في إطار حرصها على ترسيخ مفهوم الاستدامة بالتعاون مع كبرى الجهات والهيئات المعنية بقضايا الاستدامة والبيئة، وتعزيز التنمية المستدامة بجميع جوانبها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، تنظم هيئة كهرباء ومياه دبي “مؤتمر قادة الاستدامة” بالتعاون مع معهد جامعة كامبريدج لريادة الاستدامة، وذلك في فندق العنوان-دبي يومي 15 و16 مارس 2017.
وقد افتتح المؤتمر سعادة/ سعيد محمد الطاير، العضو المنتدب الرئيس التنفيذي لهيئة كهرباء ومياه دبي، بحضور معالي الفريق ضاحي خلفان تميم، نائب رئيس الشرطة والأمن العام بدبي، وسعادة فيليب برهام، السفير البريطاني لدى دولة الإمارات العربية المتحدة، وسعادة عبدالله الشيباني الأمين العام للمجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسعادة عبد الرحمن آل صالح ، مدير عام دائرة مالية حكومة دبي، وسعادة سيف حميد الفلاسي، الرئيس التنفيذي لشركة بترول الإمارات الوطنية (إينوك)، وسعادة عبدالله جاسم بن كلبان، العضو المنتدب والرئيس التنفيذي لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم، وسعادة بوﻟﻲ ﻛﻮﺭﺗﻴﺲ، ﻣﺪﻳﺮ ﻣﻌﻬﺪ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻛﺎﻣﺒﺮﻳﺪﺝ ﻟﺮﻳﺎﺩﺓ ﺍﻻﺳﺘﺪﺍﻣﺔ، وسعادة خليفة بن دراي، المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الاسعاف، وسعادة محمد جميل الرمحي، الرئيس التنفيذي لشركة أبوظبي لطاقة المستقبل “مصدر”، والدكتور عيسى البستكي، رئيس جامعة دبي، والنواب التنفيذيين للرئيس ونواب الرئيس في هيئة كهرباء ومياه دبي ، وعدد من كبار الموظفين من مؤسسات القطاعين العام والخاص.
ويهدف المؤتمر إلى تعزيز الابتكار في مجال ممارسات الأعمال المستدامة، ويشتمل على جلسات نقاشية وورش عمل تفاعلية بمشاركة نخبة من كبار الخبراء في مجال الاستدامة المؤسسية، وبحضور عدد كبير من مدراء العموم والرؤساء التنفيذيين من القطاعين الحكومي والخاص، والمتخصصين في هذا المجال.
كما يأتي هذا المؤتمر استمراراً لتعاون الهيئة مع معهد جامعة كامبريدج لريادة الاستدامة في مجال ترسيخ الاستدامة، حيث أبرمت الهيئة خلال المؤتمر مذكرة تفاهم مع المعهد وقعها سعادة/ سعيد محمد الطاير وسعادة بوﻟﻲ ﻛﻮﺭﺗﻴﺲ، لتعزيز جهودها في مجال تبادل المعلومات والخبرات ونقل المعرفة، ودعم العلاقات لتحقيق الأهداف المشتركة بين الجانبين في مجال الاستدامة، من خلال إعداد إطار عمل لتسهيل ومناقشة جميع فرص التعاون والفعاليات المشتركة التي تخدم الأهداف الاستراتيجية.
وقد أعرب سعادة/ سعيد محمد الطاير في كلمته الافتتاحية عن شكره وتقديره للقائمين من معهد جامعة كامبريدج لريادة الاستدامة، لتعاونهم المثمر مع الهيئة، وجهودهم الحثيثة في إرساء نماذج قيادية عالمية وترسيخ الاستدامة كثقافة مؤسسية ومجتمعية.
وقال سعادته: “تحرص الهيئة كمؤسسة مستدامة ومبتكرة على مستوى عالمي، على تبني الاستدامة كأولوية ضمن توجهها الاستراتيجي وخططها ومبادراتها، انسجاماً مع المبادرة الوطنية طويلة المدى التي أطلقها سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، لبناء اقتصاد أخضر في دولة الإمارات، تحت شعار «اقتصاد أخضر لتنمية مستدامة»، وكذلك استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، التي أطلقها صاحب السمو بهدف تحويل إمارة دبي إلى مركز عالمي للطاقة النظيفة والاقتصاد الأخضر، من خلال توفير 7% من طاقة دبي من مصادر الطاقة النظيفة بحلول عام 2020، و25% بحلول 2030، و75% بحلول عام 2050. وتتسق أهدافنا المؤسسية في مجال الاستدامة مع أهداف خطة دبي 2021 بجعل دبي مدينة مستدامة في مواردها، وذات عناصر بيئية نظيفة وصحية ومستدامة، بما يدعم رؤية الإمارات 2021”.
