مجلة مال واعمال

أريج: ريادية تؤسس مشروعا يوفر 20 فرصة عمل للسيدات في عين الباشا

-

83

ليست الشهادة هي سلاح المرأة الوحيد لتترك بصمة في المجتمع بل المهنة، والأخيره أقوى إن أحسنت المرأه توظيفها، هكذا بدأت الريادية أريج الخرابشة سرد قصة نجاحها.
فأريج تزوجت مباشرة عقب نجاحها في الثانوية العامة وهي تحمل طموحا بأن تترك بصمة في المجتمع ولم تلتحق بأي جامعة أو كلية لكن طموحها بقي ماثلا أمامها.
تقول أريج “بعد الزواج أخذت دورة خياطة واشتغلت بمصنع ألبسة لمدة 3 سنوات أنجبت خلالها 3 أولاد دون أن أتنازل عن طموحي”.
وتضيف “خلال عملي في مصنع الالبسة حاولت أن أتعلم على جميع أنواع الآلات في المصنع، ومن المصنع انتقلت للعمل في مخيطة بمنطقة عين الباشا حيث أسكن، لكن طموحي كان أكبر من ذلك”.
كان العمل في المخيطة التي انتقلت أريج للعمل فيها يقتصر على الخياطة التقليدية دون أن يكون ذلك مرتبطا بالتصميم أو العمل في المطرزات او غيرها من فنون الخياطة التي تتوق اريج لأن تبدع فيها.
وتوضح “أثناء عملي في المخيطة الصغيرة حصلت على فرصة لادارة مشغل كبير تملكه سيدة كبيرة في السن في منطقة موبص المجاورة ويختص بمختلف أنواع المطرزات، تعرفت فيه على 30 سيدة يعملن في التطريز وزبائن جدد كانت حاجتهم تزيد على المطرزات في كثير من الحالات”.
لكن هذا التدرج في العمل لم يكن ليحقق طموح أريج التي كانت تفكر بمشروع خاص بها تخدم المجتمع من خلاله وتحقق فيه ذاتها وتؤمن دخلا جيدا لها ولأسرتها.
تقول أريج “فكرت بمشروع خاص، فاقترضت 800 دينار من الشركة الأردنية للتمويل “تمويلكم” واشتريت بها آلتي خياطة للعمل من المنزل”.
وتضيف بعد ذلك قررت التوسع فاستأجرت محلا بـ 70 دينارا شهريا.
ساعدت البصمة التي تركتها أريج في موبص وتعرف مسؤولي مؤسسة نور الحسين عليها أثناء عملها في موبص في ترشيحها للحصول على قرض من “تمويلك” بقيمة 3.5 ألف دينار اشترت بها آلتي خياطة جديدتين وأدوات خياطة وأقمشة.
وتبين أريج “كان عمل المحل بطيئا قليلا ولم يكن يوازي طموحي حتى التحقت بمسابقة تابعة لمبادرة فكرتي التي تطلقها شركة تمويلكم لأصحاب المشاريع الريادية، وفزت بالجائزة”.
كان المحل مسجلا كمؤسسة فردية حولته أريج بعد الفوز في الجائزة إلى شركة؛ حيث حصلت على 300 دينار غير مستردة نتيجة فوزها بالمسابقة، إضافة الى قرض بلا فوائد قيمته 5 آلاف دينار وحصلت على دورة متخصصة في الريادة حول كيفية إنشاء مشروع ناجح.
وتوضح أريج “قررت التوسع أكثر فدفعت 3 آلاف دينار كخلو محل في عين الباشا وشراء آلات خياطة جديدة وسميت المحل شركة مخيطة الأيادي الماهرة النسائية، وها هو المحل يوفر 20 فرصة عمل لنساء المجتمع المحلي في عين الباشا”.
وتعتبر أريج أن مشروعها مجتمعي أكثر منه ربحيا بسبب فرص العمل التي وفرتها لسيدات مجتمعها المحلي.
وتؤكد أن “المشروع انعكس على شخصيتي، سيما وأني لم أكمل تعليمي بعد الثانوية العامة، وطور مهاراتي في الحياة، وها هو اليوم سلاح قوي بيدي أقوى من الشهادة وساعدت من خلاله زوجي في تحمل جزء من دخل الأسرة إلى جانب القيمة المجتمعية التي تحققت للمشروع بتوظيف فتيات يساعدن أسرهن من خلال مهنة الخياطة”.
وتدعو أريج الفتيات والسيدات على حد سواء لأن يعملن على تطوير قدراتهن وتحسين دخل أسرهن واكتساب مهنة يحملنها بأيديهن كسلاح للمستقبل.