تقدمت إير برلين، ثاني أكبر شركة طيران ألمانية، يوم الثلاثاء بطلب لإشهار إفلاسها، بعد أن سحب المساهم الرئيسي الاتحاد للطيران التمويل بعد تكبد الشركة خسائر لسنوات مما يتيح الفرصة لاقتناص حقوق إقلاع وهبوط عالية القيمة.
وتوفر الخطوة للوفتهانزا ومنافسين الفرصة للاستحواذ على حقوق إقلاع وهبوط في مطارات مثل برلين تيجيل ودوسلدورف مع حرص أكبر شركة طيران في ألمانيا على الدفاع عن مركزها المحلي في مواجهة توسع شركة الطيران منخفض التكلفة المنافسة ريان اير.
وأكدت لوفتهانزا أنها تجرى محادثات للاستحواذ على أجزء من الشركة في حين قال مصدر إن إيزي جت هي شركة الطيران الثانية التي جرت الإشارة إليها من قبل الحكومة على أنها تشارك في المحادثات الجارية مع اير برلين. وامتنعت شركة الطيران البريطانية للرحلات منخفضة التكلفة عن التعقيب.
يأتي إشهار الإفلاس في الوقت الذي يقضي فيه آلاف الألمان عطلاتهم الصيفية وقبل الانتخابات العامة المقررة في سبتمبر أيلول.
ومنحت برلين الشركة قرضا تجسيريا بقيمة 150 مليون يورو (176 مليون دولار) كي تسمح لاير برلين بمواصلة تسيير رحلاتها لمدة ثلاثة أشهر ولحماية وظائف 7200 موظف في ألمانيا في أثناء المفاوضات.
وقالت الحكومة إنها تتوقع أن تتمخض تلك المفاوضات عن قرارات في الأسابيع المقبلة.
واستأجرت لوفتهانزا بالفعل طائرات من اير برلين لتسيير رحلات عبر شركتها التابعة يورو وينجز للطيران منخفض التكلفة وعبرت علنا عن اهتمامها بالاستحواذ على المزيد من أنشطة اير برلين بيد أن الديون ومسائل متعلقة بمكافحة الاحتكار تشكل عقبات محتملة.
وتقول ريان اير إن لوفتهانزا تستعد للاستحواذ على اير برلين بما ينتهك قوانين المنافسة. لكن وزير النقل الألماني ألكسندر دوبرينت قال إنه يثق في أنه لا توجد مشكلات متعلقة بمكافحة الاحتكار لأن الشركة ستباع على أجزاء.
وقالت الناقلة الأيرلندية في بيان صدر بعد إغلاق الأسواق الأوروبية يوم الثلاثاء إنها تقدمت بشكوى إلى سلطات حماية المنافسة الألمانية والأوروبية فيما يتعلق “بالمؤامرة الواضحة” الجارية في ألمانيا حاليا بخصوص اير برلين.
وقال بيان ريان اير “هذا الإفلاس المصطنع مُعد بشكل واضح للسماح للوفتهانزا بالاستحواذ على اير برلين بعد تخليصها من الديون وهو ما سيكون انتهاكا لكل قواعد المنافسة المعروفة في ألمانيا والاتحاد الأوروبي.”
وقال متحدث باسم المفوضية الأوروبية إن المفوضية تجري “اتصالات بناءة” مع ألمانيا بشأن اير برلين.
وتسمح قواعد الاتحاد الأوروبي للحكومات بتقديم المساعدة لإنقاذ الشركات التي تمر بصعوبات مالية أو لإعادة هيكلتها لكن بشروط صارمة.
وتراكمت الديون على إير برلين بعد سلسلة من الاستحواذات وتضررت الحجوزات في الأشهر الأخيرة بفعل مخاوف بشأن الوضع المالي العام للشركة.
وتكبدت الشركة صافي خسارة في كل عام تقريبا منذ 2008 وأظهرت نتائج أعمالها في 2016 خسارة بقيمة 782 مليون يورو (915 مليون دولار) أي ما يعادل أكثر من مليوني يورو يوميا.
وساعد التمويل الذي قدمته الاتحاد للطيران، التي اشترت حصة في الشركة عام 2011، في إبقاء أعمالها مستمرة وقدمت شركة الطيران التي مقرها أبوظبي تمويلات إضافية بقيمة 250 مليون يورو للشركة في أبريل نيسان.
لكن الاتحاد تجرى مراجعة لاستثماراتها الأوروبية بعد أن عجزت عن تحقيق الأرباح المتوقعة. ووُضعت أليطاليا، وهي استثمار آخر للاتحاد، تحت إدارة خاصة وهي تبحث عن مشترين.
في غضون ذلك انهارت محادثات بين الاتحاد وتوي، أكبر شركة سياحة في أوروبا، بشأن تأسيس شركة طيران للرحلات السياحية كمشروع مشترك عبر دمج توي فلاي مع شركة نيكي للطيران الفاخر التابعة لاير برلين في وقت سابق من العام.
وانخفضت أسهم اير برلين 32 بالمئة لتصبح قيمة الشركة 60 مليون يورو تقريبا. كانت قيمة الشركة قبل عشر سنوات نحو مليار يورو.
وارتفعت أسهم لوفتهانزا 4.1 بالمئة إلى 20.47 يورو.
وألقت نقابة للطيارين باللوم في المحنة التي تواجهها اير برلين على قصور الإدارة السابقة وعبرت عن غضبها تجاه الاتحاد. وقال إيليا شولتس نائب رئيس النقابة في بيان “إنها فضيحة أن تتهرب الاتحاد للطيران من مسؤوليتها وتتخلى عن موظفي اير برلين”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-l7j