دافع محافظ بنك انجلترا مارك كارني عن قراره بالتدخل في الجدل بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي.
وكان كارني قد حذر من أن تصويت بريطانيا على الخروج من الاتحاد الأوروبي قد يسبب ركودا، وهو ما أطلق دعوات تطالب باستقالته.
لكنه قال في تصريح لبرنامج “أندرو شو” على شاشة بي بي سي إن رأيه كان مستقلا عن السياسة، ولا يمثل أي مؤشر لخيارات التصويت سواء بالبقاء أو الخروج من الاتحاد.
وأوضح كارني أن دوره هو “تحديد المخاطر، وليس إطلاق الأمنيات والآمال بأن المخاطر ستزول”.
وسيصوت الناخبون في الاستفتاء بشأن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو خروجها منه في 23 يونيو / حزيران المقبل.
وأكد أن تصريحاته بشأن احتمالات الركود، والتي أدلى بها أثناء مثوله أمام لجنة بوزارة الخزانة البريطانية قبل ثلاثة أيام، كان الهدف منها “المصارحة والشفافية” مع الشعب البريطاني.
ورفض كارني الآراء التي تقول إنه انتهك تعليمات النزاهة بالبنك، ونفى المزاعم التي تقول إن تصريحاته أكدت فقط على الجانب السلبي للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال: “توقعاتنا الرئيسية تتعلق بالبقاء (ضمن الاتحاد الأوروبي)، ونأخذ دائما بالسياسة الحكومية، وهذا هو النهج المعتاد لبنك انجلترا، لكننا نتناول بكثير من التفاصيل المخاطر التي تحيط بهذا الأمر”.
ورفض كارني أيضا الآراء التي تقول إنه تجاوز الحدود المسموح بها من خلال الإدلاء بتصريحات حول العضوية في الاتحاد الأوروبي”.
وردا على ذلك، قال محافظ بنك انجلترا: “بالطبع لا”، ولا يجب على البنك “الخضوع للضغط السياسي من أي جانب”.
وقالت لجنة السياسة النقدية بالبنك في أحدث بياناتها إن التصويت لصالح خروج بريطانيا من الاتحاد قد يسبب نموا وأيضا تراجعا في قيمة الجنيه الاسترليني وارتفاعا في معدلات البطالة.
واستغل المعسكر المؤيد لبقاء بريطانيا في الاتحاد تصريحات كارني. وقال وزير الخزانة جورج أوزبورن إن بريطانيا لديها الآن “تحذير واضح لا لبس فيه” من لجنة السياسة النقدية وكذلك محافظ البنك بشأن مخاطر الخروج من الاتحاد الأوروبي.
لكن وزير الخزانة السابق اللورد لامونت حذر من أن بعض المؤسسات مثل بنك انجلتزا أصبحت تتخذ مواقف سياسية.
وقال: “محافظ البنك يجب أن يكون حذرا من أن يسبب أزمة.”
“تدخل خطير”
ودعا جيكوب موغ، النائب البرلماني عن حزب المحافظين وعضو لجنة الخزانة، محافظ بنك انجلترا إلى الاستقالة، مشيرا إلى أنه تصرف بدون مسؤولية.
وفي مقابلة مع برنامج “مار شو” أجريت قبل المقابلة مع كارني، قالت وزيرة الطاقة اندريا ليدسوم المؤيدة لخروج بريطانيا من الاتحاد إن كارني أقدم على “تدخل خطير للغاية” في الجدل القائم بشأن عضوية بريطانيا في الاتحاد.
وأوضحت أن مهمة البنك الوحيدة هي ضمان الاستقرار المالي، مضيفة “إنهم (المسؤولون عن البنك) ليسوا في هذه المواقع من أجل إثارة اضطرابات مالية، وهذا هو ما فعلوه”.
وتوقعت أن كارني في نهاية المطاف “سيندم بشكل كبير على تدخله في السياسة”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-cAS