفة المتمثلة في الفساد، وكيف أنه أخطر ما يهدد أي اقتصاد إذا ما تفشّى فيه.
أمّا في المملكة، فقد علمنا جميعاً بالتوجّه نحو إدخال قصة اللاعب الأسطورة ماجد عبدالله ضمن المناهج الدراسية، ولستُ أقلل أبداً من تاريخ هذا اللاعب الذي خدم الكرة السعودية بكل ما ملك، بقدرِ ما أنني أنظرُ بعين الاهتمام الأكبر لقطاع التربية والتعليم لدينا، وهو عندي أهم مليار مرة من جميع محترفي ركْل كرةٍ معبأةٍ بالهواء! هذا القطاع الذي يمثل في أي أمّةٍ من الأمم العمود الفقري والرئيس لحضارتها ونهضتها وتقدمها.
السويد المتقدمّة في السلّم العالمي لمحاربة الفساد تزيد جرعات محاربته، ونحن المتأخرين في السلّم ذاته نزيد في تجاهله! نكتفي ببضع إعلانات صحفية «سطحية» إحباطها أكبر من أثرها بالعلاج! هلا أدركنا ما نحن فيه، وماذا نريد، وإلى أين نتجه؟! أحمد الله أن مساحة المقال هنا صغيرة.
*نقلاً عن صحيفة “الشرق” السعودية.