كشف رئيس اتحاد الجمعيات السياحية، ميشيل نزال، عن تراجع معدل زوار مدينة البترا خلال الاربع سنوات الماضية بنسبة 47 %.
وبين نزال، خلال ندوة بعنوان: “قطاع السياحة في الاردن”، اقيمت في جامعة العلوم التطبيقية الخاصة، ان اعداد الزوار لمدينة البترا تراجع من 819 زائرا خلال العام 2010 الى 423 زائرا خلال العام 2014.
ووفق دراسة وتحليل عدد من أهم المؤشرات السياحية للفترة ما بين العام 2010 وحتى نهاية العام 2014، فإن ابرز ما يعانيه القطاع السياحي يتمثل في تدني نسب الاشغال في منطقة البترا، بحيث لم تتجاوز نسبة الـ 20 %؛ حيث إنخفض عدد زوار المدينة الوردية بنسبة كبيرة بلغت 49 % مقارنة مع العام 2010 رغم كونها مدينة أثرية وسياحية عالمية تعتبر استثمارا ناجحا لأي دولة.
وبين ميشيل أن استمرار انخفاض اعداد زوار مدينة البترا خلال العام الحالي سيجبر أصحاب المنشآت الفندقية على إغلاق أبوابهم في ظل ارتفاع تكاليف وحجم الضرائب المفروضة على الفنادق.
واشار الى أن ﻗطﺎع الخدمات السياحية والفندقية يعتبر ﻗطﺎﻋﺎً واسعا ومتكاملا ويحتاج اﻟﻰ تضاﻓر الجهود لتقديم أفضل الخدمات وبأفضل ﺻورة ممكنة للضيوف السياح.
ويشمل القطاع السياحي عددا من القطاعات منها قطاع الفنادق، المطاعم، مكاتب السياحة والسفر، الأدلاء السياحيبن، الحرف الشعبية والنقل السياحي المتخصص.
وبين انه ونظراً لتعدد المواقع والمناطق السياحة في الأردن فإن هذا يتطلب العناية بالاستثمارات القائمة لتحفيز إستثمارات جديدة يكون أساسها إنشاء مالا يقل عن 30 ألف غرفة فندقية في المملكة موزعة على كافة المحافظات.
وشكلت عائدات السياحة في الأردن ما نسبته 14 % من ناتج الدخل القومي المحلي لسنوات عديدة، إلا أن نسبة مشاركة القطاع السياحي بالناتج المحلي انخفضت نتيجة لعدم وجود أي زيادة مؤثرة في الدخل السياحي للسنوات الأخيرة تتناسب وزيادة فرص الجذب السياحي.
وقال أن الدخل السياحي تراجع بنسبة %4.2 ليبلغ حوالي 2.191.3 مليون دينار خلال الأحد عشر شهرا الأولى من العام 2013 مقابل حوالي 2288.3 مليون دينار خلال ذات الفترة من العام 2012، متأثرا بتراجع أعداد الزوار خلال هذه الفترة وخاصة الزوار القادمين بغرض العلاج.
ووفق نزال، فإنه ورغم أنه في بلد سياحي كالأردن يجب ان يسهم قطاع السياحة بحوالي 10 % على الأقل من الناتج المحلي الإجمالي، إلا أنه عملياً تبلغ المقبوضات السياحية حوالي 5.2 مليار دينار فإذا كانت القيمة المضافة في حدود 35 % فإن اسهام السياحة يقل عن 4 % من الناتج المحلي الإجمالي، كما تُشير الإحصاءات إلى انخفاض عدد سياح المبيت في المملكة بنسبة 23 % مقارنة بالعام 2010.
ونظراً لأهمية القطاع السياحي والذي “نعول عليه لخلق مائتي ألف فرصة عمل في العشر سنوات المقبلة، فإن العنصر البشري يعتبر عموداً أساسياً لتطور القطاع.
ويعد العنصر البشري من العناصر المهمة التي تحتاجها المنشآت السياحية لأنها المحرك الاساس لجميع النشاطﺎت.
ويوفر القطاع السياحي حوالي 42 ألف فرصة عمل مباشرة، بينما يقدر عدد العاملين فيه بشكل غير مباشر بحوالي 130 ألف، ما يعني استفادة أكثر من 800 ألف مواطن من العوائد الاقتصادية للسياحة، وتهدف الخطط الحالية إلى رفع عدد فرص العمل إلى 51 ألف، بالإضافة إلى خلق أكثر من 300 ألف وظيفة جديدة مباشرة وغير مباشرة في القطاعات المتعلقة بالسياحة.
فرص العمل في القطاع السياحي
وأشار نزال إلى أنه بات باستطاعة طلاب الثانوية العامة الالتحاق بمساق “التوجيهي الفندقي”، كما يتم تأهيل الأيدي العاملة الأردنية من خلال كلية الأردن الجامعية التطبيقية للتعليم الفندقي والسياحي هذا بالإضافة لازدياد عدد الجامعات الأردنية التي تدرس تخصص الفندقة والسياحة، وساهم نمو القطاع السياحي بخلق وتطوير الآلاف من المؤسسات والأعمال المتوسطة والصغيرة في جميع أرجاء المملكة، كما شجع دور المرأة في الاقتصاد الوطني حيث تشير الإحصائيات إلى أن المرأة الأردنية تشكل 10 % من العاملين في القطاع. واشار نزال الى انه ما زال هناك بعض التحديات التي تواجه القطاع السياحي والتي تتضمن انشاء ودعم هيئة يديرها القطاع لتنظيم الانشطة المتعلقة بالموارد البشرية والاشراف على اعداد خطة للقوى العاملة في قطاع السياحة لدعم بناء القطاع ووضع سياسات سوق العمل وتطبيق المبادرات التي تهدف الى تقوية قاعدة الموارد البشرية وتحقيق المهنية والحرفية في القطاع.
واضاف نزال أنه ولزيادة أعداد السياح والزوار للمواقع السياحية يجب دعم التسويق السياحي من خلال زيادة مخصصات هيئة تنشيط السياحة والتشاركية بين القطاعين العام والخاص هي من أهم عوامل النجاح وتطوير العملية السياحية وزيادة أعداد السياح.
ولفت الى ان اهم التحديات التي تواجه القطاع السياحي تدني نسب الاشغال المستمرة في مختلف مناطق المملكة ومنها منطقة البحر الميت، مأدبا والبتراء، والتي لم يتجاوز معدل نسب الإشغال فيهاالـ 35 % منذ 3 أشهر، إضافة الى إنتكاسات في وضع القطاع الفندقي في منطقة البتراء، والتي نتج عنها إغلاق 6 منشآت فندقية وارتفاع تكاليف وحجم الضرائب المفروضة على الفنادق وارتفاع أسعارمدخلات المنتج السياحي في الأردن كالكهرباء والماء والمواد الغذائية تسبب بتراجع الحركة السياحية بشكل عام وخاصة القطاع الفندقي، حيث تبلغ تلفة الطاقة 40 دينارا من ثمن الغرفة الفندقية في المواقع السياحية، ما يؤثر على تنافسية القطاع مع دول الجوار وجود عدد من المعيقات لإستكمال مشاريع الطاقة المتجددة.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-67o