الأخوين أورفيل وويلبر …
حلم تحول الى الصناعة الاشد منافسة في العالم
يعود الفضل في صناعة الطائرة الحديثة للاخوين أورفيل وويلبر من ولاية كارولينا الامريكية حينما ترجموا خلاصة تجاربهم التي بدأوها عام 1871 الى حقيقة على ارض الوقع من خلال صناعتهم لاول طائرة عام 1903 حيث استطاعوا صناعة اول طائرة تحلق على ارتفاع مئة متر، ولمدة وصلت إلى ساعة وربع وعلى مسافة وصلت إلى 36 متراً، وبعد ذلك تابعا تطوير
الطائرة
صناعة الطائرات بين الحرب والسلم
وتحديثها وعمل العديد من التصميمات والاشكال الجديدة لها…
وباختراع الاخوين أورفيل وويلبر للطائرة انطلقت الشرارة الاولى في التحول في عالم النقل من البحري والري الى الجوي اضافة الى تغيير منهجيات الحروب من البرية والب
حرية ايضاً الى الجوية.
وبقيت الولايات المتحدة الامريكية صاحبة المبارة رائدة صناعة الطيران في العالم حتى وقتنا الحالي مستحوذة على حصة السد من صناعة الطائرات المدنية والعسكرية، وحتى السبعينات من القرن الماضي كانت نسبة استحواذها على صناعة الطائرات تشكل نسبة 85 % من الانتاج العالمي ولا نغفل انها خلال الحرب العالمية الثانية انتجت قرابة 300 الف طائرة مما عزز من قوتها العسكرية وانهاء صراعات كبيرة بين دول العالم.
ومع مرور الوقت اصبحت الدول تغير مفاهيمها نحو وسائل النقل وتوجه امكانياتها نحو صناعة الطيران وكما سيظهر في التقرير الذي اعدته مال واعمال عن تأثيرات صناعة الطائرات على مجريات الاحداث في الحروب وعلى حركة النقل بشقيها التجاري ونقل الركاب، ولاجل ذلك اقامت الدول الكبرى مصانع متطورة لصناعة الطائرات وزادت مع مرور الوقت حدة المنافسة بينهم في مجال صناعة الطائرات شكلاً ومضموناً.
صناعة الطائرات بين الحرب والسلم
ونظراً لزيادة الطلب على الطائرات الاكثر سرعة والاكبر حجمًا بدأت مصانع الطائرات في عام 1935 تتسابق لإنتاج لطائرات النقل فظهرت بوينج 247 الأمريكية ودوجلاس دي سيـ3 التي اصبحتا أكثر طائرات النقل شهرة في العالم وتوالت الشركات الامريكية على انتاج وتصنيع طائرات الركاب نظراً لاهميتها في النقل الى ان وصل عدد الركاب في عام 1938 3.5 مليون راكب كان نصيب خطوط الطيران الامريكية منها الثلث تقريبا، وفي عاما 1938 اصبح التركيز على صناعة الطائرات الحربية من قبل المانيا واليابان وامريكا التي انتجت قرابة 300 الف طائرة حربية
مع انتهاء الحرب العالمية الثانية.
ومع بدايات السبعينات من القرن الماضي تغيرت نظرة العالم نحو صناعة الطائرات لتسير بخطين متوازيين ما بين التصنيع العسكري والمدني ومابين صناعة طائرات اسرع من الصوت والطائرات النفاثة والايرباص لنقل الركاب وذلك في منتصف السبعينات وتوسعت الاستخدامات لتشمل الاستخدامات التجارية، كما عمدت الدول الى تطوير صناعة الطيران المدني وتشغيل الطائرات لأغراض غير عسكرية من خلال ضخ اموال هائلة للنهوض بها.
