مدينة كان الفرنسية: معالم تجذب أكثر من نجوم السينما

4 يوليو 2016آخر تحديث : منذ 8 سنوات
مدينة كان الفرنسية: معالم تجذب أكثر من نجوم السينما

160701122428_vert_cap_cannes_640x360_jeromekelagopian_nocredit

مدينة “كان” الفرنسية هي عاصمة السينما الأوروبية. لكن، ماذا يتبقى عندما يغادرها المشاهير وتُطوى السجادة الحمراء؟
هناك الكثير… إذ تحظى هذه المدينة بالكثير من المعالم الجذابة تتجاوز بكثير أشجار النخيل التي تملأ واجهتها البحرية الأسطورية وشارع ” لا كروازيت” ومهرجانها الذي يجمع نجوم السينما والذي يمتد لـ12 يوماً.
غيّرت “كان” هيأتها لتصبح إحدى المراكز الفرنسية الرائدة في مجال السياحة والمعارض والمؤتمرات التجارية. وهي لا تظل خالية من الرواد والزائرين لفترة طويلة. فبعد مغادرة أكثر من 30 ألف من المهتميين بصناعة السينما، يتدفق إليها الزوار بأعداد غفيرة للمشاركة في الأنشطة والفعاليات التالية ليستمر نبض المدينة بالنشاط.
ومما لا يثير الدهشة فإن الأجانب يمثلون 55 في المئة من مليوني سائح يتدفقون إلى “كان” كل عام.

تقول فيرينا كون، مديرة المبيعات لدى فندق “انتركونتينانتال كارلتون” المولودة في المانيا والتي انتقلت لتعيش في “كان” قبل خمسة وعشرين عاما: “أحيانا لا تُقدر أهمية “كان” بشكل كبير كوجهة للتجارة والأعمال، وتوجد بنية تحتية شاملة هنا تستخدم لعقد المؤتمرات (المهمة) ويحضرها مسؤولون كبار.”
ومن خلال عقد مؤتمرات يحضرها أكثر من 300 ألف مشارك، وأكثر من 50 مؤتمراً وأنشطة وفعاليات للشركات تُعقد كل عام، تتلألأ “كان” في كل فصل من فصول السنة. كما يستقبل “قصر المهرجانات”، الذي جرى تجديده مؤخراً، 12 ألف و700 من المشاركين والمشترين أو وكلائهم في الأنشطة السمعيةـالبصرية (مهرجان MIPCOM) وهو أضخم مهرجان عالمي للبرامج التلفزيونية والمسلسلات العالمية) وثلاثة آلاف من الحضور في قطاع الموسيقى (MIDEM) و11 ألفاً من منتجي البرامج التلفزيونية (MIP-TV) في أوقات مختلفة من السنة.
أضف إلى ذلك “مهرجان أسود كان” للدعاية” الذي يقام في 25 يونيو/حزيران الحالي ويحضره 13 ألف و500 مشارك، و”مهرجان كان لليخوت” في سبتمبر/أيلول القادم والذي يجذب عادة أكثر من 45 ألف زائر يحضرون عروضه الملونة لأحدث النماذج في هذا القطاع، وتصبح الشوارع مكتظة بالزوار.
أما “قصر المهرجانات والمؤتمرات”، الذي جرى الانتهاء منه مؤخراً بتكلفة تقدر بـ23 مليون يورو (26 مليون دولار أمريكي)، وهو مركز ضخم للمؤتمرات، فإنه يحتوي الآن على 2300 مقعد جديد مقوس بشكل أنيق في “المسرح الكبير لويس لوميير” المصمم خصيصاً بشكل يحاكي أمواج البحر، إضافة إلى أنه مكان جديد للاجتماعات في موقع متميز يسمح بالاستمتاع بنظرة شاملة على البحر المتوسط.
“كان” أشبه ما تكون بقرية عالمية لصيد السمك، قرية عالمية رغم كونها صغيرة”، حسبما تقول شارون فارن، وهي مواطنة أيرلندية مقيمة منذ فترة طويلة في المدينة، وتعمل كمستشارة في تطوير الأعمال. وتضيف أن “كل أفراد المجتمع يساهمون في تطوير المدينة، حتى وإن لم يُشاهدوا في شارع ’لا كغوازيت‘.”

