أنهت هيئة الصحة في دبي أعمال تحديث وتطوير معايير مراكز جراحة اليوم الواحد العاملة في الإمارة، بما يضمن تطبيق أفضل الممارسات الطبية، والقواعد والأصول المعمول بها عالمياً، ويكفل في الوقت نفسه المناخ الصحي الأكثر مأمونية، والخدمات الطبية عالية الجودة، بما يحقق رضا المرضى وسعادة المتعاملين مع هذه المراكز والمترددين عليها.
وقال المدير التنفيذي لقطاع التنظيم الصحي في الهيئة الدكتور مروان الملا، إن التحديث والتطوير طال أربعة مجالات رئيسة بالغة الأهمية في ما يتعلق بمراكز جراحة اليوم الواحد، وهي: المنشأة الصحية، والمهنيون الصحيون، والخدمات المقدمة، والتوثيق والتفتيش.
ونوه بأن الهيئة تنفذ مجموعة من المسارات التطويرية لرفع مستوى كفاءة المنشآت الصحية في دبي، وأن من بين هذه الإجراءات ما يلزم المنشآت بالحصول على الاعتمادات الدولية، التي تعزّز من ثقة المتعاملين تجاه المستشفيات والمراكز والعيادات المتخصصة، وما توفره هذه المنشآت من خدمات نوعية.
وقال إن الهيئة اتخذت العديد من الإجراءات لتعزيز اللوائح التنظيمية بشأن مراكز جراحة اليوم الواحد، لتحسين جودة وسلامة الرعاية الصحية في إمارة دبي، لافتاً إلى أن المراكز تقوم بدور فعال في تقليل العبء الواقع على المستشفيات، وأنه على الصعيد العالمي، فإن 70٪ من جميع العمليات الجراحية قد يتم إجراؤها في إطار «جراحة اليوم الواحد» بدلاً من «العمل الجراحي داخل المستشفيات»، ولذلك فإن المؤسسات الصحية العالمية ومن بينها هيئة الصحة بدبي، تعمل دائماً بشكل متواصل على تطوير المعايير والنظم التي تحكم الممارسات الطبية.
وذكر الملا: «بالنسبة لما تم تحديثه وتطويره من معايير تخص المجال الأول (المنشأة الصحية)، فسيتم تصنيف تراخيص مراكز جراحة اليوم الواحد الى أربع فئات تخدير (A,B,C-M, C)، وهذا يعني أن كل فئة من فئات مراكز جراحة اليوم الواحد ستكون مقيدة بدرجة تخدير معينة وأدوية تخدير محددة ونوع الخدمات والإجراءات المقدمة فيها».
وأوضح أنه يمكن فقط لمراكز جراحة اليوم الواحد من الفئة C توفير خدمات التخدير العام، ولا يُسمح لجميع مراكز جراحة اليوم الواحد إلا بمعالجة المرضى الأصحاء أو المرضى الذين يعانون أمراضاً بسيطة، بحيث أنه يجب عليهم وضع ترتيبات خاصة لكيفية نقل الحالات الطارئة تتوافق مع خدمات الإسعاف في دبي. كما يُطلب من جميع المهنيين الصحيين في مراكز جراحة اليوم الواحد توثيق إجراءات حالات الطوارئ لضمان إمكانية التطور للأفضل.
وأكد أنه لم يعد يُسمح لمراكز جراحة اليوم الواحد بإجراء تقييم ما قبل العمليات في مراكز مختلفة، على سبيل المثال، يجب إجراء جميع تقييمات ما قبل العمليات في المركز نفسه، ويجب أن يحصل المرضى على فترة تهدئة قبل تاريخ الجراحة، علاوة على ذلك، قام قطاع التنظيم الصحي بتحديث قائمة الأدوية وأجهزة الطوارئ التي يجب أن تكون متوافرة لإدارة حالات الطوارئ قبل نقلها إلى المستشفيات، ويجب على مراكز جراحة اليوم الواحد تقديم دليل على صيانة جميع المعدات والأجهزة الطبية.
وفي ما يتعلق بالمجال الثاني (المهنيين الصحيين)، أكد الملا أنه يجب أن يكون جميع المهنيين الصحيين في مراكز جراحة اليوم الواحد استشاريين أو أخصائيين، ويجب أن يكون هناك دائماً طبيب تخدير أثناء الجراحة للمراكز ذوي الفئات B، CM، C. ويحتم على جميع الأطباء وأطباء التخدير والممرضات العاملين على الجراحة أن يكون لديهم تدريب عملي / شهادة إنعاش القلب المتقدم أو شهادة إنعاش القلب المتقدم للأطفال حسب نطاق الخدمات، وتنفيذ الحد الأدنى من الإجراءات في السنة للحفاظ على الكفاءة في مجال عملهم، وستخضع إجراءات تجديد تراخيص أطباء التخدير إلى تقديم شهادة سارية المفعول بهذا الصدد، وسيقوم قطاع التنظيم الصحي بتقديم خطة لإعادة تقييم كفاءة أطباء التخدير في المستقبل.
بالإضافة الى وجود المدير الطبي في مراكز جراحة اليوم الواحد لإصدار امتيازات سريرية وفقاً لنطاق الخدمات المقدمة، ويشمل الامتياز السريري على سبيل المثال المستوى التدريبي للمهنيين، والكفاءة السريرية، والنتائج النهائية للعلاج وتقييم شكاوى المرضى.
وبالنسبة للمجال الثالث (الخدمات المقدمة)، أفاد الملا بأن قطاع التنظيم الصحي قام بمراجعة قائمة العمليات الجراحية حسب نوع مراكز جراحة اليوم الواحد، وذلك للحد من التجاوزات وسوء الممارسة. وأكد أنه يتوجب على الفريق الجراحي ضرورة الالتزام بقائمة التحقق من سلامة الإجراء الجراحي قبل وبعد العملية الجراحية التي تُعد جزءاً من أفضل الممارسات الجراحية، إضافة الى التقيد بمسار الرعاية الصحية المقدمة بمراكز جراحة اليوم الواحد.
أمّا المجال الرابع الذي خضع للتحديث والتطوير (التوثيق والتفتيش)، أكد االملا، أنه تم إعداد قائمة تضم نحو 20 مؤشراً رئيساً لتقييم الأداء كل ثلاثة أشهر من قبل قطاع التنظيم الصحي. وستستخدم هذه البيانات لتقييم مخاطر مراكز جراحة اليوم الواحد لاتخاذ الإجراءات اللازمة.
وأضاف: «قد يشمل ذلك على سبيل المثال لا الحصر إصدار إنذارات أو إصدار نقاط سوداء على الترخيص المهني أو إلغاء ترخيص مهني أو إغلاق الخدمات الجراحية أو المركز بالكامل. هذا بالإضافة الى وضع خطة للتفتيش الدوري المتكرر الذي يشمل الزيارات خلال أيام الأسبوع وأيام العطل الرسمية على مدار الساعة، معلنة أو مفاجئة، وذلك لضمان جودة خدمات مراكز جراحة اليوم الواحد ولضمان سلامة المرضى».
المصدر : https://wp.me/p70vFa-wGx