اختُتِمت، في المعرض المحاذي لميناء مدينة دبا الحصن، فعاليات الموسم الخامس لمهرجان «المالح والصيد البحري» التي انطلقت يوم 26 إبريل/الماضي الماضي، بتنظيم من بلدية دبا الحصن وبالتعاون مع المجلس البلدي، وغرفة تجارة وصناعة الشارقة، إلى جانب مشاركة أكثر من 12 جهة حكومية في الإمارة، وعدد من المحال التجارية المتخصصة في بيع المنتوجات البحرية.
حقّق المهرجان منذ انطلاق فعاليات يومه الأول حضوراً جماهيرياً كبيراً من الزوّار الذين تزايدت أعدادهم طوال الأيام، وسجّلت مبيعاته ارتفاعاً ملحوظاً وصل إلى 913 ألف درهم إماراتي، وبلغت أعداد العبوات الموجودة في نقاط البيع ما يقارب 10 آلاف عبوة.
وخصّصت أكثر من 12 جهة حكومية على مدار أيام الفعاليات، أجنحة متنوعة تعرض أمام زوّار المهرجان مختلف الجهود المبذولة في مجال رعاية التراث وحمايته من الاندثار، إلى جانب سلسلة الندوات والورش الهادفة إلى تعزيز المفاهيم التراثية بشكل أكبر.
وأضاءت فعاليات المهرجان على جوانب تمثل الركيزة الأساس في التراث الشعبي، حيث تعرّف الزوّار إلى أهم ملامح الثقافة الإماراتية التقليدية عبر سلسلة من الأنشطة وورش العمل التي كشفت أساسيات صناعة السمك المملّح وغيره من المهن التقليدية الأخرى، إلى جانب إظهار الجانب الفنّي من التراث، عبر لوحات فنية مزجت في قالبها بين الطابع الفولكلوري الذي يحاكي ثقافة الساحل الشرقي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
واستضاف المهرجان باقة من الفعاليات الثقافية والمسابقات المعرفية، فضلاً عن الأنشطة الفنية والحركية، حيث شهد عروضاً لفن الأهازيج، والنهمات البحرية (وهي الأغنيات التي تواكب أعمال الصيادين على السفن)، وغيرها من العروض الإبداعية والفنية.
وقال طالب بن صفر، مدير بلدية دبا الحصن، المشرف العام على تنظيم المهرجان: يشكل المهرجان إضاءة جوهرية على مفاصل التراث الإماراتي العريق، وهو بمثابة الحارس للتراث. وأضاف: لا يسعني في ختام هذا العرس التراثي الجماهيري إلا أن أؤكد أن مكنون التراث الأصيل الذي يتمتّع به أبناء شعبنا، هو ثروة حقيقية نسعى بما أوتينا من عزم إلى تكريس أساسها في نفوس الأجيال الجديدة، لنكون بذلك قد حقّقنا رسالة الأجداد، وأوصلنا الراية إلى الأحفاد.
وتوجه بالشكر إلى جميع الجهات الحكومية المشاركة والمتعاونة التي أسهمت في إنجاح المهرجان، مشيراً إلى أنهم أضافوا بحضورهم ودعمهم الكثير إلى التظاهرة التي تعد الأولى من نوعها في مجال الرعاية والحفاظ على التراث الأصيل.
ويهدف المهرجان إلى إظهار القيم التراثية الأصيلة التي يتمتع بها المجتمع الإماراتي، وتسليط الضوء بشكل أكبر على الجوانب الفولكلورية الشعبية، إضافة إلى إبراز الأساسيات المتعلّقة في المهن التقليدية العريقة مثل سمك «المالح» الذي يعتبر واحداً من أهم الصناعات الغذائية التراثية. ويعتبر مهرجان المالح والصيد البحري، أحد أبرز الأحداث الشعبية التي تخصص جهوداً في مجال رعاية التراث والتعريف به وبتاريخه الغني في دولة الإمارات العربية المتحدة، والمنطقة، لما يقدّمه من خيارات متنوّعة سواء على مستوى الفعاليات التي يقيمها أو من خلال إبراز الدور الذي تلعبه مختلف الصناعات والمهن التقليدية الأخرى.
وتسعى بلدية مدينة دبا الحصن وعبر بوابة المهرجان، الذي انطلقت أول مواسمه في العام 2013، إلى تعزيز الهوية التراثية في نفوس أبناء الدولة، من خلال تنظيمها ورعايتها لهذا الحدث، إلى جانب تعاونها الفاعل مع أبرز الجهات الحكومية في الإمارة.