وأضاف سعادته: “يأتي هذا المؤتمر امتداداً للتعاون الوثيق الذي يجمعنا مع معهد جامعة كامبريدج لريادة الاستدامة في مجال غرس وتأصيل مفاهيم الاستدامة، ونشر مبادئها وأساسياتها بين الكوادر القيادية والإشرافية، بما فيها الإدارة العليا وقيادات الصف الأول والمتخصصين في الاستدامة، بالإضافة إلى تبادل الخبرات وأفضل الممارسات التي تتبناها المؤسسات والشركات العالمية في هذا المجال، بهدف جعلها منهاج عمل يومي يساهم في دفع عجلة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية محلياً وعالمياً. ففي ظل التحديات التي يواجهها العالم فيما يتعلق بتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وندرة الموارد الطبيعية، والآثار المترتبة على التغير المناخي، باتت الاستدامة والابتكار ضرورة حتمية لاستمرار المؤسسات وبقائها”.
ولفت سعادته إلى أنه: ” تعد الهيئة أول مؤسسة حكومية تعتمد الاستدامة ضمن رؤيتها وخطتها الاستراتيجية لتمكنها من تحقيق أهداف الاستدامة على المدى الطويل. ففي 2013، أنشأت الهيئة فريق ريادة الاستدامة الذي يعمل تحت مظلة إدارة الاستدامة وتغير المناخ في الهيئة، يمثله رواد من كافة قطاعات الهيئة، يعملون على نشر وتطبيق مفاهيم الاستدامة وتسليط الضوء على الآثار الإيجابية المترتبة على تطبيقها في الهيئة، حيث قام الفريق بتعزيز الوعي لجميع الموظفين من مختلف الإدارات والأقسام خلال عام 2016، الأمر الذي ساهم في وصول مؤشر ثقافة الاستدامة بين موظفي الهيئة إلى 88.6%. وفي إطار جهودها لدفع مسيرة الاستدامة في دبي، أطلقت الهيئة مبادرات ومشروعات كبرى في مجالات الطاقة المتجددة والاستدامة والبيئة؛ أبرزها مجمع محمد بن راشد آل مكتوم للطاقة الشمسية، الذي يؤكد اهتمام الهيئة بالتنمية المستدامة، وإدراكها لأهمية الطاقة المتجددة في تحقيق التوازن بين التنمية والمحافظة على بيئة نظيفة وصحية وآمنة. يعد المجمع أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم في موقع واحد وفق نظام المنتج المستقل، حيث ستبلغ قدرته الإنتاجية 1,000 ميجاوات بحلول عام 2020، وصولاً إلى 5,000 ميجاوات بحلول عام 2030، باستثمارات إجمالية تصل إلى 50 مليار درهم، وسيسهم عند اكتماله في تخفيض أكثر من 6.5 مليون طن من انبعاثات الكربون سنوياً. كما تم إطلاق العديد من المشاريع الاستراتيجية والمبادرات الذكية الرائدة التي ترتكز على الابتكار والبحث والتطوير وبناء القدرات لتعزيز مسيرة الاقتصاد الأخضر ومنها استحداث برنامج متكامل للشبكات الذكية، ومبادرة “الشاحن الأخضر” لإنشاء البنية التحتية لمحطات شحن السيارات الكهربائية، ومبادرة “شمس دبي” لتنظيم ربط وحدات انتاج الكهرباء في المباني والمنازل باستخدام الطاقة الشمسية مع شبكة هيئة كهرباء ومياه دبي. وللمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ستقوم دبي باستضافة دورتين من المسابقة العالمية للجامعات لتصميم الأبنية المعتمدة على الطاقة الشمسية (Solar Decathlon)، حيث تنظم الدورة الأولى عام 2018، والثانية عام 2020، تتزامن مع تنظيم إكسبو 2020 دبي. وقد وقعت هيئة كهرباء ومياه دبي مذكرة تفاهم مع إكسبو 2020 دبي تصبح بموجبها شريك الطاقة المستدامة الرسمي.”
