الاحتياطيات الرسمية للسعودية تصل لأعلى مستوياتها في 21 شهرا عند 470 مليار دولار

mall2
أخبار المال و الاعمالعربي
mall26 أكتوبر 2024آخر تحديث : منذ شهر واحد
الاحتياطيات الرسمية للسعودية تصل لأعلى مستوياتها في 21 شهرا عند 470 مليار دولار

بلغت الأصول الاحتياطية الرسمية للمملكة العربية السعودية 1.76 تريليون ريال سعودي (469.83 مليار دولار) في أغسطس، وهو أعلى مستوى في 21 شهرًا وبزيادة 10% على أساس سنوي، وفقًا لبيانات حديثة.

تظهر الأرقام الصادرة عن البنك المركزي السعودي، والمعروفة باسم ساما، أن هذه الحيازات تشمل الذهب النقدي وحقوق السحب الخاصة وموقف احتياطي صندوق النقد الدولي والاحتياطيات الأجنبية.

وشكلت الأخيرة، التي تضم العملة والودائع في الخارج بالإضافة إلى الاستثمارات في الأوراق المالية الأجنبية، 95% من الإجمالي، حيث بلغت 1.67 تريليون ريال سعودي في أغسطس. وقادت هذه الفئة النمو بزيادة 10.62% خلال هذه الفترة.

أظهرت بيانات أغسطس أيضًا أن حقوق السحب الخاصة، التي تشكل 5% من الإجمالي عند 79.35 مليار ريال سعودي، زادت بنسبة 2%.

إن حقوق السحب الخاصة، التي أنشأها صندوق النقد الدولي لتكملة الاحتياطيات الرسمية للدول الأعضاء، تستمد قيمتها من سلة من العملات الرئيسية، بما في ذلك الدولار الأمريكي واليورو واليوان الصيني والين الياباني والجنيه الإسترليني البريطاني. ويمكن تبادلها بين الحكومات مقابل عملات قابلة للاستخدام بحرية عند الحاجة.

توفر حقوق السحب الخاصة سيولة إضافية، وتثبت أسعار الصرف، وتعمل كوحدة حسابية، وتسهل التجارة الدولية والاستقرار المالي.

بلغ إجمالي احتياطي صندوق النقد الدولي حوالي 13 مليار ريال سعودي، لكنه انخفض بنسبة 9٪ خلال هذه الفترة. تمثل هذه الفئة المبلغ الذي يمكن لأي دولة سحبه من صندوق النقد الدولي دون شروط.

احتياطيات المملكة العربية السعودية، والتي تشمل حيازات النقد الأجنبي، هي من بين أعلى الاحتياطيات في العالم. وفقًا لوكالة فيتش للتصنيف الائتماني، بلغت نسبة تغطية الاحتياطي في المملكة، اعتبارًا من فبراير، 16.5 شهرًا من المدفوعات الخارجية الحالية.

هذه النسبة المرتفعة هي شهادة على قدرة المملكة على تلبية التزاماتها المالية الخارجية لفترة ممتدة، مما يضمن بقاء البلاد مرنة في مواجهة عدم اليقين الاقتصادي العالمي.

كما تعمل هذه الاحتياطات المالية كحاجز مالي، مما يمكنها من التعامل مع الضغوط الخارجية، مثل التقلبات في أسعار النفط، أو التوترات الجيوسياسية، أو التحولات في ديناميكيات السوق العالمية.

كما تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز ثقة المستثمرين في اقتصاد المملكة العربية السعودية، حيث تشير إلى قدرة الحكومة على الوفاء بالتزاماتها والحفاظ على الاستقرار الاقتصادي.

بالنسبة للمستثمرين الدوليين، فإن الجمع بين الاحتياطيات العالية والاقتصاد المتنوع والإدارة المالية القوية يجعل المملكة العربية السعودية وجهة جذابة للاستثمار.

بالإضافة إلى قوتها المالية، تستفيد المملكة العربية السعودية من مستوى مرتفع من التصنيفات الحكومية والديون التي تسمح للمملكة بالوصول إلى أسواق رأس المال العالمية بسهولة، وجمع الأموال من خلال إصدارات السندات والصكوك بأسعار تنافسية.

تضمن هذه المرونة المالية أن تتمكن الدولة من الاستمرار في تمويل مشاريع رؤية 2030 الطموحة، مثل نيوم، ومشروع البحر الأحمر، وتطوير المراكز الحضرية الجديدة، دون الإخلال باستقرارها الاقتصادي العام.

وتخضع المملكة العربية السعودية لاستراتيجية توسعية تحويلية كجزء من إطار رؤية 2030، التي تسعى إلى تنويع اقتصاد البلاد بعيدًا عن اعتمادها الشديد على عائدات النفط.

وتعتبر قطاعات مثل السياحة والتكنولوجيا والبنية الأساسية والطاقة المتجددة محورية للاستقرار الاقتصادي الطويل الأجل للمملكة وتتطلب استثمارات كبيرة لتحقيق أهداف الرؤية.

ونتيجة لذلك، ارتفعت النفقات الحكومية بشكل كبير في السنوات الأخيرة، وتشير التوقعات إلى احتمال حدوث عجز مالي في الأمد المتوسط ​​مع استمرار الإنفاق في التوسع.

وعلى الرغم من تحديات الإنفاق هذه، فإن المملكة العربية السعودية في وضع مالي قوي. وتسمح التصنيفات الحكومية والديون المواتية للمملكة، إلى جانب الاحتياطيات الأجنبية الكبيرة، للبلاد بإدارة النفقات المتزايدة والعجز المحتمل بشكل فعال.

وتتمتع المملكة العربية السعودية بمساحة واسعة لجمع الديون من خلال أدوات مالية مختلفة، مثل السندات والصكوك، لتمويل مشاريع التنمية واسعة النطاق دون مواجهة ضغوط مالية كبيرة.

وقد تم دعم هذه القدرة من خلال الإدارة المالية الحكيمة للحكومة، والتي تواصل التركيز على الحفاظ على الصحة الاقتصادية الشاملة للبلاد مع ضمان تمويل مشاريع رؤية 2030 بشكل مناسب.

وأكدت وزارة المالية في تقريرها قبل الموازنة لعام 2025 أن الحكومة تعتزم الاستفادة من ظروف السوق المواتية لتنفيذ أنشطة تمويل بديلة يمكنها تحفيز النمو الاقتصادي.

إن الاستراتيجية وراء هذا النهج لا تقتصر على توفير التمويل اللازم للمشاريع الرئيسية ولكن أيضًا تنويع قنوات التمويل في المملكة.

وبهذا، تهدف الحكومة إلى الحفاظ على كفاءة السوق وتعميق أسواقها المالية وجذب مستثمرين جدد، سواء على المستوى المحلي أو الدولي.

وعلاوة على ذلك، تم تصميم السياسة المالية للحكومة لتعزيز وضعها المالي من خلال الحفاظ على مستويات آمنة من الاحتياطيات، والتي تعد ضرورية لحماية الاقتصاد من الصدمات الخارجية.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.