أطلق «منتدى أم آي تي لريادة الأعمال» في العالم العربي المسابقة العالمية «ابتكر من أجل اللاجئين»، بهدف إيجاد حلول مبتكرة طويلة الأمد تعالج أكثر التحديات خطورةً التي يواجهها اللاجئون، وذلك بالاعتماد على أحدث الابتكارات والتطورات في عالم التكنولوجيا. ويشهد العالم اليوم أكبر أزمة لجوء منذ الحرب العالمية الثانية، بعدما ارتفع عدد اللاجئين إلى أكثر من 20 مليوناً.
وجاءت فكرة المسابقة، التي تصل قيمة جوائزها إلى 80 ألف دولار، حين شعرت مؤسسة ورئيسة «منتدى أم آي تي لريادة الأعمال» في العالم العربي هلا فاضل، بالعجز والضعف مع تفاقم حدة الأزمة، إلا أن هذا الشعور تلاشى، مفسحاً في المجال لبصيص أمل غير متوقع حين رأت لاجئين جالسين حول محطة شحن للهواتف الذكية.
وكان رامي، اللاجئ السوري البالغ من العمر 20 سنة، يشحن بطارية هاتفه لمساعدة شقيقته في إنجاز فروض مادة الرياضيات على تطبيق طوّره بنفسه. وخلال الفترة ذاتها، اختتمت الجمعية الداعمة للابتكار وريادة الأعمال التي ترأسها فاضل «منتدى أم آي تي لريادة الأعمال في المنطقة العربية»، أعمال النسخة التاسعة من مسابقة الشركات الناشئة في المنطقة العربية. وتقدم للمنافسة في هذه المسابقة عدد غير محدود من الفرق التي إما تضم لاجئين وإما تقدّم حلولاً لأزمة اللجوء تستند إلى التكنولوجيا. وعندها، أدركت فاضل أن من الممكن استخدام الابتكارات التكنولوجية لمساعدة اللاجئين.
وبالفعل، شكّلت الحلول المتنافسة في هذه المسابقة مصدر إلهام حقيقي. فأحد المشاركين، واسمه لؤي، طوّر جهاز تكرير خاصاً به لتنقية المياه وتحويلها إلى مياه صالحة للشرب. واضطر المهندس لؤي إلى ترك مدينته حلب، حيث كان يعمل على تطوير جهاز مماثل، ولم يكن يدرك قبل ذلك مدى خطورة المشكلة التي يحاول حلها إلى أن اختبر ندرة توافر المياه في مخيمات اللجوء.
أما ياسر، وهو متنافس آخر في المسابقة التي نظمتها منظمة «جسور» التي تأسست على يد مغتربين سوريين داعمين لتنمية وطنهم، فأنشأ تطبيق خاص للتوظيف للاجئين. وعبر هذا التطبيق، يستطيع اللاجئون عرض ومشاركة مهاراتهم على بوابة إلكترونية من جهة، ويستفيد أشخاص من الدول المضيفة من هذه المهارات لإنجاز مشاريع قصيرة الأمد. وهذا يساعد في تفادي العقبات القانونية في التوظيف التي يواجهها اللاجئون في معظم الدول المضيفة. واليوم، بدأ ياسر العمل على تخطي تحدٍ آخر وهو التسويق لتطبيقه لزيادة أعداد مستخدميه ورفع مستوى فاعليته إلى حده الأقصى.
يُذكر أن معظم اللاجئين من الفئة المتعلمة، فنسبة استخدام الهواتف الذكية بينهم عالية جداً ومنتشرة في كافة الفئات العمرية. ووفق إحصاءات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، تصل نسبة استخدام الهواتف الذكية إلى 86 في المئة ونسبة الوصول إلى الإنترنت إلى رقم مشابه.
وإضافة إلى ذلك، فإن أعداد اللاجئين المحصلين لمستوى علمي مرتفع لا يستهان بها، فليس من النادر إيجاد أطباء ومعلمين ومبرمجين بينهم. يُذكر أن مجتمعات اللاجئين مجتمعات شابة جداً، فيصل معدل الأعمار فيها إلى 30 عاماً تقريباً. وتهدف مسابقة «ابتكر من أجل اللاجئين» إلى الاستعانة بالطاقة والإرادة الصادقة عالمياً، لطرح حلول تكنولوجية لهذه الأزمة وإشراك اللاجئين.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-e5I
