من سياحة السعودي.. ماليزيا أنموذجاً

admin
مقالات
admin15 يونيو 2012آخر تحديث : منذ 12 سنة
من سياحة السعودي.. ماليزيا أنموذجاً

اراء2  - مجلة مال واعمالللأمانة لا ينغصك سوى عباءة سفر لا يزال الكثير يلبسها حتى أصبحت (مخصَّرةً) كخصوصية موصومة بمجتمعنا في ثقافة سياحته نحو نفس المدن، التجمعات والتسوق، الطقوس والبحلقة نحو المرأة وكيفية حجابها ولبس عباءتها

أصبح لدى أغلب السعوديين علاقة وشيجة وغير آيلة للانقطاع من الترحال والسياحة في العشرين سنة الأخيرة الماضية، حتى أصبح السفر لدى الأجيال يتمركز بين العادة والاستمتاع والهروب أحياناً!
يرتحل السعوديون اليوم بالملايين نحو كثير من الدول المعروفة والمدن المشهورة، ومؤخراً بدأت (هجرة) السعوديين السياحية نحو دولة ماليزيا كقِبلة للعرسان والأسر المحافظة.. فارتبطت القناعة لديهم بتميز دولة أنيقة صنعت في عشر سنوات فقط طفرة تنموية فريدة جعلت صناعة السياحة جزءا من اقتصاد دولة مغرية للعالم بأسره كي يستمتع بسحرها الشهير!

في ماليزيا لن تجد تنغيصاً ملموساً في سياحتك كما يقابلك في كثير من الدول السياحية، وللأمانة لا ينغصك فيها سوى عباءة (سفرنا) التي نلبسها ولا يزال الكثير يعيشها حتى أصبحت (مخصَّرةً) ولن تجد أضيق منها وهي (خصوصية) مجتمع في ثقافة سفر؛ في الطقوس، الأكل، التجمعات والتسوق، والبحلقة نحو المرأة (السعودية) وكيفية حجابها ولبس عباءتها.. ونظرات ازدرائية نتسابق عليها ولا يسبقنا أحد عليها!
يزور ماليزيا سنوياً أكثر من 20 مليون سائح من جميع أنحاء العالم، ويعتقد كثيرنا ضمن موسوعتنا (الأفضل) أن نسبة السياح السعوديين هي الأكثر تحديداً، ولكن الواقع هو توقيت زيارتهم في الصيف فقط ليخيل لهم أنهم المحرك الأول اقتصادياً وسياحياً ودينياً… وبالأرقام نجد تناقضاً، إذ لم يتجاوز السياح السعوديون للعام الماضي (1%) فقط بعدد 150 ألفاً من مجموع 23 مليون سائح!

في ثقافة سفرنا نجد نظرة مفروضة داخل خارطة سفر ذهنية تتمركز في كل بلد، فتجدنا كسرب من النمل يجر بعضه البعض طوال الرحلة نحو نقطتين في الغداة والآصال، فبين لوبي فندق فينيسيا إلى سوليدير بيروت، والشانزليزيه إلى ميدان شارل ديجول ومنطقة مونبارناس في باريس، وشارع إدجوار رود إلى مقاهي منطقة نايتسبريدج ومحيطها في لندن، وفي كوالالمبور هبة السفر الفكرية تستمر في شارع العرب (Bukit Bintang) ليأتي في مقدمة المزارات كشارع ليلي حيوي مزدحم بالمارة ومحلات المساج، يميزه وجود بعض المطاعم العربية وبعض الفنادق والأسواق المكررة، فاختلفت الآراء حوله من ناحية استحقاقه لهذه السمعة وأهمية زيارته أو حتى السكن به، ولكن يبقى تميزه في (بحلقة) العربان لبعضهم البعض، ومفاخرة بين أطول لي شيشة وأكبر صحن كبسة بالتبولة! أما سياحة المدن والجزر فنجدهم لا يتعدون زيارةً بين جزيرة بينانج ولنكاوي.. وبهذا أجزم أن كل من أتى إلى ماليزيا ولم يزر سوى تلك المناطق فهو لم يزرها وقد فوت على نفسه سحر ماليزيا الحقيقي.

مجلة (Roro) المختصة في السياحة تبين في تقرير لها عن ماليزيا، أن السياحة البيئية فيها مليئة بالخبرات الغنية والغريبة في الطقس الاستوائي الرائع، لتعد ماليزيا واحدة من أكثر البلدان الاثني عشر الضخمة المتنوعة بيولوجيا في العالم.
ولعلنا هنا ننتقل إلى كثير من المناطق الزاهية التي لا يعرفها كثير من السعوديين في سياحتهم، لنبدأ من ولاية (صباح) حيث جزر تانجون أرو، لايانج، تيجا بارك والسلاحف، وشواطئ بالوك وبيساره وشريتنغ، وشرقاً تنطلق إلى ولاية (سراواك) لتنضم إلى متعة منتزه باكو القومي، وشواطئ سانتو، وبجانبها ولاية (ترينجانو) صاحبة بحيرة كنيار، وجزيرة كاباس وتنجول وبرهنتيان، وعاشر ملكة جمال جزر العالم جزيرة (ريدانج) التي يزورها الآلاف من كل دول العالم سنوياً، أما في الجنوب نحو ولاية (جوهور بارو) فيبهرك عالم (باتو باهات) المائى، وجزيرة سيبو، وميناء مريسينج، وشواطئ ديسارو، وجزيرة تيومان، وفى ولاية (بيراك) تجد منتجع وملاهي بوكيت ميراه وجزيرة بانكور لاوت، بانكور، وسمبيلان، ومرفأ لوموت..!

أجمل مناطق ومدن العالم السياحية غير مشهورة لدينا ولا يعرفها قاموسنا أو مكاتبنا السياحية وناقلنا الوطني، لا نريد أن نتعرف عليها، نريد أن نقلد أو نتبع كيفما اتفق، تلك حقيقة طريقة تفكيرنا وثقافتنا في السفر وفي غيره بـ(هذا ما وجدنا عليه آباءنا) لتجعلنا نرابط في اتجاه واحد نحو التبعية والخصوصية، ضعف ثقافة السياحة لدينا كغيرها من الثقافات فهي جزءٌ لا يتجزأ من خارطتنا الذهنية نحو أنفسنا وعدم تقبل كثير من الأفكار الجديدة.. السفر فنٌ جميل وغاية خلابة لمن يريد أن يعرف أهمية الحياة والوقت والجمال فقط!.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.