أكد تقرير حديث أن الإمارات لعبت دوراً رئيسياً في نشاط في سوق الاكتتابات العامة الأولية الخليجي من حيث العائدات خلال العام المنصرم، حيث استحوذت على 70% من إجمالي إصدارات رأس المال بفضل اثنين من الإصدارات الكبرى وهما «إعمار للتطوير» و«أدنوك للتوزيع» بإجمالي عائدات 2.2 مليار دولار (8.1 مليارات درهم).
وأفاد التقرير أن السعودية حافظت على موقعها الريادي بتسجيلها أكبر عدد من الاكتتابات، ليرتفع عدد الاكتتابات إلى 16 اكتتاباً في عام 2017 مقابل 4 صفقات فقط تمت في عام 2016، بينما حلت السعودية ثانياً بإجمالي عائدات بلغ 767 مليون دولار.
وأشار التقرير الصادر عن الوطني كابيتال (الذراع البحثية لبنك الكويت الوطني) إلى أن العام 2017 كان مختلفاً وشهد انتشاراً موسعاً من قبل دول خليجية أخرى، ففي عمان، كان نشاط السوق الأولية مرتفعاً مقارنة بالسوق الموازي من خلال طرح خمسة اكتتابات أولية عامة من ضمنها أربعة شركات تأمين هي: «التأمين الأهلية» و«رؤية للتأمين» و«الوطنية للتأمين على الحياة» و«العمانية القطرية للتأمين»، وبلغ إجمالي العائدات في عمان 112 مليون دولار في عام 2017.
وبين التقرير أن النشاط في سوق الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي كان مكثفاً في 2017، بعد أن كان أداؤه خافتاً على مدى عامي 2015 و2016، حيث حقق عام 2017 اتجاهات ارتفاعاً يفوق العامين السابقين مجتمعين.
اكتتابات
وبلغ إجمالي الاكتتابات العامة الأولية للشركات وصناديق الاستثمار العقارية المتداولة في المنطقة مجتمعة 25 اكتتاباً مقابل 4 اكتتابات في العام 2016 و6 اكتتابات في عام 2015. كما بلغت إصدارات الشركات من خلال الاكتتابات أعلى مستوياتها على مدى ثلاث سنوات، حيث بلغ إجمالي رأس المال المجمع 3.2 مليارات دولار مقابل 0.7 مليار دولار في عام 2016 و1.5 مليار دولار في عام 2015.
وألمح التقرير إلى أنه على الرغم من أن أنشطة الشركات المدرجة في البورصات الرئيسية لم تشهد تحسناً يذكر مقارنة بالعام السابق من حيث عدد الإصدارات، إلا أن إصدارات صناديق الاستثمار العقارية المتداولة والسوق الموازي للاكتتابات العامة الأولية قاما بتعويض هذا النشاط المعتدل من خلال عدد من الإصدارات في عام 2017.
ولفت تقرير الوطني كابيتال إلى أنه على الرغم من انتشار التوسع القطاعي وتسجيل قطاعين هما القطاع العقاري وقطاع الطاقة لعدد من الصفقات المنفردة الكبرى، إلا أن أبرز أنشطة القطاع الثانوي في سوق الاكتتابات الخليجية لعام 2017 يتمثل بلا شك في صناديق الاستثمار العقارية المتداولة، والتي قامت السعودية بإدراج ست منها خلال العام، كما شهد أحد الأسواق الإماراتية وهو ناسداك دبي إدراج صندوق الإمارات دبي الوطني.
طلب قوي
وبلغ إجمالي إصدارات صناديق الاستثمار العقارية المتداولة في دول مجلس التعاون الخليجي 536 مليون دولار، إضافة إلى ذلك، كان الطلب قوياً على أغلبية صناديق الاستثمار العقارية المتداولة، حيث فاق الاكتتاب في معظمها الأسهم المطروحة للعرض، الأمر الذي برز واضحاً في اكتتاب صندوق ملكية الاستثمار العقاري «REITs»، والذي بلغت تغطيته 20 مرة، في حين تم تغطية اكتتاب صندوق جدوى ريت الحرمين وصندوق مشاركة ريت بواقع 12.5 مرة و10.2 مرة على التوالي.
إلا أنه رغماً عن ذلك، تركزت أغلبية أنشطة الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي من حيث عدد الصفقات في السوق الموازي لكل من السعودية وعمان. وجاء ذلك على خلفية إطلاق السعودية للسوق الموازي «نمو» كونه مبادرة لإعطاء فرصة للشركات الصغيرة والمتوسطة لزيادة رأس مالها، نظراً لقلة متطلبات الإدراج في السوق الموازي مقارنة بسوق تداول الرئيسي.
صفقات
وأوضح التقرير أن خلفية الاكتتابات العامة الأولية على المستوى العالمي كانت قوية جداً وتم تسجيل أعلى مستوى من عدد الصفقات في سوق الاكتتابات العامة الأولية منذ عام 2007، حيث قفز عدد الاكتتابات العامة الأولية بواقع 49 % على أساس سنوي في عام 2017 ليبلغ 1,624 صفقة مقابل 1,093 صفقة في عام 2016، وفقاً لأرنست آند يونج.
كما أشاروا أيضاً إلى أن عائدات الاكتتابات قد ارتفعت في عام 2017 بواقع 40% على أساس سنوي من 134.5 مليار دولار أميركي في عام 2016 إلى 188.8 مليار دولار في عام 2017، أما من حيث المشاركة الإقليمية فقد هيمنت منطقة آسيا المحيط الهادئ على النشاط العالمي من حيث عدد الصفقات والعائدات في عام 2017، مستحوذة على 58% من عدد الصفقات و39% من العائدات.
أسواق
أما من حيث أسواق الأوراق المالية التي أسهمت في أنشطة الاكتتابات العامة الأولية العالمية فقد جاءت بورصة نيويورك في الصدارة من حيث حجم الاكتتابات، حيث أشار تقرير ايرنست اند يونغ إلى بلوغها 30 مليار دولار في العام 2017، تبعتها شنغهاي (20.2 مليار دولار) ثم هونج كونج بقيمة (15.6 مليار دولار).
وكانت بكين الدولة الرائدة من حيث عدد الصفقات وأسهمت بنحو 36% من الصفقات العالمية الأساسية. وكانت أكثر القطاعات نشاطاً على المستوى العالمي من حيث عدد الصفقات على الصعيدين الصناعي والتكنولوجي، في حين تصدر قطاع الخدمات المالية القطاعات من حيث كمية رأس المال الذي تم إصداره، يتبعه القطاعان الصناعي والتكنولوجي.
كما شهد سوق الاكتتابات العامة الأولية في الولايات المتحدة أنشطة متزايدة مع زيـادة عدد الاكتتابات في بورصتي نيويورك وناسداك بواقع 55 % في عام 2017، في حين ارتفعت العائدات بواقع 84% على أساس سنوي وبلغت 39.5 مليار دولار.
آفاق مستقبلية
ترى بحوث «كامكو» ان الافاق المستقبلية لسوق الاكتتابات العامة الأولية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال 2018 سيواصل اعتماده على تخفيف حدة المخاطر الجيوسياسية، واستقرار أسعار النفط واستقرار أسواق رأس المال الثانوية.
وتعتقد «كامكو» ان الشركات الكبرى ستنظر لتلك العوامل قبل المضي قدما وطرح أسهمها للاكتتاب، وتوقعت ان تتزايد أنشطة السوق السعودي الموازي ضمن مؤشر «نمو» في 2018.