قال مسؤول في شركة «أسواق» التجارية، وخبير اقتصادي، إن السوق المحلية تشهد إقبالاً كبيراً على العلامات التجارية المحلية والخليجية والأوروبية من سلعة المعكرونة، مؤكدين أن خبرات التصنيع المحلية وصلت إلى مرحلة متقدمة، أدت إلى ارتفاع الصادرات، ما يدل على قدرة المنتج المحلي على المنافسة عالمياً.
واستبعدا ارتفاع أسعار المعكرونة قبيل شهر رمضان المقبل نتيجة المعروض الكبير من أصناف المعكرونة، فضلاً عن المخزون منها، ما يجعل أسعارها غير مرشحه للارتفاع.
وكشفت بيانات صادرة عن الهيئة الاتحادية للجمارك أن الصادرات الإماراتية من سلعة المعكرونة، تمثل ما نسبته 30% من قيمة إجمالي التجارة من هذه السلعة، خلال عام 2015 والأشهر التسعة الأولى من عام 2016.
إلى ذلك، أظهر مسح ميداني، أجرته «الإمارات اليوم» حول سلعة المعكرونة، وجود نحو 60 علامة تجارية محلية ومستوردة في أسواق الدولة. وبيّن المسح أن المعكرونة المحلية تعد الأقل سعراً في السوق المحلية، مقارنة بنظيرتها المستوردة، مع فوارق سعرية كبيرة تصل إلى ثمانية أضعاف السعر لجهة المعكرونة المستوردة.
سلعة المعكرونة
وتفصيلاً، أظهر مسح، أجرته «الإمارات اليوم»، وجود نحو 60 علامة تجارية لسلعة المعكرونة في أسواق الدولة.
وبيّن المسح أن المعكرونة المحلية تعد الأقل سعراً في السوق المحلية، مقارنة بنظيرتها المستوردة، مع فوارق سعرية كبيرة تصل إلى ثمانية أضعاف لجهة المعكرونة المستوردة، إذ تراوح أسعار معظم أنواع المعكرونة المحلية بين 2.95 درهم، و4.25 دراهم، بينما تبدأ أسعار معظم أنواع المعكرونة المستوردة من ستة دراهم تقريباً وتصل إلى 27.5 درهماً للعبوة، على الرغم من تماثل تلك العبوات من حيث الوزن.
وتعد المعكرونة المستوردة، من دول أوروبية محددة، هي الأعلى سعراً في أسواق الدولة.
جودة محلية
وقال نائب المدير التنفيذي لشركة «أسواق» التجارية، عفان الخوري، إن السوق المحلية تشهد إقبالاً كبيراً من قبل المستهلكين، على العلامات التجارية المحلية والخليجية والأوروبية من سلعة المعكرونة.
وأكد أن سلعة المعكرونة المحلية ذات جودة عالية، وتعد الأقل سعراً مقارنة بنظيرتها المستوردة، نظراً لانخفاض الكلفة نسبياً، لافتاً إلى أن العلامات الأوروبية تستخدم مواد خام ذات جودة عالية وأسعار مرتفعة، تضاف إلى الكلفة.
وأضاف أن خبرات تصنيع المعكرونة المحلية وصلت إلى مرحلة متقدمة، أدت إلى ارتفاع الصادرات منها للسوق العالمية، ما يدل على قدرة المنتج المحلي على المنافسة في الأسواق العالمية. ورأى الخوري أن المعكرونة سلعة أساسية مثل الأرز والطحين، ويوجد عليها طلب كبير محلياً، ما أدى إلى كثرة العلامات التجارية التي تخاطب مختلف أذواق وشرائح المستهلكين.
معروض ومخزون
من جانبه، أرجع الخبير الاقتصادي الدكتور جمال الفخري، ارتفاع عدد العلامات التجارية للمعكرونة في السوق المحلية، إلى مجموعة عوامل من أهمها عدد المستهلكين، وارتفاع دخلهم عموماً، ما يزيد قدرتهم على شراء السلع، إضافة إلى تنوع وتباين أذواق ورغبات المستهلكين، في ضوء تعدد جنسيات المقيمين، والأنماط الغذائية لهم.
