كشفت وكالة ائتمان الصادرات الأسترالية عن أن دولة الإمارات تستحوذ على 69 % من إجمالي الاستثمارات الأسترالية في دول مجلس التعاون الخليجي خلال 2017.
وخلال استقبال الوكالة في مقرها بمدينة سيدني وفداً استثمارياً موسعاً نظمته مؤخراً مؤسسة دبي لتنمية الاستثمار إلى استراليا، أوضح كبار مسؤولي وكالة ائتمان الصادرات الأسترالية أن الإمارات استقطبت خلال العام الماضي استثمارات أسترالية بقيمة 9.86 مليارات درهم (3.565 مليارات دولار أسترالي)، أي ما يشكل 69 % من إجمالي الاستثمارات الأسترالية في دول مجلس التعاون الخليجي والتي بلغت العام الماضي 14.29 مليار درهم (5.301 مليارات دولار أسترالي).
فيما استقطبت السعودية استثمارات أسترالية بقيمة (1.16 مليار دولار أسترالي) وبلغت حصة الكويت من الاستثمارات الأسترالية (115 مليون دولار أسترالي) واستقطبت سلطنة عمان (38 مليون دولار أسترالي) و البحرين (57 مليون دولار أسترالي).
كما احتلت الإمارات المرتبة الأولى خليجياً كأكبر مستثمر في استراليا باستثمارات بقيمة 35.6 مليار درهم (13.18 مليار دولار أسترالي)، أي ما يشكل 51.5 % من إجمالي الاستثمارات الخليجية في البلاد والبالغة قيمتها 69.1 مليار درهم (25.6 مليار دولار أسترالي)، وجاءت السعودية ثانياً ب ( 3.64 مليارات دولار أسترالي) والكويت ثالثاً بـ (8.73 مليارات دولار أسترالي) تلتها البحرين بـ (24 مليون دولار أسترالي).
وأشارت الوكالة إلى أنها تعتمد في تمويل الصادرات لمعايير تقييم مخاطر خاصة بالدول وفق درجات تمتد من 1 وهي أقل درجات المخاطر وصولاً إلى الدرجة 7 وهي المستوى المتقدم من المخاطر، وأوضحت الوكالة أن الإمارات تحظى بتقييم ضمن درجة 2 وهي درجة التقييم التي تحظى بها أيضاً السعودية والكويت، مقارنة مع 4 لكل من البحرين وسلطنة عمان، وترتبط درجات تقييم المخاطر بتكلفة التمويل المقدمة لعمليات التصدير إلى الدول المعنية من قبل الوكالة.
وأشار مسؤولو الوكالة إلى أن صادرات السلع والخدمات الأسترالية إلى دول مجلس التعاون الخليجي سجلت نمواً سنوياً بمعدل 3.3 % خلال السنوات العشر الماضية، فيما سجلت نمواً بمعدل 5 % سنوياً إلى الإمارات باعتبارها سوقاً حيوياً. ولفتت الوكالة إلى أن اللحوم تأتي في مقدمة صادرات السلع الأسترالية إلى دول المنطقة.
ولفتت الوكالة إلى أن الاستثمارات الخليجية في أستراليا تشكل 0.8 % فقط من إجمالي الاستثمار الأجنبي المباشر الذي استقطبته البلاد، مقابل 0.2 % حصة أستراليا في إجمالي الاستثمار الأجنبي في دول مجلس التعاون الخليجي، وبالرغم من هذه المعطيات، إلا أن الاستثمارات الخليجية في استراليا تسجل نمواً سنوياً بمعدل 10 % فيما نمت استثمارات استراليا في الخليج من 500 مليون دولار أسترالي في 2007 إلى 5.3 مليارات دولار أسترالي في 2017، وأوضحت الوكالة أن هذا النمو يأتي بفضل استفادة الشركات الأسترالية من دبي بوصفها مقراً إقليمياً للعمليات التجارية والاستثمارية واللوجتسية لدول المنطقة ككل.
مشاريع
وأوضحت الوكالة أن مشاريع البنية التحتية بالإضافة إلى المنتجات الغذائية والزراعية تستحوذ على النسبة الأكبر من القطاعات الواعدة للاستثمار التجارة بين استراليا والإمارات ودول مجلس التعاون بشكل عام، بالإضافة إلى فرص التعاون في مجال التعليم خاصة وأن 8 جامعات أسترالية تصنف ضمن أفضل 200 جامعة في العالم.
