للمرة الأولى منذ أكثر من عام ونصف تحافظ البورصة المصرية على إغلاق تعاملات الأسبوع مستقرة فوق مستوى 5 آلاف نقطة، بعد سلسلة طويلة من التراجعات والهبوط والخسائر التي استنزفت المستثمرين وهوت بأسعار الأسهم بنسب قياسية مرعبة.
وقال محللون ومتعاملون في البورصة إن جلسات الأسبوع الماضي كانت تنتهي لدى إقفال اليوم بصعود مؤشرات البورصة وإن كان ذلك بنسب طفيفة، لكنها في النهاية أغلقت قبل إجازة عيد الفطر على ارتفاعات قياسية.
وقالوا في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” إن الأخبار الإيجابية التي ظهرت خلال الأسبوع الماضي دفعت البورصة إلى تجاهل الدعوة للمظاهرات يومي 24 و25 أغسطس الجاري، كما أن ثقة المستثمرين في الاقتصاد دفعتهم إلى التوجه نحو الشراء.
وربح رأس المال السوقي لأسهم الشركات المدرجة بالبورصة نحو 10 مليارات جنيه ليصل إلى نحو 356.6 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات اليوم، مقابل نحو 346.6 مليار جنيه لدى إغلاق تعاملات الخميس الماضي.
وارتفع المؤشر الرئيسي للبورصة “إيجي اكس 30” بنحو 4.1%، مضيفاً نحو 20.3 نقطة بعدما أغلق عند مستوى 5163 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم، مقابل نحو 4960 نقطة لدى إغلاق تعاملات الخميس الماضي. كما ارتفع مؤشر “إيجي اكس 70” بنسبة 2.2% تعادل 10 نقاط بعدما أغلق عند مستوى 454 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم مقابل نحو 444 نقطة لدى إغلاق تعاملات الخميس الماضي.
وامتدت الارتفاعات لتشمل مؤشر “إيجي إكس 100″ الذي تمكن من إضافة نحو 20 نقطة تعادل 2.6% بعدما أغلق عند مستوى 784 نقطة لدى إغلاق تعاملات اليوم مقابل نحو 764 نقطة لدى إغلاق تعاملات الخميس الماضي.
وقال نائب رئيس الجمعية المصرية لدراسات التمويل والاستثمار، محسن عادل، في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” إن أداء البورصة خلال جلسات الأسبوع الماضي تأثرت إيجاباً بالأحداث الخاصة بالتطورات السياسية التي دعمت تحرك السوق نحو الصعود المستمر، موضحاً أن حدوث نمو في الأسعار خلال الأسبوع لا يعود فقط إلى الأحداث ولكن أيضاً إلى عمليات رد الفعل التصحيحي في بعض الأسهم بعد إعلانات نتائج أعمال الشركات، ولفت إلى أن الجميع يترقب حالياً أداء الحكومة الجديدة وقراراتها خصوصاً بالنسبة لتطورات ملف صندوق النقد الدولي بعدما نجحت في تأمين عدد من التمويلات الدولية الأخرى.
وقال عادل إنه بعد فترة طويلة تأثر فيها السوق بالعوامل الخارجية سواء بالعوامل السياسية أو العوامل الاقتصادية، حيث من المتوقع أن يعود السوق خلال الفترة المقبلة للتأثر بالعوامل الداخلية وأن تعود السيطرة للمشترين مجدداً، مشيراً إلى أن التأثير الفعلي للإصلاحات الاقتصادية والسياسية المرتقبة سيكون على المدى المتوسط مع ارتفاع شهية المخاطر وتوفر رؤوس الأموال لدى المستثمرين.
وشدد عادل على قدرة السوق على استعادة نشاطه خلال الفترة المقبلة بشرط اجتذاب سيولة جديدة وظهور بوادر للتطور في العملية السياسية والاقتصادية، منوهاً بأن العمق الاستثماري للسوق قد أثبت قدرته على التعامل مع مثل هذه التحولات بصورة إيجابية وهو ما دعم من نشاط مؤشرات السوق خلال الفترة الماضية، مؤكداً أنه يجب عدم الإفراط في ردود الأفعال في ظل قدره السوق على استمرار النشاط خلال الفترة القادمة والتي سترتبط في الأساس بالتطورات المتوقعة في الوضع السياسي والاقتصادي، إضافة إلى استمرارية اجتذاب سيولة جديدة وتعزيز المرونة الاستثمارية للسوق إذا ما حدثت أي عمليات جني أرباح أو ضغوط استثنائية على السوق.
وأوضح عادل أن إعادة بناء الاقتصاد تحتاج إلى جهد كبير من كافة الأطراف السياسية والاقتصادية، بدءاً بالسعي لتحقيق الاستقرار والأمن، مروراً بالرسائل التطمينية للمستثمرين في الداخل والخارج، وصولاً إلى إعادة هيكلة النظم والقوانين التي بها بعض القصور.
وقال العضو المنتدب بشركة أراب فاينانس للأوراق المالية، أسامة مراد، في تصريحات خاصة لـ”العربية.نت” إن حالة الهدوء والاستقرار التي تشهدها مصر منذ أسبوعين انعكست إيجاباً على جلسات تعامل الأسبوع الماضي والتي انتهت جميعها ببقاء مؤشرات البورصة في المربع الأخضر، لافتاً إلى أن القلق والخوف الذي كان يسيطر على المستثمرين بدأ يتلاشى خاصة مع غياب القلق بشأن الأحداث المرتقبة يومي 24 و25 أغسطس الجاري.
وأوضح مراد أن التوقعات تؤكد استمرار صعود السوق عقب عودته للعمل بعد انتهاء إجازة عيد الفطر المبارك، مستبعداً ظهور أي عمليات لجني الأرباح خلال الأسبوع المقبل واستمرار صعود السوق.
ولفت مراد إلى أن تعاملات هذا الأسبوع شهدت استمرار الإقبال الشرائي من قبل المؤسسات الأجنبية والمصرية خاصة على الأسهم الكبرى والقيادية، ما شجع المستثمرين الأفراد على القيام بعمليات شراء على الأسهم الصغيرة وأسهم المضاربات.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2Oe