امريكا رائدة صناعة الطائرات في العالم
صناعة الطائرات هي الصناعة التي تدعم الطيران عن طريق بناء الطائرات وتصنيع قطع الغيار اللازمة لصيانتها، وتشمل صناعة الطائرات وقطع الغيار المستخدمة فيها والتي تنتج حسب المواصفات المحددة من قبل الجهات الرقابية العالمية بحسب المواصفات والمقاييس الصادرة من الجهات الحكومية، ونظراً لضخامة هذه الصناعة اقامت الشركات الكبرى مصانع اما تابعة لها او بالتحالف مع شركات اخرى لانتاج بعض اجزاء الطائرات كالاكترونيات وقطع الغيار ففي امريكا ما يقارب 1300 مصنع وهنالك مصانع منتشرة في كل من المانيا وروسيا وفرنسا والبرازيل وبريطانيا أسبانيا وكندا والهند والصين والبرازيل واليابان وجنوب إفريقيا والمغرب والامارات، وتنتج مصانع الطائرات في العالم ثلاثة أنواع رئيسية من الطائرات تنحصر في طائرات الطيران العام
وطائرات النقل التجاري والطائرات الحربية.
صناعة الطيران المدني
أولى مصنعي الطائرات في العالم اهمية كبيرة للطيران المدني فهو إحدى فئتين رئيسيتين للطيران التي تتمثل في الطيران التجاري ونقل الركاب، وقد رافق حالة التطورعلى صناعة الطيران تطور في المطارات وتحديثها لاستقبال الطائرات والخدمات الوجستية، واصبح هنالك تنظيم للملاحة الجوية للحفاظ على امن وسلامة الطيران الدولي من خلال المنظمة الدولية للطيران المدني.
أكبر 10 دول في مجال صناعة الطائرات في العالم
تستحوذ أكبر 5 دول في صناعة على 80% من حجم الصادرات العالمية بها، وعلى مدى العقد الماضي قفز عدد ركاب الطائرات من مليارين إلى 3.5 مليار راكب سنويًا، ووفقًا لشركة “ديلويت” المتخصصة في الخدمات المهنية سوف تتزايد أعداد المسافرين وحركة الشحن الجوي بمتوسط معدل نمو سنوي 4.8% و4.2% على التوالي.
وعلاوة على ذلك فقد ساعدت التطورات التكنولوجية على تحسين كفاءة الطائرات ومقصورتها وزيادة معايير السلامة والحد من الضوضاء، إذ طورت شركة إيرباص طائرتها “A330 neo”، وطورت بوينج طائرتها “777x”.
وفيما يلي أكبر 10 دول في صناعة الطائرات بحسب حجم الصادرات لعام 2017.
الولايات المتحدة
قيمة الصادرات: 146 مليار دولار
هي أكبر الدول في صناعة الطائرات في العالم، حيث يعمل في هذه الصناعة نحو 500 ألف موظف بشكل مباشر في الدولة، كما تدعم أكثر من 700 ألف وظيفة في الصناعات التابعة لها، وتبلغ قيمة صادراتها 146 مليار دولار.
وتعتبر أمريكا دولة رائدة في تصنيع الطائرات المدنية الكبيرة وإحدى أكبر الدول الموردة للطائرات العسكرية، ويوجد بها أهم شركات تصنيع الطائرات في العالم وهما شركتا بوينج ولوكهيد مارتن.
فرنسا
قيمة الصادرات: 53.4 مليار دولار
تمثل صادرات الطائرات والمروحيات والمركبات الفضائية 9.3% من إجمالي صادرات فرنسا، في حين تمثل قطع غيار الطيارات 1.6% من الصادرات، وتبلغ قيمة صادراتها من الطائرات وقطع غيارها 53.4 مليار دولار.
واكبر شركاتها إيرباص إحدى أكبر الشركات المصنعة للطائرات في العالم، وهي مجموعة تضم أكثر من 500 شركة لصناعة الطائرات، والتي يعمل بها 120 ألف موظف.
ألمانيا
قيمة الصادرات: 44.6 مليار دولار
شهدت صناعة الطائرات في ألمانيا نموًا كبيرًا على مدى العقدين الماضيين، وزادت إيراداتها الى أكثر من 4 أضعاف، ويستثمر القطاعان العام والخاص بشكل كبير على البحث والتطوير، ولدى الدولة أكبر معدلات الإنفاق على البحث والتطوير، تبلغ قيمة صادرات هذه الصناعة 44.60 مليار دولار وأشهرها شركة إيروسبيس Grob Aerospace.
بريطانيا
قيمة الصادرات: 21 مليار دولار
تلعب صناعة الطائرات في المملكة المتحدة دورًا مهمًا في الاقتصاد، إذ تبلغ مبيعاتها أكثر من 31 مليار، ويعمل بها 230 ألف موظف في 3 آلاف شركة، من بينهم شركة “بومباردييه” متعددة الجنسيات وشركة “بي أيه إي سيستمز”، وتبلغ قيمة صادرات الدولة في هذه الصناعة 21 مليار دولار.
