تكشف الأرقام الرسمية بانّ صناعة مراكز الاتصال المحلية التي تقدم خدمات الاسناد وخدمات الزبائن لا سيما لأسواق وشركات خارجية حققت خلال العام الماضي نمواً كبيراً في حجم عملياتها ما رفع إيراداتها لتسجل مع نهاية 2011 حوالي 7 ملايين دولار.
وأظهرت الأرقام – الواردة في نتائج مسح قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات – انّ إيرادات صناعة مراكز الاتصال في المملكة زادت بمقدار 4.2 مليون دولار، وبنسبة كبيرة بلغت 148 %، وذلك لدى المقارنة بحجم إيرادات هذه الصناعة والمسجل خلال العام السابق 2010 عندما تجاوزت 2.8 مليون دولار.
ويقدم خدمات مراكز الاتصال والتعاقد الخارجي في السوق المحلية شركتين رئيسيتين توفران هذه الخدمات نيابة عن الآخرين بشكل رئيسي، فيما تقدم مجموعة أخرى من الشركات العاملة في السوق المحلية هذه الخدمات الى جانب منتجات وخدمات أخرى رئيسية تقدمها في سوق تقنية المعلومات.
وتقوم صناعة مراكز الاتصال والتعاقد الخارجي على تقديم الأفراد المؤهلين بكيفيات التواصل واللغة عبر أجهزة مراكز الاتصال، نيابة عن مؤسسات أو شركات من قطاعات مختلفة محلية أو أجنبية، حيث يمتلك هؤلاء الأفراد المؤهلون التدريب الكافي لتقديم الاستشارات والرد على استفسارات العملاء لهذه الشركة أو تلك، والدعم الفني لعملاء الشركات التي تنشأ لها مراكز تعاقد خارجي.
وفي المنطقة تعد دول مصر والمغرب من أكثر الدول استقطاباً للاستثمارات في صناعة مراكز الاتصال والتعاقد الخارجي على مستوى المنطقة فيما تعد الهند أكثر دول العالم تفوقاً في هذا المضمار.
وفي مؤشر آخر يدلّل على نمو وزيادة حجم عمليات هذه الصناعة – التي تعتمد على العنصر البشري في تشغيل خدماتها – أظهرت بيانات المسح السنوي لقطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات زيادة عدد الموظفين في هذا القطاع ليسجّل 808 موظفين.
وزاد عدد موظفي هذا القطاع بحوالي 387 موظفاً وبنسبة زيادة بلغت 92 %، وذلك لدى المقارنة بحجم موظفي هذه الصناعة والذي بلغ نهاية العام السابق 2010 حوالي 421 موظفاً.
ومن جهة أخرى تظهر البيانات الرسمية لمسح قطاع تكنولوجيا المعلومات بانّ الجزء الأكبر من إيرادات صناعة مراكز الاتصال المحلية تركّز في صادرات هذه الصناعة الى دول مختلفة، حيث شكلت إيرادات الصادرات من هذه الصناعة في العام الماضي نسبة 92 % من إجمالي إيرادات الصناعة وبحوالي 6.44 مليون دولار، فيما شكلت إيرادات هذه الصناعة من السوق المحلية نسبة 8 % وبحوالي 530 ألف دولار.
وللمقارنة كانت إيرادات صناعة مراكز الاتصال المحلية من صادراتها في العام 2010 تشكل نسبة 75 % وبحوالي 2.1 مليون دولار، فيما شكلت إيراداتها من السوق المحلية نسبة 25 % وبحوالي 693 ألف دولار.
وأكد المدير التنفيذي لجمعية شركات تقنية المعلومات الأردنية “إنتاج” عبد المجيد شملاوي أمس ان صناعة مركز الاتصال والتعاقد الخارجي شهدت العام الماضي نمواً كبيراً يظهر توسع حجم عملياتها، مشيرا الى أهمية مثل هذه الصناعة في توفير أعداد كبيرة من الوظائف للكوادر البشرية المؤهلة.
وقال شملاوي إن الأردن يمكن ان يتميز في مثل هذه الصناعة وخصوصاً في تصدير خدماتها الى دول الخليج والمنطقة، الأقرب لجهة اللغة أو اللكنة المحلية القريبة من اللهجات العربية الخليجية، فضلا عن تميز الكوادر البشرية الأردنية باللغة الإنجليزية المطلوبة في معظم دول العالم، ولكنه شدّد على أهمية ان تعطي الجامعات وخصوصا في تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات موضوع المناهج والتدريب على هذه الصناعة الاهتمام الكافي وذلك المواءمة مخرجاتها مع متطلبات هذه الصناعة.
وأكد شملاوي تميز المملكة ببنية تحتية مميزة في شبكات الاتصالات لا سيما الإنترنت عريض النطاق، وهي الميّزة التي ترتكز عليها صناعة مراكز الاتصال بشكل أساسي الى جانب الموارد البشرية المؤهلة.
وكانت أرقام عالمية أظهرت أن حجم العمل في قطاع التعاقد الخارجى بلغ حوالي 102 مليار دولار في العام 2007، متوقعة ان يرتفع هذا العدد الى حوالي 168 مليار دولار في العام الحالي، حيث تبلغ نسبة النمو في هذا القطاع حوالي 10 % سنوياً. وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط، تتراوح معدلات النمو في قطاع التعاقد الخارجي حوالي 20 – 25 % سنوياً، وكانت دراسات عالمية توقعت أن يبلغ حجم الإنفاق حوالي 4 – 6 مليارات دولار بحلول العام الحالي.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-3cL