كثير من الدول لا تملك ثروات طبيعية فمن الطبيعي أن يكون لديها مبدأ “الحاجة أم الاختراع”، وحين نتفحص شركة أبل أو علامة “أبل” سنجد أي عالم غيرت ونقلت العالم من مرحلة لمرحلة وتقنيات لم تكن تخطر على بال، كما حدث بمنتجها الأخير أي فون 3 حتى الأخير 5، فهي أثمرت عن ثروة تفوق سيولة الحكومة الفيدرالية الأمريكية فهي تفوق مستويات 100 بليون ريال سائلة، منتجات “نوكيا” غيرت في الاقتصاد الفلندي، سوني وتويوتا وغيرهما غيرت الاقتصاد الياباني وصناعة السيارات في ألمانيا، والساعات في سويسرا، وهكذا، فهذه اقتصاديات تغيرت وغيرت العالم من “منتج” لا ثروة ثابتة أو طبيعية لا فضل بها إلا تصنيعها وتطويرها.
إن الإبداع هو الذي يميز القائد عن التابع، هذه المقولة لمبدع “أبل” وهو ستيف جوبز، الذي يؤكد أن الأبداع هو العلامة الفارقة بينك والآخر وهو ما يجب أن يكون محفزا لكل الدول أيضاً والأفراد لا يجب أن تختزل بمخترعين أو غيره، والقدرة على إيجاد الفكرة، والحاجة للعميل وفهمه. ويجب على الدول أن تدرك تماماً، أن الاعتماد على مصادر دخل من موارد طبيعية ليس حلا نهائيا فهي الى زوال في النهاية، وما نشجع عليه، إن قدرتنا على حفز المبدعين أو من يملكون القدره على “تغيير” السائد هم قلة، وإن وجدوا فلا يجدون الدعم الكبير، وهذا يحتاج الى قدر كبير وهائل من الضخ المالي كمراكز أبحاث وأيضاً القدرة على التحفيز والاستمرار، فنحن في اقتصاد يحتاج الكثير من “التغيير” والقدرة على الافتكاك من الانحسار بمصادر دخل اقتصادية واحدة وهذا مهم.
حين نفتش في هذا العالم، ونجد كيف تغير هذا العالم، سواء ثقافة أو استهلاكا، أو تغير سلوك، أو نشوء اقتصاديات جديدة، أو إبداع الآخرين، فإن ذلك لم يأت إلا من فكرة “مجنونة” قد يراها الكثير في البداية، ولكن تنتهي إلى إبداع كبير، ومثال بيل جيتس، وستيف جوبز، وهما الأمريكيان اللذان غيرا العالم بكل ما تعني الكلمة من معنى، ناهيك على سلوك غذائي من خلال منتج “الوجبات السريعة” كالماكدونالدز وغيرها..
هذه الأفكار، بدأت صغيرة ومعدمة، ولكن وجدت بيئة مساندة مشجعة عادلة، محفزة، تتيح الفرص وتقدرها، ولم تقتل في مهدها، ونحن نحتاج لكل أفكار المبدعين الحقيقيين وأن نطلع المساحة لهم والمسافة والمال بقدر وحساب، وسنجد من كل ألف فكرة فكرة واحدة تنجح، وهذا سيكون له الأثر الاقتصادي الكبير.
وبدون إبداع وفكر وتشجيع وتحفيز، لن يكون لنا ساحة يمكن لنا اللعب بها أو مرونة يمكن التعايش معها.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-37f