آفاق التعاون
وقدم مسؤولو الوكالة أمام أعضاء وفد دبي الاستثماري عرضاً عاماً عن الخدمات التمويلية التي تقدمها لتصدير الخدمات والسلع من استراليا إلى الإمارات وسائر دول العالم، وتم خلال الاجتماع بحث آفاق التعاون التي يمكن أن تقدمها الوكالة للشركات الأسترالية المصدرة أو المستثمرة في دبي وخاصة تلك المرتبطة بسلسلة الإمداد والمنشآت اللوجتسية التي تعزز انتشار صادرات استراليا إلى دول منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا وشبه القارة الهندية فضلاً عن دول وسط آسيا.
ومن جانبهم استعرض أعضاء الوفد ما تتمتع به دبي من مقومات تنافسية متكاملة وما تحققه من انجازات ومشاريع رائدة وما تشهده من تطورات ومبادرات نوعية لتعزيز جاذبيتها الاستثمارية وتطوير المناخ الملائم للأعمال مما يطرح العديد من الفرص أمام المصدرين الأستراليين سواء في مجال السلع أو الخدمات على حد سواء.
منتدى استثماري
وقام الوفد بتنظيم منتدى دبي الاستثماري في سيدني بالتعاون مع فرع ولاية نيو ساوث ويلز لغرفة التجارة العربية الأسترالية، وشهد الحدث حضوراً مكثفاً من رجال الأعمال والمستثمرين الأستراليين الراغبين في الإطلاع على فرص الاستثمار في دبي والقطاعات الواعدة فيها بالإضافة إلى خيارات تأسيس الشركات سواء في الإمارة أو في المناطق الحرة، وتم خلال المنتدى عقد اجتماعات ثنائية بين أعضاء الوفد ورجال الأعمال الأستراليين المهتمين ببحث فرص الاستثمار في دبي.
وخلال فعاليات المنتدى، قدم فهد القرقاوي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لتنمية الاستثمار عرضاً موسعاً لميزات دبي الاستراتيجية مع التركيز على ما توفره من بيئة محفزة للاستثمار وممارسة الأعمال في مختلف القطاعات، مؤكداً أن الإمارة واصلت صدارتها بين أفضل المدن الجاذبة للاستثمار الأجنبي خلال 2017، واحتلت المرتبة الرابعة عالمياً في عدد المشروعات الاستثمارية الجديدة، والمرتبة الخامسة عالمياً في عدد مشروعات إعادة الاستثمار، والعاشرة عالمياً في تدفقات رأس مال المشروعات الاستثمارية الجديدة، ولفت إلى أن حفاظ دبي على صدارتها يعكس المزايا الاستراتيجية للاستثمار في دبي كمدينة المستقبل الذكية والمستدامة وكبوابة للتوسع في الأسواق الإقليمية وكمركز عالمي للأعمال.
مركز دولي
وبدروه دعا محمد حاج رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة الأسترالية العربية عن ولاية نيو ساوث وايلز إلى توسيع التعاون بين مجتمعات الأعمال في كل من سيدني ودبي ليشمل قطاعات أكبر من تلك المحدودة في التجارة، مؤكداً أهمية عقد شراكات بين الطرفين للاستفادة من الفرص الاستثمارية الواعدة التي توفرها دبي للشركات الأسترالية، وتحدث عن الميزات التي تتمتع بها الإمارة باعتبارها مركزاً دولياً مرموقاً للأعمال وبوابة تجارية لسائر دول المنطقة.
مركز تداول
ومن جانبه أوضح ممثل مركز دبي للسلع المتعددة المشارك في الوفد أن المركز يساهم في تعزيز دور إمارة دبي كمركز رائد لتداول السلع الدولية والمنطقة الحرة الأسرع نمواً في العالم، حيث يقوم بتنظيم وتعزيز وتسهيل التجارة عبر مجموعة من السلع تشمل الذهب والماس والمعادن الثمينة علاوة على الشاي والمواد الغذائية والمواد الصناعية الأخرى، وأشار إلى أن المركز وباعتباره مقراً للشركات المتعددة الجنسيات الكبرى والشركات الناشئة، يساهم في ربط أكثر من 15,000 شركة بكل ما تحتاج إليه من خدمات ذات مستوى عالمي ومرافق بنية تحتية رائدة ومجتمع نابض بالحياة من أجل تحقيق نموها وازدهار أعمالها.
