تقرير خاص لمجلة مال وأعمال
شهدت الأيام الأخيرة موجة غير مسبوقة من النشاط في سوق الإيجارات الأردني، حيث اندفع المستأجرون للبحث عن منازل جديدة بعد الانخفاض الكبير في الأسعار. هذا التغيير المفاجئ جاء نتيجة عودة أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين إلى بلادهم، مما أحدث فائضًا في الوحدات السكنية وأجبر أصحاب العقارات على خفض الأسعار لجذب المستأجرين.
المستأجرون: البحث عن الأفضل بدأ
لم تترك الفرصة الجديدة الكثير من المستأجرين مكتوفي الأيدي. في جولة ميدانية أجرتها مجلة “مال وأعمال”، تحدثنا مع عدد من المواطنين الذين وجدوا في هذا الانخفاض فرصة لتغيير واقعهم السكني.
يقول أحمد سلامة، موظف حكومي كان يعيش في شقة صغيرة في منطقة ماركا:
“عندما سمعت عن انخفاض الإيجارات، بدأت البحث فورًا…. كنت أدفع 300 دينار شهريًا لشقة بالكاد تكفينا كعائلة، والآن تمكنت من الانتقال إلى شقة أكبر وأفضل بسعر 250 دينارًا فقط. هذا الانخفاض غير حياتنا.”
أما ريم الزعبي، وهي معلمة في إحدى مدارس عمان الغربية، فتؤكد أن الفرصة كانت مثالية لتحسين ظروفها السكنية، مضيفة:
“الأسعار كانت دائمًا مرتفعة ولم تكن لدينا خيارات. الآن، مع هذا الانخفاض، وجدت شقة بالقرب من عملي وبإيجار أقل من السابق بـ 50 دينارًا. …شعرت وكأنني عثرت على كنز!”
مكاتب العقارات تشهد حركة نشطة
لم يكن التغير في الأسعار مفاجئًا فقط للمستأجرين، بل شكل أيضًا ضغطًا كبيرًا على أصحاب المكاتب العقارية الذين باتوا يتلقون مكالمات متواصلة من العملاء. يقول سامر العدوان، صاحب مكتب عقاري في منطقة الجبيهة:
“الهاتف لا يتوقف عن الرنين.
الجميع يبحث عن شقق أرخص أو يحاولون التفاوض مع أصحاب العقارات للحصول على تخفيضات إضافية. التنافس أصبح شديدًا حتى بين أصحاب الشقق أنفسهم.”
حركة تنافسية في السوق
التنافس الجديد بين المستأجرين وأصحاب العقارات أوجد معادلة جديدة. يقول محمود خليل، مستأجر شاب في منطقة صويلح:
“كنت أدفع 400 دينار لشقة متواضعة، ولكن بعد التفاوض مع المالك حول أسعار الشقق المتوفرة في المنطقة، حصلت على نفس الشقة مقابل 300 دينار فقط. هذه الحركة تجبر أصحاب العقارات على تقديم عروض أفضل للمستأجرين.”
نظرة مستقبلية
مع تزايد الأحاديث حول استمرارية هذا الانخفاض، يبدو أن السوق العقارية في الأردن تدخل مرحلة جديدة. الانخفاض في الأسعار فتح أبوابًا جديدة أمام المستأجرين لتأمين سكن أفضل أو توفير جزء من دخلهم الشهري. وفي الوقت ذاته، يضغط هذا التغيير على المستثمرين العقاريين الذين باتوا أمام تحديات إعادة تقييم استثماراتهم.
خاتمة
سوق الإيجارات الأردني يشهد تحولًا دراميًا، يصفه البعض بأنه “إعادة هيكلة غير مخطط لها”.
وبينما يطارد المستأجرون العروض الذهبية في مختلف المناطق، تبقى أعين المراقبين على المدى الزمني الذي ستستمر فيه هذه الموجة من التغيير، ومدى قدرتها على تشكيل مشهد اقتصادي جديد يخدم الجميع.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-JEo