أضاف سعادته:” وتعمل الهيئة على تعزيز مكانة دبي كونها مركزاً عالمياً ومثالاً يحتذى به في مشاريع كفاءة الطاقة والطاقة المتجددة واستراتيجيات الاستدامة المؤسسية والابتكار، وجذب الفرص الاستثمارية في مجال الطاقة المتجددة والطاقة الشمسية على وجه الخصوص، كما تساهم الهيئة في تحقيق استراتيجية إدارة الطلب على الطاقة لتخفيض الاستهلاك بنسبة 30% حتى 2030 و ذلك من خلال 9 برامج طموحة، وقد حققت الهيئة العديد من الإنجازات العالمية في مجال الاستدامة، ولكننا لا نزال في بداية الطريق لأن الهدف هو الوصول إلى الرقم واحد عالمياً ولن يتأتى ذلك من دون شراكات ريادية وتضافر الجهود العالمية ومسايرة التطورات في مجالات الاستدامة التي باتت قضية عالمية. وكان لهيئة كهرباء ومياه دبي دور رائد في إيجاد منصة عالمية لدعم هذه الجهود حيث تفضل سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، رعاه الله، في شهر أكتوبر 2016 بإطلاق المنظمة العالمية للاقتصاد الأخضر؛ بدعم من حكومة دبي وبالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وتتخذ المنظمة من دبي مقراً لها. ونلتزم في الهيئة بدعم العمل المشترك لتحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030، التي اعتمدتها الأمم المتحدة في مجالات الطاقة النظيفة والابتكار والتغير المناخي. وستركز الهيئة جهودها خلال السنوات المقبلة على الإسهام في مواجهة الآثار السلبية لتغير المناخ، والحد من ظاهر الاحتباس الحراري من خلال تقليل الانبعاثات الكربونية الصادرة عن القطاعات التنموية في الإنتاج والتصنيع والنقل والنفايات وغيرها، بالتعاون مع الشركاء من القطاعين العام والخاص، تحقيقاً لاستراتيجية الحد من انبعاثات الكربون، التي تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في دبي بنسبة 16% بحلول 2021. وفي خطوة هامة تعزز مسيرة دبي الواعدة في مجال الاستدامة، أطلقت الهيئة بالتعاون مع مركز دبي المتميز لضبط الكربون “برنامج عمل الأنشطة الشمسية في دولة الإمارات العربية المتحدة”، الذي يعتمد آلية التنمية النظيفة” في جميع مشاريع الطاقة الشمسية في الدولة، وقد أقرته “اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ” ويعد هذا البرنامج مبادرة رائدة لدولة الإمارات في دعم الجهود العالمية نحو تعزيز الاقتصاد الأخضر والتنمية المستدامة”.
وتابع سعادته قائلاً: “تأكيداً لجهودها في الارتقاء بأدائها المؤسسي في مجال الاستدامة، انضمت الهيئة إلى المجموعة الذهبية “المجتمع الذهبي” التابعة للمبادرة العالمية لإعداد التقارير(GRI)، وهي مجموعة عالمية تجمع المؤسّسات المستشرفة لمستقبل الاستدامة وإعداد التقارير، والداعمة لعملية اتخاذ القرار لدفع عجلة التحوّل إلى اقتصادات مستدامة حول العالم. كما دعت المبادرة العالمية لإعداد التقارير الهيئة للانضمام إلى برنامج “الرواد للمعايير”؛ الذي يضم كبرى المؤسّسات الرائدة في إعداد تقارير الاستدامة من مختلف أنحاء العالم، لتكون بذلك ضمن 100 مؤسّسة فقط حول العالم سيكون لها السبق في التطبيق الفوري للمعايير الدولية الجديدة لإعداد تقارير الاستدامة، قبل إلزام جميع المؤسسات بها بنهاية يونيو 2018″.
واختتم سعادته بالقول: ” أتمنى لأعمال مؤتمر قادة الاستدامة النجاح والتوفيق، وأن يكون منصة متميزة لتعزيز التنمية المستدامة في دبي ودولتنا الحبيبة والمنطقة ككل”.
وقد تحدث في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، محمود محي الدين، النائب الأول لرئيس البنك الدولي لأجندة التنمية 2030 وعلاقات الأمم المتحدة والشراكات، الذي أشاد بجهود هيئة كهرباء ومياه دبي الحثيثة ومساعيها المستمرة في المحافظة على البيئة وتعزيز جهود الاستدامة، والارتقاء بمستوى الخدمات التي توفرها لمتعامليها إلى أفضل المعايير العالمية.
ومن جانبه، قال البروفيسور السير ليسزيك بوريسيويكز، نائب رئيس جامعة كامبريدج: “أرحب بهذا التعاون المثمر الذي يبرز ريادة هيئة كهرباء ومياه دبي في مجال تطوير الحلول اللازمة لضمان مستقبل أفضل وأكثر استدامة لهذا العالم. ويسهم معهد جامعة كامبريدج لريادة الاستدامة في مساعدة المؤسسات على مواجهة تحديات الاستدامة والاستفادة من الفرص التي توفرها، معتمداً على خبرته الممتدة لما يقرب من ثلاثة عقود، ويسر المعهد أن يقدم الدعم اللازم للهيئة خلال رحلتها المتميزة في عالم الاستدامة.”