دفع تزايد أعداد المبتعثين السعوديين في أمريكا لتعزيز اختيارها كوجهة سياحية خاصة لأبناء وذوي وأقارب المبتعثين.
وأجمع اقتصاديون سعوديون على أن أمريكا تستقطب أكبر عدد من السياح السعوديين هذا الصيف، في ظل وجود عوامل إيجابية، ترجح كفتها عن بقية دول العالم، خاصة الأوروبية منها، ولعل لارتفاع عدد الأبناء السعوديين المبتعثين للدراسة فيها أحد هذه العوامل، حيث وصل عددهم نحو 50 ألف مبتعث، فضلاً عن انخفاض قيمة الدولار أمام اليورو.
يذكر أن نسبة السياح السعوديين إلى أمريكا نمت بشكل ملحوظ، خلال العامين الماضيين، حيث وصل عدد الذين توجهوا إلى أمريكا خلال صيف العام الماضي إلى 100 ألف سائح بزيادة 25% عن عام 2010.
وكانت السفارة الأمريكية في الرياض قد ذكرت في بيان أن عام 2010 مثل البداية الأقوى للسياحة، حيث شهد أعلى معدل لنسبة إصدار تأشيرات سفر للسعوديين، حيث بلغ عدد التأشيرات الممنوحة من مكاتب القنصلية الأمريكية لدى السعودية ما يزيد على 90 ألف تأشيرة سفر، لتحتل السعودية المرتبة السابعة على مستوى العالم في الحصول على تأشيرات السفر إلى أمريكا، التي يمكن للسعوديين الحصول عليها في أقل من 12 يوماً.
ويتوقع أن يرتفع الطلب هذا العام على “الفيزا” الأمريكية إلى 40%، ما دعا السفارة الأمريكية إلى تطبيق إجراءات أكثر سهولة بنهاية عام 2011، ويتوقع أن يسجل استخراج التأشيرات السياحية هذا العام أعلى مستوى له، خاصة أن غالبية الأسر تتجه لقضاء إجازة الصيف مع أبنائها الدارسين في أمريكا، وتحديداً الفتيات اللواتي بحسب آخر إحصائية يشكلن 21% من نسبة المبتعثين السعوديين، ما يدفع أسرهن للتفكير في قضاء إجازة هذا الصيف معهن.
ووفقًا لتقرير لصحيفة “الاقتصادية” السعودية فإن الاقتصاديين يرون أن انخفاض تكلفة السياحة في أمريكا مقارنة ببقية الدول الأوروبية شجع السعوديين للتوجه إليها، وبحسب الإحصائيات الأخيرة ارتفع عدد السعوديين القاصدين للسياحة في أمريكا الصيف الماضي إلى 100 ألف سائح، ويتوقع أن يرتفع العدد هذا العام.
وأضافوا أنه بات من الطبيعي أن تتحول دول الابتعاث التي تضم مبتعثين سعوديين إلى وجهات سياحية للأسر السعودية خاصة أمريكا التي تحتضن 50 ألف مبتعث سعودي، فضلاً عن تمتع تلك الدول بمقومات السياحة العالمية، وعلى رأسها أمريكا، وبعض الدول الأوربية.
إضافة إلى ذلك، فإن وجود الأبناء في تلك الدول يسهل عملية استخراج التأشيرات لفترة أطول، ويسهل أيضاً الحصول على المسكن العائلي بأسعار معقولة، وكذلك التواصل مع المرشدين السياحيين المتمثلين في الأبناء المطلعين على المدينة المستهدفة بحكم السكنى فيها.
ولا تأتي كلفة التأشيرة على رأس الفوائد المالية المتوقعة من السائح السعودي، فهناك الإنفاق في خدمات الإيواء، الترفيه، النقل، والتسوق وما يترتب على ذلك من ضرائب مباشرة وغير مباشرة، خاصة أن بعض دول أوروبا تعتمد في اقتصادياتها على السياحة التي تمثل المورد الأهم لها، وهذا ينطبق أيضاً على بعض الدول العربية، إلا أن الدول الغربية تتميز بالاستقرار والأمن، وصناعة السياحة بشكل احترافي، وتميزها بوجود الأبناء والبنات الدارسين في جامعاتها الذين يمثلون عامل جذب للسائحين السعوديين.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-29L