الدوحة: منتجو النفط.. فشل في «الاتفاق» وتمسك بـ«قشة المشاورات»

تحليل اقتصادي
18 أبريل 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
الدوحة: منتجو النفط.. فشل في «الاتفاق» وتمسك بـ«قشة المشاورات»

A view of West Qurna oilfield is seen in Basra

 فشــــلت مفاوضــــات ماراثونية بين الدول المنتجة للنفط أقيمت في الدوحة، في تثبيت إنتاج الخام عند مستويات كانون الثاني (يناير)، وتستمر حتى تشرين الأول (أكتوبر) المقبل، إذ يعقد اجتماع مماثل في موسكو للمراجعة، وخرج الوزراء متفقين على أن الاتفاق بحاجة إلى المزيد من المشاورات. وذكرت مصادر لـ«الحياة» أن «العقدة» الإيرانية كانت السبب في الجدال الذي استمر لأكثر من خمس ساعات بين الوزراء، الذين فضّلوا التمسك بقشة المشاورات المفتوحة التي لم تحدد وقتاً زمنياً، وأكدوا أنها ستستمر حتى وقت لاحق.
وقال الوزراء للدول المنتجة للنفط بـ«أوبك» وخارجها بعد خروجهم، إن الاجتماع انتهى من دون اتفاق، وأن هناك مزيداً من المفاوضات التي ستستمر حتى منتصف العام. وذكرت المصادر أن منتجي «أوبك» أبلغوا الدول غير الأعضاء بأنهم بحاجة أولاً إلى التوصل لاتفاق داخل المنظمة ربما خلال اجتماع يعقد في حزيران (يونيو)، وبعد ذلك سيكون بوسع منظمة البلدان المصدرة للنفط دعوة المنتجين الآخرين للمشاركة.
وقال وزير النفط القطري: «إن إشراك كل أعضاء أوبك سيساعد في التوصل إلى اتفاق على تثبيت الإنتاج».
وكان من المقرر أن تبدأ نحو 18 دولة من أعضاء منظمة «أوبك» ومن خارجها صباح أمس بالاجتماع لإقرار الاتفاق الذي يجري الإعداد له منذ شباط (فبراير)، لتثبيت إنتاج الخام عند مستويات يناير حتى أكتوبر المقبل، إلا أن الخلافات في شأن التزام جميع الأعضاء بالتجميد الذي تطالب به السعودية، وتعديلات في المسودة التي تم نشرها أول من أمس، تسببت في تأخير الاجتماع حتى المساء، فيما تدخل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي لعب دوراً محورياً في الترويج لتثبيت الإنتاج، والتقى وزراء النفط الذين عقدوا اجتماعهم بعد الخروج من اللقاء، للتوصل إلى اتفاق في شأن تثبيت الإنتاج حتى الموعد المقبل.
وذكرت المصادر أن المعضلة التي دار حولها الاجتماع في التوصل إلى اتفاق يستثني إيران التي لم تحضر الاجتماع لم تجد طريقها إلى الحل، وقالت إنها لن تلتزم بتحديد الإنتاج قبل أن تصل إلى حصتها السابقة، ويرضي السعودية التي تؤكد أن الاتفاق يجب أن يشمل الجميع، ولا يزعج روسيا التي عملت خلال الفترة الماضية على التوصل إلى الاتفاق، مؤكدة أن قطر وفنزويلا بذلتا جهوداً كبيرة للتوصل إلى اتفاق. وأضافت أن الوزراء كانوا مقتنعين بأن الإخفاق في إبرام اتفاق هو الأول من نوعه بين المنتجين من «أوبك» وخارجها منذ 15 عاماً، ستكون له عواقب وخيمة على الأسعار، مما يعوق التعافي الأخير في أسعار النفط، ويجدد الخلافات على حصة في السوق بين كبار المنتجين، ويضعف الثقة بهم. وارتفع مزيج برنت الخام إلى نحو 45 دولاراً للبرميل بزيادة نحو 60 في المئة عن المستويات المتدنية في يناير، بفضل التفاؤل إزاء إبرام اتفاق يسهم في كبح تخمة المعروض التي دفعت الأسعار للهبوط من مستويات مرتفعة عند 115 دولاراً للبرميل منتصف 2014. وعُقد الاجتماع في أعقاب اجتماع أولي بين السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا، لمناقشة تعديلات طلبتها المملكة، وبعد اتفاقهم عقد الاجتماع الذي سيكون ملزماً للجميع، بخاصة بعد الموافقة الجماعية عليه، خصوصاً كبار المنتجين، إلا إيران رفضت أي تجميد لإنتاجها عند مستوى (يناير)، مبررة بأنه «يعني بالنسبة إليها العودة إلى مستويات ما قبل رفع العقوبات الدولية عنها». وقال وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنكنه: «إن اجتماع الدوحة هو للجهات التي تريد المشاركة في خطة تجميد الإنتاج، لكن وبما أنه ليس من المقرر أن توقّع إيران على هذه الخطة فإن حضور ممثل عنها للاجتماع ليس ضرورياً»، وأضاف: «إيران لن تتخلى بأي شكل عن حصتها في الإنتاج»، في إشارة إلى مستوى إنتاج وتصدير النفط قبل فرض العقوبات الدولية التي رُفعت في يناير الماضي، بموجب الاتفاق في شأن ملفها النووي الذي تم التوصل إليه مع الدول الكبرى، ويبلغ مستوى إنتاجها نحو 4 ملايين برميل يومياً.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.