“لمصلحة السوق لابد من جني الأرباح”.. “نحتاج لالتقاط الأنفاس قليلا قبل مواصلة الصعود”.. “العائد ارتفع جدا بالسوق”.
كانت هذه أبرز تعليقات المحللين على المسار المتوقع للبورصة المصرية الأسبوع المقبل بعد موجة قوية من المكاسب صعدت فيها نحو 20% منذ الأول من أغسطس/آب.
وفقاً لـ”رويترز”، قفزت البورصة أكثر من 60% منذ بداية العام مسجلة أكبر مكاسب منذ عام 2005 بعد أن هوت بما يزيد عن 49% خلال 2011 عقب تفجر الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس حسني مبارك وما أعقبها من اضطرابات.
وقال هاني حلمي، رئيس مجلس إدارة شركة الشروق للوساطة في الأوراق المالية “من الطبيعي جدا أن نتراجع خلال الأسبوع المقبل. نحتاج للراحة قليلا من الصعود حتى نستطيع المواصلة. لدينا من الأخبار الإيجابية ما يدعمنا خلال الفترة المقبلة”.
وتعمل الحكومة المصرية على جعل البلاد أكثر جاذبية لإعادة الاقتصاد لمساره بعد أكثر من عام ونصف من الاضطرابات السياسية.
استمرار الصعود
وبلغت مكاسب المؤشر الرئيسي هذا الأسبوع نحو 2.9% لتواصل الارتفاع للأسبوع السادس على التوالي.
لكن إبراهيم النمر، رئيس قسم التحليل الفني بشركة نعيم للوساطة في الأوراق المالية يتوقع أن تستمر موجة ارتفاع السوق بلا هوادة.
وقال “سنواصل الصعود خلال الأسبوع المقبل. لم ننزل بنسب مثل 10-20% حتى نقول لابد من البيع. ما يحدث من جني أرباح الآن غير مقلق من وجهة نظري”.
أما إيهاب سعيد رئيس قسم البحوث بشركة أصول للوساطة في الأوراق المالية فيتوقع تراجع السوق خلال الأسبوع المقبل.
ويقول “هناك إشارات ضعف في الصعود خاصة على الأسهم القيادية. لا داعي للذعر من جني الأرباح”.
بينما يؤيد محمد النجار، رئيس قسم البحوث بشركة المروة لتداول الأوراق المالية توقعات صعود السوق خلال الأسبوع المقبل قائلا “الأرقام بالسوق تقول ذلك بوضوح”.
ويشرح السعيد وجهة نظره بضرورة تحرك المتعاملين لجني الأرباح قائلا “هناك مكاسب كثيرة تحققت للمتعاملين بالسوق ولم يخرجوا بعد. إذا قرروا الخروج في وقت واحد سننزل بقوة. لذا أفضل جني الأرباح الآن”.
وبلغت المكاسب الرأسمالية للأسهم المصرية خلال الأسبوع الجاري نحو 12.94 مليار جنيه (2.13 مليار دولار).
تراجع لإغلاق المراكز
وقال وائل عنبة، العضو المنتدب لشركة الأوائل لإدارة المحافظ المالية “أتوقع التراجع الأسبوع المقبل. جميع المؤسسات والصناديق ستحول أرباحها الدفترية إلى نقدية مع إغلاق المراكز بنهاية الربع الثالث”.
ويتفق معه عيسى فتحي، العضو المنتدب لشركة سوليدير لتداول الأوراق المالية في أن من المنطقي أن نتراجع قليلا الأسبوع المقبل. وقال “العائد ارتفع كثيرا بالسوق. هناك مغالاة في أسعار الأسهم بالسوق ولا تتناسب مع أوضاع الاقتصاد في البلاد”.
وطلبت مصر قرضا بقيمة 4.8 مليار دولار من صندوق النقد الدولي للمساعدة في سد عجز مزدوج في الميزانية وميزان المدفوعات تفاقم جراء عزوف المستثمرين والسياح، بسبب الاحتجاجات الشعبية في العام الماضي وعدم الاستقرار الأمني.
استيعاب جني الأرباح
وقال محسن عادل، العضو المنتدب لشركة بايونيرز لإدارة صناديق الاستثمار “من الطبيعي أن نشهد انكماشا في شهية المتعاملين على الشراء بعد الصعود القوي الفترة الماضية. لا أتوقع أن نستمر كثيرا في جني الأرباح”.
ويرى عادل أن السوق قادرة على استيعاب عمليات جني الأرباح وتكهن بتعافي السوق في النصف الآخر من الأسبوع المقبل.
وقال “العوامل التي تدعم السوق على الارتفاع ما زالت مستمرة، وهي الاستقرار السياسي ومحاولة تحريك الأوضاع الاقتصادية الحالية”.
وعزز الرئيس المصري محمد مرسي سلطته على الجيش بعد أن أقال كبار القادة وشكل حكومة معظمها من التكنوقراط تبذل جهودا مضنية للحصول على مساعدات أجنبية لدعم الاقتصاد.
وقال رئيس الوزراء هشام قنديل خلال الاسبوع الجاري لمجموعة من المستثمرين الأجانب إن الحكومة الجديدة تلقت وعودا بقيمة 150 مليار دولار، مضيفا “لو استطعنا الحصول على 5 أو 7% من ذلك هذا العام فأعتقد أنه سيمكننا أن نصنع فارقا كبيرا في هذه الدولة”.