سيكون باستطاعة زوار المدينة، بحلول عام 2018، أن يستفيدوا من أحدث مشاريع المدينة والواقعة في “لا باستيد روج” بمنطقة ’لا بوكا‘ من المدينة، وهي منطقة جديدة للأعمال والترفيه وبها حرم جامعي يسع لألف طالب مخصص للتقنيات العصرية، وأبحاث الملاحة الجوية، وأستوديوهات الاتصالات والأستوديوهات السمعيةـالبصرية، إضافة إلى فندق ضخم.
والحدث الأبرز الذي ستشهده المدينة ويتماشى مع الروح السينمائية المتطورة لمدينة “كان”، هو إطلاق أحدث قاعات السينما في أوروبا في “لا باستيد روج”، وهي عبارة عن مجمع هائل يضم 12 قاعة للسينما مجهزة بتقنية “دولبي أتموس” للصوت المحيطي، إضافة إلى أربعة مطاعم وقاعة للعروض مخصصة لكبار الشخصيات.
جاذبية المدينة
تقول فيفي إينغ ـ أندرسن المتخصصة في رسوم الغرافيك والتي انتقلت إلى “كان” من النرويج قبل ثلاثة أعوام ونصف وأسست هناك شركتها الخاصة “وي كان ديزاين” إن “طريقة التعامل التجاري تختلف قليلاً عما هي عليه في الدول الاسكندنافية. تسير الأمور ببطء نوعاً ما، فإنشاء العلاقات يستغرق بعض الوقت وعليك أن تتكيف مع هذه الوتيرة. وبدلا من أن أظل حبيسة خلال فصول الشتاء المتجمدة (في النرويج)، بمقدوري أن آخذ حاسوبي إلى الشاطئ وأمارس عملي.”

وفوق كل ذلك، فموقع مدينة “كان” الساحر يعود عليها بفوائد كثيرة. يتفاخر سكان المدينة بأنهم يتناولون إفطارهم على الشاطيء تحت أشعة الشمس، وأنهم يقضون فترة ما بعد الظهيرة في التزحلق في أحد المنتجعات أو يلعبون كرة الغولف في إحدى غابات البلوط والصنوبر، وكلاهما لا يبعدان سوى ساعة بالسيارة.
“للمدينة خصائص مختلفة مميزة”، حسبما يقول كريستيان سينيكروبي، وهو مواطن من “كان” يعمل طاهياً في مطعم “السعفة الذهبية” بفندق ’غراند حياة مارتينيز” في مدينة “كان” والحائز على نجمتين بحسب معايير “ميشلين”. ويضيف بأن “هناك أيضا جانبا روحيا. إذا ركبت قارباً إلى إيلي لو سانت اونورا، ستجد أن الجو هادئ وسط الطبيعة، فهي تشبه الريفييرا قبل مائة عام. ينتج الرهبان، الذين يعيشون في دير أبيي دو ليغانز، نبيذهم الخاص بهم وزيت زيتون ممتاز، ونحن نقدم كليهما في مطاعمنا.”
ومع هذا، فهي أقل هدوءا من المناطق المجاورة مثل “نيس” و”سانت تروبيه”. وتقول ليز أكلاند، مديرة شركة “رايت فينيوز” ومقرها في مانشستر بالمملكة المتحدة والتي تعمل مع هيئات لتنشيط التجارة والأعمال إن “كان منتجع راق بمناخ رائع، ولكنها أيضاً مدينة نشطة في التجارة والأعمال. الجميع يستعد دائما لانعقاد المؤتمر التالي. بعد 15 سنة من إدارة شركتي في المملكة المتحدة، كنت مهيأة لتغيير نمط الحياة وقررت تأسيس حياة جديدة لي في جنوب فرنسا. وطالما أنت متمسك بآدابهم وقواعدهم، بقولك ’بونجور‘ و ’أورفوار‘، فإنك ستجد الناس هنا ودودين جداً”.
الوصول إلى هناك

يعتبر مطار ’نيس‘ ثاني أكبر مطار في فرنسا بعد باريس، ويوفر رحلات لأكثر من 100 وجهة في العالم مقدماً خدماته لـ 48 شركة من شركات خطوط الطيران، بما فيها ذات التكاليف المنخفضة من لندن وروما وجنيف. توجد خدمة حافلات مكوكية إلى “كان” (27 كم) كل نصف ساعة وتستغرق الرحلة 50 دقيقة، طيلة أيام الأسبوع، من الساعة الثامنة صباحا إلى الثامنة مساءً (مايو/أيار ـ سبتمبر/أيلول، حتى العاشرة مساءً) وتكلف الأجرة 22 يورو (25 دولارا أمريكيا)، أو ذهاباً وإياباً بسعر 33 يورو (37 دولارا أمريكيا). أما ركوب سيارات الأجرة (التاكسي) فهو مكلف إذ تبلغ ما بين 70ـ95 يورو (79ـ107 دولار أمريكي). الخيار الآخر هو أن تستقل الحافلة المكوكية إلى محطة قطار “نيس”، وقد تستغرق الرحلة إلى محطة قطار “كان”، التي جرى تجديدها مؤخراً، قرابة 45 دقيقة. وتقع المحطة في وسط المدينة، وتكلفة التذكرة تتراوح ما بين 7 ـ 10.80 يورو (7.85 ـ 12.12 دولارا أمريكيا) لرحلة ذهاب أو إياب.
للمسافرين من فئة رجال الأعمال بطائراتهم الخاصة، لا يبعد مطار ’كان موندليو‘ سوى 8.2 كم عن مدينة “كان”.
أماكن الاقامة
يقع فندق “انتركونتينانتال كارلتون-كان” بمواجهة البحر في “لا كروازيت”، حيث صوّر هتشكوك فيلمه “أن تمسك لصاً”. إنه أكثر المعالم الدالة على المدينة من الفنادق الفخمة (فئة الخمس نجوم) وله شرفة تتدفق إليها أشعة الشمس باستمرار وشاطيء رملي خاص ومطعم.
وللمكوث في فندق صغير عصري وبأجواء حميمة، هناك فندق “لو كانبيرا” من الدرجة الأولى (أربع نجوم) حيث تتوفر فيه 35 غرفة فسيحة وأسعار مقبولة ولا يبعد سوى 10 دقائق مشياً على الأقدام من ’القصر‘ (باليه). ومن جهة المرفأ، يوجد فندق “راديسون بلو 1835” الذي يتيح مناظر شاملة تطل على البحر المتوسط، إضافة إلى مسبح داخلي بماء دافيء ومنتجع صحي.