كندا
قيمة الصادرات: 10.3 مليار دولار
أسهمت صناعة الطائرات في كندا بنحو 28 مليار دولار من إجمالي الناتج المحلي وبلغ عدد موظفيها 208 آلاف شخص العام الماضي، ويمثل التصنيع 70% من صناعة الطائرات، في حين تتركز باقي النسبة على عمليات الصيانة والإصلاح.
يوجد بها مقر شركة “بومباردييه” المصنعة للطائرات الإقليمية والتجارية، وتبلغ قيمة صادرات كندا في هذه الصناعة 10.30 مليار دولار.
سنغافورة
قيمة الصادرات: 6.7 مليار دولار
على الرغم من أن سنغافورة دولة صغيرة، إلا أنها تحتوي على 100 شركة لتصنيع الطائرات، وتعمل معظم هذه الشركات في مجال الصيانة والإصلاح والتجديد، وتمثل قطع غيار الطائرات نحو 2% من إجمالي صادرات سنغافورة، وتبلغ قيمة صادراتها في هذه الصناعة 6.7 مليار دولار.
اليابان
قيمة الصادرات: 14.73 مليار دولار
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية مُنعت اليابان من القيام بأي نشاط متعلق بتصنيع الطائرات، لكنها استثمرت بكثرة على مدار السنوات لتقترب من الولايات المتحدة وأوروبا في هذه الصناعة.
ويحقق قطاع الطائرات في اليابان مبيعات تبلغ قيمتها نحو 14.73 مليار دولار، ويبلغ حجم قطاع الفضاء نحو 3.16 مليار دولار، وتبلغ قيمة صادراتها في هذه الصناعة 5.1 مليار دولار.
إسبانيا
قيمة الصادرات: 5.1 مليار دولار
من أكبر الدول المصنعة للطائرات، وقد نمت هذه الصناعة ووصل حجم مبيعاتها إلى أكثر من 11 مليار دولار سنويًا، ويرجع ذلك إلى الاستثمار في البحوث والتطوير الذي يمثل أكثر من 10% من قيمة المبيعات، تُقدر قيمة صادراتها بـ 5.1 مليار دولار، ويوجد بها شركة “ITP” وهي إحدى أكبر الشركات المصنعة لمحركات الطائرات وأجزائها.
إيطاليا
قيمة الصادرات: 4.9 مليار دولار
تصل قيمة مبيعات صناعة الطائرات في إيطاليا إلى 20 مليار دولار، كما يعمل بها 50 ألف موظف، وتعد “Leonardo S.p.A” أكبر شركة في الدولة، وهي تملك شركة “Agusta Westland” ثاني أكبر شركات تصنيع المروحيات المدنية، وتبلغ قيمة صادرات صناعة الطائرات في إيطاليا 4.9 مليار دولار.
البرازيل
قيمة الصادرات: 4.8 مليار دولار
يوجد بها شركة إمبراير التي تنتج مجموعة متنوعة من الطائرات بما في ذلك العسكرية والتجارية، ولدى الشركة مصانع في البرازيل والبرتغال وأمريكا، وإضافة إلى ذلك تحتوي الدولة على نحو 50 شركة في مجال صناعة الفضاء، والتي تقوم بتصنيع الطائرات والصواريخ والأقمار الصناعية، وتمثل صادرات الطائرات نحو 2.4% من إجمالي صادرات الدولة، وتبلغ قيمتها 4.8 مليار دولار.
مع كثرة الأحاديث هذا العام عن حوادث الطائرات والعدد المرتفع من الضحايا خلال عام 2014م، لمَ لا نلقي نظرة على أبرز مصنعي طائرات الركاب حول العالم؟
بوينغ…
اكبر الشركات المصنعة للطائرات حول العالم
تستحوذ شركتي بوينغ وإيرباص على النصيب الاكبر من السوق العالمية والأكثر إنتاجًا للطائرات ذات الحجم الكبير، بينما نجد أن بقية الشركات تتخصص بشكل أكبر في طائرات رجال الأعمال والطائرات صغيرة الحجم نسبيًا.
