هل فكرت يوماً في الأعمال التي ربما تتوفر بعد مئة عام من الآن، وفي وظيفتك التي ربما تنتهي بعد أن تشغل آلات حديثة محلها في العمل؟
يصعب التكهن بالمستقبل في ظل التغيرات السريعة للغاية في عالم التكنولوجيا والابتكار، لا سيما عندما تصبح هواتفنا المحمولة، وأجهزة الحاسب اللوحية قديمة في وقت يبدو قصيرا للغاية.
لكن إذا نظرنا إلى الصورة الأكبر، فإن هذه الاختراعات على وجه التحديد هي التي تمثل القوة الدافعة وراء التغيير في جميع وظائفنا وأعمالنا اليوم.
فالجرائد والمجلات التقليدية لم تعد كيانا قائما بذاته دون موقع لها على الإنترنت، والرعاية الصحية لم يكن لها أن تصل لوضعها الحالي دون وسائل تكنولوجية متقدمة مثل آشعة الرنين المغناطيسي التي بوسعها أن تصور أعمق وظائف الدماغ.
فهل سيكون للبشر وظائف في المستقبل، أم أن أجهزة الإنسان الآلي (الربوت) ستحل محلنا؟
للرد على هذا السؤال توجهنا إلى موقع كورا (Quora) لطرح الأسئلة وتلقي الإجابات، لمعرفة الوضع الذي ربما تكون عليه الوظائف في المستقبل.
كتب المستخدم أبهيسيك بهوميك يقول: “لامستقبل للأعمال الروتينية، فصناعة البرامج الإلكترونية قد طغت على العالم، وعليك أن تختار ما بين أن تقوم بالعمل في مجال تطوير تلك البرامج، أو أن تكون عالما، أو أن تنضم إلى عالم الترفيه الذي يشمل الرياضة بمختلف أنواعها، والأفلام، والخدمات الخاصة.”
ويقول هوريا تادوزي إن الآلات الطائرة ستصبح جزءاً واقعياً جداً في مستقبلنا، ولذا “سيكون هناك الكثير من الوظائف المرتبطة بتلك الآلات الطائرة، مثل الميكانيكي الآلي، والكهربائي الآلي، والمبرمج الآلي، والسائق الآلي، والشرطي الآلي، والمفتش الآلي.”
أما لين ديفيدسون فيقول: “سيأتي يوم ستؤدي فيه الآلات كل شيء، بما في ذلك بناء وتصميم الآلات أيضا”.
اللمسة الإنسانية
لكن الآلات الطائرة لا يمكنها أن تؤدي الوظائف التي تتطلب لمسة إنسانية، وفي هذا الإطار، يقول ديفيدسون: “ستنحصر وظيفة المستقبل في الأعمال التي لا تستطيع الآلات القيام بها، مثل الصحافة، والعمل الاجتماعي، والفنون، والرياضة، والسياسة.”
ويقول مويزيس براون فولينشتاين إن الطلب على البضائع المصنوعة يدويا سيتزايد، ويضيف: “بالنسبة للذين بوسعهم تحمل تكلفة شراء أي شيء، فإن المصنوعات اليدوية التي تتطلب الكثير من الجهد ستحتل قمة مظاهر الترف”، في إشارة إلى أعمال الطهي المنزلي، وتربية الماشية بالطرق التقليدية.
وقت أكثر للترفيه
وهناك جانب إيجابي في أن يعهد للآلات المتطورة بالوظائف والأعمال يتمثل في توفير مزيد من الوقت للترفيه والسفر واستكشاف العالم والديانات والفنون، الأمر الذي يفتح الباب أمام الوظائف في مجال صناعات الترفيه لتلبية ذلك الطلب، حسبما يرى فولينشتاين.
وتشمل بعض الفرص الوظيفية التي يقترحها فولينشتاين في المستقبل:
– استكشاف الفضاء والأرض: “مع تراجع الحاجة إلى القوى العاملة لإنتاج البضائع، سيكون أمامنا مزيد من الوقت لبذل الجهد. وهنا يتبادر إلى الذهن استكشاف الفضاء، لكنني أعتقد أنه في المئة سنة القادمة سيكون القطب الشمالي، بل والمحيطات، قد صورت واستكشفت.”
– السياحة: “المزيد من وقت الفراغ يعني مزيداً من الوقت لقضاء الإجازات، وستسمح وسائل النقل ووسائل الاتصال الأكثر سرعة والأرخص ثمنا بالسفر حول العالم لمدد أطول.”
– التعليم والتدريس: “ويشمل ذلك الباليه والرياضيات والتاريخ والتنس والطهي بالإضافة إلى مواد أخرى. فمع توفر المزيد من الوقت وتلبية الاحتياجات الأساسية، سيرغب الناس في أن يصبحوا خبراء في جميع أنواع المهارات، ولن تكون هناك قيمة اقتصادية للعديد من المجالات بالنسبة للطلاب.”
– المبيعات والتسويق: “سيصبح التصنيع أرخص، وستقل الحاجة إلى العمالة، ومن المحتمل أن تصبح الطاقة والمواد الخام أرخص ثمنا، مما سيؤدي إلى تزايد المعروض، وبالتالي تزداد أهمية التسويق والمبيعات.”
– الترفيه: “ويشمل الغناء والرقص والتدليك والسينما وألعاب الفيديو. فمن مثلا يريد مشاهدة آلة ترقص الباليه؟”
عيش صحي
يقول تيم مينكفيلد إنه مع البقاء على قيد الحياة لمدة أطول، وزياة معدلات أعمار البشر، سنحتاج دوماً إلى الرعاية الصحية والزراعة، ويقول: “سيكون للأطباء عمل في المستقبل، كما أننا سنحتاج دوما إلى تناول الطعام، ولذا فالمزارعون سيكونون هناك بعد مئة عام كذلك.”
ومع ذلك، ومع تحقيق العلماء لإنجازات كثيرة في كافة جوانب الحياة، بما في ذلك الرعاية الصحية، والزراعة، يتشكك مينكفيلد في جميع وظائف المستقبل، ويتساءل: “ماذا عن الآلات التي تصنع آلات أخرى مثلها؟ فحتى نقل المعادن أو تجميعها أو التنقيب عنها من أجل تصنيع آلات، يمكن أن يتم أيضا بواسطة آلات أخرى، فماذا سيبقى من وظائف للبشر؟
المصدر : https://wp.me/p70vFa-5bn