يعتبر بعض المدخنين أكثر قدرة من غيرهم على الإقلاع عن التدخين وغالباً ما يتساءل كثيرون عن السبب الكامن وراء عجزهم عن ذلك على رغم امتلاكهم رغبةً شديدة للتوقف. الجواب توصلت إليه دراسة أميركية نشرت في Translational Psychiatry معللةً أنَّه يرتبط بالجينات.
وللتوصل إلى هذه النتيجة، حلل الباحثون الاختلافات الجينية التي سبق وذكرت في 22 دراسة شملت ما يقرب من 9500 مدخني السجائر. وتبين أنَّ المسألة تكمن في الاختلافات الموجودة بين الجينات المسؤولة عن تجهيز الدوبامين، وهو ناقل عصبي يساعد على تنظيم الثواب والمتعة في الدماغ. ويعتقد الخبراء أن النيكوتين الموجود في التبغ يعزز الدوبامين في الدماغ، مما يؤدي إلى الإدمان.
وتساءل الباحثون عن إمكان ارتباط المتغيرات في الجينات التي تنظم الدوبامين بالقدرة على إخماد شعور العقاب من أجل التوقف عن التدخين. وركَّز الباحثون على تسلسل الحمض النووي المُسمَّى Taq1A، فوجدوا أن المدخنين الذين امتلكوا التسلسل A2 / A2 كانوا أكثر قدرة على الإقلاع عن التدخين من أولئك الذين امتلكوا تسلسل Taq1A.
وأشار الأستاذ في قسم الطب النفسي والعلوم السلوكية العصبية في جامعة فيرجينيا والباحث المشارك في الدراسة لي مينغ، إلى أنَّ “هذه الدراسة التي استمرت لسنوات قدمت أدلة أكثر إقناعاً عن دور المتغير الجيني في الإقلاع عن التدخين من طريق تحليل عدد كبير من عينات المدخنين.
الدراسة التي أجريت بالتنسيق بين جامعتي فيرجينيا وكلية الطب في جامعة شيجيانغ الصينية، لفتت إلى أنَّ “ما يقرب من 6 ملايين شخص يموتون في العالم كل سنة بسبب التدخين”. وقال معدو الدراسة إن هذا الاكتشاف يشجِّع المزيد من البحوث في علم الوراثة للتوصل إلى حلول تساهم في الإقلاع عن التدخين، لافتين إلى أنَّ “مثل هذه الأبحاث يمكن أن تؤدي في النهاية إلى تطوير علاجات شخصية تستهدف ميول المدخن الموروثة”.
من جهته، اعتبر المستشار الطبي لجمعية الرئة الأميركية الدكتور نورمان إيدلمان، أنَّ “هناك تفاوتاً كبيراً في القدرة على الإقلاع عن التدخين. علم الوراثة من المرجح أن يفسر بعض الأسباب، الخطوة التالية، تكمن في محاولة البحث عما يفعله هذا الجين، وإمكان وجود طريقة لتعديل الطريقة التي يعمل بها”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-8wx