بوينغ Boeing
تأسست الشركة يوم 15 يوليو 1916م في مدينة سياتل الأمريكية، ومقر الشركة الرئيسي يوجد حاليًا في مدينة شيكاغو، وتعتبر رائدة شركات تصنيع الطائرات حول العالم، تقوم بتصنيع طائرات مختلفة الاستخدامات والصواريخ والأقمار الصناعية وطائرات الهيليكوبتر المدنية، وتملك الشركة ثاني أكبر العقود الخاصة بإنتاج الأسلحة لوزارات الدفاع في العالم، وتعد بوينغ أكبر شركة تتحصل على أموال نتيجة عمليات التصدير من بين جميع الشركات الموجودة في الولايات المتحدة.
أبرز الطائرات التي تنتجها هي طائرة “Boeing 747 8” وهي ثالث أكبر طائرة في العالم بعدد 700 مقعد، وطائرة (Boeing 747 400) وهي رابع أكبر طائرة في العالم بعدد 624 مقعد، وطائرة (Boeing 747 300) وهي خامس أكبر طائرة في العالم بعدد 550 مقعد وطائرة “DREAMLINER 787”هي طائرة ركاب نفاثة مدنية ثنائية المحرك ذات بدن واسع ومتوسطة الحجم، طورتها شركة بوينغ لصناعة الطائرات المدنية، وتتراوح سعتها ما بين 210 و330 مسافرا.
إيرباص Airbus
تم تأسيسها في عام 1969 وهي شركة إنتاج طائرات فرنسية وواحدة من كبريات شركات تصنيع الطائرات في العالم، وتوجد مصانع الشركة في كل من فرنسا وألمانيا وإسبانيا والمملكة المتحدة بينما يقع مقر الشركة الرئيسي في مدينة تولوز الفرنسية.
ومن أبرز الطائرات التي تصنعها الشركة هي طائرة “Airbus A380 900” وهي أكبر طائرة ركاب في العالم بحمولة 900 مقعد، وطائرة “Airbus A380 800” وهي ثاني أكبر طائرة ركاب في العالم بحمولة 853 مقعد، وطائرة “Airbus A380 700” وهي سادس أكبر طائرة ركاب في العالم بحمولة 525 مقعد.
بومبادييه إيروسبيس Bombardier aerospace
هي شركة إنتاج وتصنيع طائرات كندية، وتتنافس هذه الشركة بقوة مع منافستها الشرسة شركة “Embraer” البرازيلية من أجل الحصول على لقب ثالث أكبر مصنع للطائرات على مستوى العالم خلف إيرباص وبوينغ.
ومن أبرز الطائرات التي تصنعها هي طائرة “Bombardier Global Express 5000” والتي تتسع لعدد 500 مقعد.
إمبراير Embraer
تأسست عام 1969 هي شركة إنتاج وتصنيع طائرات برازيلية تقوم بإنتاج طائرات ركاب وتجارية وعسكرية.
أبرز الطائرات التي تصنعها الشركة طائرة “Embraer 195” والتي تتسع لعدد 122 راكب، وطائرة “Embraer 190” والتي تتسع لعدد 110 راكب.
سيسنا Cessna
تأسست عام 1927وهي شركة طائرات أمريكية.
أبرز الطائرات التي تقوم الشركة بتصنيعها هي “Cessna 750″ و”Cessna 680”.
من هنا..
ان المتمعن بتاريخ وتطور صناعة الطائرات يجد انها شهدت تحولات كبيرة في استخداماتها لتصبح مكونا اساسيا في اقتصاديات الدول واحد الدعائم الرئيسية لعملية التنمية بشقيها الاقتصادي والاجتماعي وذات اسهاما كبيرة في تعزيز قوة مصنعي الطائرات اقتصاديا وسياسيا، ويتبين لنا ان التنافس اصبح شرساً بينهم ليتخطى النمط العادي في عمليات التصنيع الى التصاميم والزيادة في السرعة الاستخدامات المتطورة للتكنولوجيا، والزيادة ايضا في مدعمات الامن والامان والسلامة العامة للطائرة وراكبيها.
-
حصري لمجلة مال وأعمال يمنع اي اقتباس او اعادة نشر للموضوع الا اذا بإذن خطي تحت طائلة المسؤولية