ولفت إلى أن المركز يتميز بمزيجٍ فريد يضم منطقة حرة للأعمال التجارية وأحدث العقارات التجارية والسكنية وأفضل السلع والخدمات المالية المتميزة، والسكنية وأفضل السلع الممتازة والخدمات المالية، ما يجعله وجهة استثنائية فريدة من نوعها. وبالإضافة إلى ذلك، تسهم الاستثمارات المستمرة في البنية التحتية الحديثة والمبتكرة بالتوازي مع تقديم خدمات الأعمال الرائدة في تسهيل ممارسة النشاطات والأعمال التجارية بكل سهولة وكفاءة من المركز إلى أي مكان في العالم.
مزايا وتسهيلات
كما تم خلال المنتدى استعراض أبرز المقومات التي تتمتع بها المنطقة الحرة لجبل علي (جافزا)، التابعة لمجموعة موانئ دبي العالمية، والتي تعزز من جاذبيتها للشركات العالمية ومن ضمنها الأسترالية، حيث تقدم للمستثمرين الأجانب مزايا وتسهيلات متنوعة وفريدة يأتي في مقدمتها التملك الكامل وبنسبة 100% للمشروعات والشركات التي تقام في المنطقة الحرة لجبل علي، والاستفادة من البنية التحتية المتطورة والمتكاملة، مع الإعفاء التام لهذه المشروعات من الرسوم الجمركية على الواردات التي تصل إلى «جافزا».
وتحدث ممثل خاص عن «جافزا» أنها حققت خلال العام الماضي نمواً في تجارتها الخارجية لتصل إلى 83.1 مليار دولار بما يعادل 29.4 مليون طن متري وهو الرقم الأعلى منذ 2013 حيث كان حجم التجارة آنذاك 19.5 مليون طن بزيادة بلغت 9.9 ملايين طن متري.
ولفت إلى أن أكثر من 77% من إجمالي حجم تجارة جافزا في عام 2017 من خلال ثلاثة قطاعات هي: النفط والغاز، والمواد الغذائية والثروة الحيوانية والزراعية، والمعادن والحديد ومواد البناء. ومن حيث قيمة التجارة، جاء 76% من خمسة قطاعات هي الإلكترونيات، والمركبات والنقل، والتجارة العامة والتجزئة، والنفط والغاز، والآلات والمعدات.
وأشار إلى أن الارتباط المتكامل بين ميناء جبل علي والمنطقة الحرة تضيف ميزة تنافسية لوجستية للشركات، موضحاً أن إمكانات ميناء جبل علي على مناولة أحجام كبيرة من البضائع فضلاً عن موقعه الاستراتيجي ضمن خطوط التجارة العالمية يتيح للشركات العاملة في «جافزا» الوصول إلى أكثر من ملياري ونصف مستهلك، مما يجعلها مقراً مثالياً لممارسة الأعمال والتوسع على المستوى الإقليمي والعالمي.
بيئة متكاملة
وبدوره تحدث وجستن ويلشو نائب الرئيس الأول – التجارة في «دبي الجنوب» عن أبرز ملامح المشروع خلال المنتدى، ولفت إلى أن دبي الجنوب مدينة ناشئة تمتد على مساحة ضخمة تبلغ 145 كيلومتراً مربعاً ومصممة بشكل متكامل لتحقيق سعادة الأفراد. ومن المتوقع أن تحتضن ما يصل إلى مليون نسمة، وهي مصممة كبيئة اقتصادية متكاملة لتدعم كافة أنواع الأعمال والصناعات ولتوفر 500 ألف فرصة عمل. وتضم المدينة أكبر مطار يتم تطويره حالياً في العالم، مطار آل مكتوم الدولي، وتستضيف فعاليات متميزة مثل إكسبو 2020 ومعرض دبي للطيران.
طيران الإمارات
ومن جانبه أكد كريغ جونسون من طيران الإمارات خلال المنتدى أن الناقلة اختتمت سنة أخرى من النجاح والتقدم في 2017، حيث حققت إنجازات بارزة في توسيع أسطولها وشبكة خطوطها، والاستثمار في تحسين وتطوير منتجاتها وخدماتها المقدمة لعملائها، سواء على الأرض أم في الأجواء، ما يعزز مكانتها رائدة عالمية في صناعة الطيران، ولفت إلى أنه وخلال العام الماضي زاد عدد الركاب الذين نقلتهم طيران الإمارات على 59 مليوناً، وقدمت على رحلاتها المغادرة من دبي أكثر من 63 مليون وجبة طعام، وناولت أكثر من 35 مليون حقيبة في دبي إلى مختلف محطات شبكة خطوطها البالغة 156 مدينة في 84 دولة عبر قارات العالم الست.
