مغربيات بأمريكا .. عصاميات وناجحات يتمسكن بأصولهن

سيدات أعمال
25 مارس 2016آخر تحديث : منذ 9 سنوات
مغربيات بأمريكا .. عصاميات وناجحات يتمسكن بأصولهن
ايمان لفحل
ايمان لفحل
ايمان لفحل

شهدت الجالية المغربية تغيرا كبيرا في الولايات المتحدة، خاصة مع بروز جيل من النساء المغربيات الطموحات والنشيطات اللواتي تمكن من فرض ذواتهن في مجالات مختلفة.

وتعتبر آمال ورجاء وهند مثالا لثلاث نساء يمثلن هذا الوجه الجديد المشرق للمغرب في بلاد العام سام، وذلك بفضل عزمهن واستقلاليتهن وكفاءتهن وتسلحهن بالطموح.

وفي حديث صحفي، باحت هؤلاء النسوة الثلاث عن سر نجاحهن واندماجهن الكامل في مجتمع الاستقبال، من دون إنكار لأصولهن ونسيان لثقافتهن.

وتعد ايمان لفحل تجسيدا للمرأة المغربية العصامية، ففي سنة 1999 وصلت إلى بلاد العم سام وبحوزتها إجازة في التدبير ومتسلحة بالكثير من الطموح، وهو الأمر الذي كان عاملا في زيادة فرص نجاحها.

واليوم تعتبر هذه المرأة، المنحدرة من مدينة الرباط، واحدة من النساء المغربيات والأمريكيات القليلات اللواتي يشتغلن في قطاع العقار، المجال الذي يهيمن عليه تقليديا الذكور في الولايات المتحدة.

وقالت هاته الأم لطفلين، التي تضم في رصيدها رقم مبيعات يصل إلى 145 مليون دولار منذ سنة 2005، إن “بداياتي كانت صعبة لأنه توجب علي مواجهة ثقافة ولغة لم أكن أعرفها جيدا، لكني قررت خوض كافة التحديات”.

واعتبرت آمال، رئيسة “ميترو هوم ماناجمنت”، وهي وكالة متخصصة في تدبير العقارات الفاخرة، أن شباب الجالية المغربية يمثلون جيلا جديدا لديه كل الطموح ويميل أكثر فأكثر نحو خوض مغامرة العمل في مجال المشاريع بهدف إنشاء مشاريعهم الخاصة.

وأضافت آمال، التي تشغل أيضا منصب وكيل عقارات رئيسي في “كيلر وليامز” واحدة من وكالات العقارات الأكثر شهرة في منطقة واشنطن الكبرى، أنه “علينا أن نكافح في كل وقت وبعزم”، وبالنسبة لها فإن المثابرة والصبر والعمل الجاد تظل مفاتيح للنجاح في أمريكا.

أما رجاء لغرايب، الشابة المنحدرة من الدار البيضاء والتي تقيم منذ ثلاثة عشر سنة في الولايات المتحدة، فهي تجسد مثالا آخر للمرأة المغربية المعاصرة ذات الكفاءة العالية التي نجحت في البصم على مسار مهني متميز في البنك الدولي وصندوق النقد الدولي لاحقا بفضل حصولها على تكوين متين في العديد من الجامعات المرموقة مثل ميريلاند وجون هوبكنز.

وقالت رجاء .. “عندما وصلت إلى الولايات المتحدة وجدت صعوبة في التكيف مع الثقافة والنظام التعليمي، لكني تمكنت في النهاية من الاندماج”، مشيرة إلى أن الشباب يفضلون أكثر فأكثر الولايات المتحدة كوجهة لمتابعة دراساتهم.

وأضافت إنه “من المفرح جدا اليوم رؤية العديد من النساء المغربيات يتابعن دراستهن في الجامعات الأمريكية المرموقة ويلجن إلى مناصب المسؤولية في عدة مجالات”.

واعتبرت رجاء، التي تستعد لإطلاق مشروعها للتمكين الاقتصادي للمرأة المغربية في العالم القروي، أنه ينبغي على الشباب المغربي في أمريكا الاستفادة من خبراته للاستثمار في تنمية بلدهم الأصلي.

من جهتها، غادرت هند الصايغ المغرب في تجاه الولايات المتحدة حيث استقرت مع زوجها في ولاية ميريلاند، وذلك بعد حصولها على درجة الماستر في العلاقات الدولية من جامعة الأخوين سنة 2007.

وقررت هاته المرأة، المنحدرة من مدينة الرباط، الالتحاق بجامعة مونغومري حيث تقوم بتدريس الأدب العربي منذ ثماني سنوات، فضلا عن كونها انخرطت بقوة في المجتمع المحلي من خلال تنظيم أنشطة تروم تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات.

وقالت هاته الأم لطفلة صغيرة.. ” كان لدي دائما اعتقاد بأن من واجبي بصفتي امرأة مغربية ومسلمة تمثيل على الوجه الصحيح لتراثي وثقافتي والانخراط من أجل تعزيز قيم السلام والاحترام المتبادل”.

وقد قاد شغف هند بالعدالة الاجتماعية وقيم التسامح إلى الانضمام إلى “كرامة”، وهي منظمة غير حكومية يوجد مقرها بواشنطن والتي تعمل في مجال الدفاع عن الحقوق المدنية للأقليات في الولايات المتحدة، وتبديد الأحكام المسبقة بشأن الإسلام ووضعية المرأة المسلمة.

ولا تخفي هند اعتزازها بالمغرب، البلد الذي يثير إعجاب الكثير من الأمريكيين باعتباره مثالا يحتذى في مجال حقوق المرأة وتعزيز التسامح الديني.

وقالت هند، والبسمة تبدو على محياها .. “إنه يسعدني رؤية محيطي القريب على وعي بالتزام المغرب لفائدة تعزيز التسامح الديني، خاصة الموقف الشجاع لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس الذي كان قد واجه القوانين العنصرية لحكومة فيشي والعناية التي أحاط بها رعاياه من الطائفة اليهودية، أو عقد مؤخرا قمة مراكش حول حماية الأقليات”.

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.