وجبة لشخص واحد
تكتظ شوارع المدينة بما يقرب من 500 من المطاعم والمقاهي، بما فيها مطاعم حاصلة على نجوم ميشلين. وعلى طريق صغيرة للمشاة بالقرب من محطة القطار، يقع مطعم “دا لورا” على الرصيف النابض بالنشاط. ويقدم المطعم وجبات لذيذة وأصلية من مطبخ شمال إيطاليا. وتتغير قائمة الوجبات باستمرار وتمتاز بأطباق مثل الشعرية مع المحار (لينغويني كون فونغولي) أو فطيرة الجبنة والكريم مع الريحان (بوراتا كون رافيولي).
إذا كنت تبحث عن مطعم صغير وحانة نبيذ بأجواء من الطراز القديم وبعيداً عن واجهة البحر، يوجد مطعم “لا كاف” الذي يقدم وجبة عشاء من ثلاثة أطباق بسعر ثابت هو 45 يورو (51 دولارا أمريكيا) وتضم أكلات تختص بها المنطقة بما فيها الخرشوف مع رقائق اللحوم بزيت الكمأة، ولحم الخروف المشوي مع الزعتر ومعها طبق “سوفليه غراند مارينيه”.
وللاستمتاع بأجواء طراز عصر “آرت ديكو” أمام البحر، يمكنك تجربة مطعم “لو غوليه” (في فندق غراند حياة مارتينيز) الحائز على جائزة السعفة الذهبية، والذي يديره كبير الطهاة كريستيان سينيكروبي البارع في صنع أطباق وجبات البحر المتوسط الطازجة تماماً. ويقدم المطعم الوجبات بأسعار معقولة.
أماكن ذات جاذبية خاصة
بجانب متاجر البوتيك للمصممين المعروفين، والشواطيء الرملية، يمكنك أن تتمشى على الشوارع الملتوية المرصوفة بالحصى والموجودة في الحي القديم، “لو سوكيه”، أو أن تتجول بين فيلات “بيل ـ إيبوك” المذهلة بحدائقها وافرة النماء الموجودة أعلى التلال الواقعة خلف المدينة، مثل ’فيلا دوميرغ” التي تستضيف في حدائقها حفلات موسيقى الجاز خلال مواسم الصيف. هناك أماكن أخرى مذهلة وجذابة، مثل “متحف بونرد” للفنون الذي أفتتح مؤخراً، والواقع في “كان لا بوكا” القريب، حيث عاش فيها يوما ما الفنان العظيم لا بوكا. إضافة إلى ذلك، توجد أنشطة وفعاليات ثقافية مبتكرة طوال العام.

يمكنك أن تخلو بنفسك بزيارة “جزيرة سانت مارغريت” الصغيرة التي تبعد 15 دقيقة بأن تستقل مركباً من مرفأ “كان” القديم والتوجه إلى “متحف البحر” (موزي دو لا مير)، وهو عبارة عن حصن قديم يحوي قطعاً أثرية قديمة تحت البحر وزنزانة.
وتقول فيرينا كون : “كان مدينة ساحرة في جميع الفصول. لا يتوقف الأمر فقط على صفقات التجارة والأعمال المعقودة في أماكن أو صالات الاجتماعات. التسوق الراقي أمر مضمون، إضافة إلى الاستمتاع بأشعة الشمس وتناول الوجبات الشهية واللذيذة، لكن الناس يستمتعون أيضاً بارتداء الملابس لحضور الأنشطة والفعاليات المسائية. وهنا المعنى الحقيقي للتواصل الاجتماعي.”

رابط مختصر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.