وسجلت طيران الإمارات ما معدله 3600 رحلة ركاب أسبوعياً، أي أكثر من 191 ألف رحلة خلال عام 2017، وقطعت طائرات أسطولها 886 مليون كيلو متر، أي ما يعادل 16 ألف رحلة من الأرض إلى كوكب المريخ. وأضافت طيران الإمارات خلال عام 2017 إلى أسطولها 21 طائرة جديدة، منها 9 طائرات A380 و12 طائرة بوينغ 777، في حين خرج من الخدمة 11 طائرة قديمة. واختتمت طيران الإمارات العام بأسطول مكون من 269 طائرة، وطلبيات لشراء 243 طائرة جديدة.
دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي تلهم قطاع الحلال الأسترالي
أكد حسام بزري، مؤسس أكاديمية رقمية للتدريب في سيدني، أن مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي شكلت مصدر إلهام لإقامة سلسلة فعاليات متخصصة في دعم المشاريع الريادية العاملة في مختلف القطاعات الحلال في استراليا، وأوضح خلال لقاء أجراه مع وفد دبي الاستثماري أنه بادر بتنظيم «ستارت أب أمة» في مختلف المدن الأسترالية بعد التعرف على المعطيات والفرص التي قدمتها مبادرة دبي عاصمة الاقتصاد الإسلامي، لتكوين منصة فعاليات تتيح مشاركة الخبرات وأفضل الممارسات والتجارب بين الشركات الناشئة ورواد الأعمال العاملين في مختلف قطاعات الاقتصاد الإسلامي، ويأتي ذلك في ظل وجود جالية عربية وإسلامية كبيرة في استراليا وبالتالي نمو الطلب على المنتجات والخدمات الحلال. وأوضح أن دبي تشكل بوابة حيوية لرواد الأعمال وتتيح لهم فرصة الانتشار في المنطقة.
وضمن الفعاليات التي عقدها وفد دبي الاستثماري في سيدني، تمت زيارة مقر شركة «بلوفيش ستديو» والتعرف على ما تقوم به الشركة من أنشطة في مجال تطوير الألعاب الرقمية وتلك المعتمدة على الواقع الافتراضي والواقع المعزز، وتم خلال الزيارة استعراض ما تقدمه دبي من فرص في قطاع التقنيات الرقمية بما فيها منتجات الألعاب الالكترونية وغيرها.
كما زار الوفد مقر شركة «TAHPI» المتخصصة في تخطيط وإدارة خدمات الرعاية الصحية، وتم خلال الزيارة طرح ملامح سياسة الاستثمار في القطاع الصحي بدبي، التي اعتمدها، مؤخراً سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، رئيس المجلس التنفيذي، لتحفيز وتطوير قطاع الرعاية الصحية، وتوحيد الجهود المشتركة لجذب الاستثمار في هذا القطاع الحيوي.
وقام الوفد بزيارة مقر «ستون آند تشوك» وهي حاضنة أعمال متخصصة في قطاع التقنيات المالية «فين تيك»، وتم مناقشة التطورات المتسارعة التي يزخر بها القطاع في استراليا ودبي، وتحدث أعضاء الوفد أمام الشركات العاملة في الحاضنة حول برنامج «فين تيك هايف» الذي أطلقه مركز دبي المالي العالمي، مسرع التقنيات المالية الأول من نوعه في المنطقة، والموجه للشركات الناشئة التي تجسد من خلال حلولها المبتكرة الرؤية الطموحة والتطبيق العملي والإمكانات التجارية التي ينطوي عليها قطاع التقنيات المالية.
ويهدف برنامج المُسرِّع، الذي تم إطلاقه بالتعاون مع شركة «أكسنتشر»، إلى تسريع نمو شركات التقنيات المالية انطلاقاً من دبي، ويقدم نموذجاً فريداً يقوم على التعاون وليس التنافس بين البنوك من جهة وشركات التقنية المالية الناضجة من جهة أخرى.
نجاح
نجحت دبي في تعزيز موقعها العالمي المتميز في التجارة الإقليمية والدولية، متجاوزة الصعوبات التي يمر بها الاقتصاد العالمي، حيث حققت تجارة إعادة التصدير من دبي في العام 2017 نمواً نسبته 9% لتصل قيمتها إلى 360 مليار درهم، فيما بلغت قيمة واردات دبي العام الماضي 798 مليار درهم، ووصلت قيمة صادراتها إلى 144 مليار درهم.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-qXl