وأكد أن السوق تشهد العديد من الأسماء التجارية لأصناف المعكرونة، جاوزت 60 علامة تجارية.
ولفت الفخري إلى أن الطلب يزداد على سلعة المعكرونة قبل شهر رمضان خصوصاً، مستبعداً ارتفاع الأسعار قبيل شهر الصوم، نتيجة للمعروض والمخزون الكبيرين من أصناف المعكرونة.
وأوضح أن أسعار المعكرونة مرتبطة بارتفاع وانخفاض أسعار القمح، متفقاً مع الخوري في أن المعكرونة المحلية ذات جودة عالية، وقادرة على المنافسة في الأسواق العالمية.
المعكرونة.. قيمة غذائية
يُعد القمح المادة الأساسية المستخدمة في تصنيع معظم أنواع المعكرونة الموجودة بالأسواق المحلية، إذ يتم صنعها من «سيمولينا» القمح، أو القمح الصلب، أو من سميد القمح القاسي، أو دقيق القمح الكامل، أو دقيق قمح الـ«ديورم» الكامل، أو دقيق الشوفان.
وتشهد السوق المحلية تنوعاً كبيراً في أنواع وأشكال سلعة المعكرونة، إذ إن هناك المعكرونة الخام، والمعكرونة الجاهزة المعدة للأكل بنكهات مختلفة، والتي يدخل في تصنيعها مكوّنات مثل صلصة البندورة، والأجبان، والأعشاب، والبصل، والمشروم، كما توجد معكرونة عضوية، وأخرى خالية من العناصر المعدلة وراثياً، فضلاً عن الخالية من مادة «الجيلوتين»، وهي منتجات بدأت تهتم بها الشركات المصنعة، لتخاطب بها شريحة المرضى، والرياضيين، والملتزمين ببرامج صحية وغذائية محددة من قبل الأطباء.
ومن حيث الشكل، تتعدد أشكال المعكرونة في السوق المحلية، وفقاً لطريقة تحضيرها، ورغبات المستهلكين، فنجد منها: الشعيرية الناعمة والخشنة، والكانلوني، أو على شكل أصداف، أو نجوم، أو أحرف.
وتعد المعكرونة من الأغذية المتميزة في تعدد منتجاتها وسهولة إعدادها، وعلى الرغم من الإقبال الكبير على تناول المعكرونة بأشكالها كافة، وطرق إعدادها، فإن العديد من الناس يجهلون القيمة الغذائية لها، إذ تعتبر المعكرونة من المصادر الغذائية الجيدة، لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية الرئيسة، والتي تتمثل في الفيتامينات والمعادن.
وتكمن أهمية المعكرونة في الكربوهيدرات، التي تعد مصدراً أساسياً في توليد طاقة الجسم، إضافة إلى البروتينات والأحماض الأمينية التي تساعد على بناء الجسم ونموه، كما تحتوي المعكرونة على نحو 12% من البروتين، وبعض الفيتامينات، والمعادن.
وتشير دراسات إلى أن إضافة الأجبان أو اللحوم إلى وجبة المعكرونة، بحسب الرغبة، تتيح تحضير وجبة غذائية متوازنة ومتكاملة وسريعة الهضم.
وقد يضاف لبعض أنواع المعكرونة خلاصات بعض الخضراوات الخضراء أو البرتقالية، أو معجون الطماطم، لإضفاء نكهة معينة، وبغرض التنويع للمنتجات وزيادة القيمة الغذائية.
ويشير العديد من خبراء التغذية إلى أن صناعة المعكرونة تحتاج إلى قمح ذي نسب بروتين مرتفعة، لتصنيع أنواعها المختلفة.
ويقول خبراء إن هناك طرقاً عدة لزيادة القيمة الغذائية للمعكرونة، مثل إضافة اللحم إلى الوجبة لرفع قيمتها الغذائية، كما أن إضافة الجبن يعوض المعكرونة عن فقرها في الكالسيوم.
وينصح الخبراء بتناول السلطات والفواكه مع وجبة المعكرونة، نظراً لخلوها من فيتامين «سي»، الذي يساعد الجسم على الدفاع عن نفسه ضد الجراثيم.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-jhh