(إن التجار «مستغلون»، وأنا واحد منهم، منا «المحتكر» لسلع معينة، ومنا من يرفع أسعار السلع أضعافاً مضاعفة دون النظر لإمكانات الآخر، منا من يستورد سلعاً رديئة لا تتطابق مع المواصفات والمقاييس العالمية، والسعودية ويمكن أن تشكل خطراً على حياة البشر). هذه الأسطر من حديث نشرته الزميلة منى المنجومي، في «الحياة» (الخميس) مع نائب رئيس اللجنة التجارية بغرفة جدة واصف كابلي. وهذه الحقائق نعرفها منذ زمن بعيد، لكنها حينما تصدر من الغرف فهو أمر جديد، في الحوار طالب الكابلي بقوائم سوداء «للجشعين والغشاشين» لحماية التجار النزيهين، وهو أيضاً أمر غير جديد سبق وطالبت به لأجلهم، النزيه في بلادنا بحاجة للحماية من تجار وموظفين وكل المهن التي تخطر على بالك.
مما شدني في اللقاء الصريح نقاط، حيث علق واصف كابلي في موقع «الحياة» قائلاً: «الموضوع نشر بشفافية وصراحة..، ولكن العنوان مثير.. وكوني أتحدث بشفافية ضد التجار المتلاعبين أو المستغلين لا يعني كل التجار والمقال واضح لا يسيء إلا للسيء، وعندما أتحدث عن ذلك فأنا قبل كل شيء مستهلك وتاجر، ولست مستغلاً بل أدافع عن المستهلك وتخليص المجتمع ممن يسيء إلينا نحن التجار.. والمطلع فهم أنني أحد المستغلين.. الله يسامحكم على هذه الغلطة.. ومعليش طالما الهدف نبيل هو الإصلاح». انتهى أحببت نشر تعليقه «ورقياً»، فهو يستحق الشكر على صراحته، «طمن بالك» مؤكد أنك لم تعمم.
الثانية نقطة جوهرية، هي إشارته إلى مناقشات اللجنة التجارية للسلع الرديئة والمقلدة مع رفع توصيات!، وبلادنا ولله الحمد والمنة واحة للمناقشات والمطالبات والتوصيات، الطريف أن غرفة المتسببين في المشكلة توصي «كما ذكر» بحلها!.
لدي فكرة «صغينونة»، لو يتبناها أخونا العزيز واصف كابلي أو رئيس مجلس الغرف شيخ التجار صالح كامل، أقلها لأجل خاطر شباب نصحهم بسوق الخضار ومداخيلهم تتآكل من ارتفاع الأسعار، الفكرة لا تحتاج لتوصيات ولا رفع أو خفض، المسألة سهلة جداً، وبيد الغرف نفسها، أوقفوا خدماتكم عن التجار الجشعين الغشاشين ومستوردي السلع المقلدة، والذين فضحهم الملحق التجاري الصيني قبل سبع أو ثمان سنوات، ألا تريدون حماية التجار النزيهين، ولا أقول حماية الوطن!، لماذا تنتظرون وبأيديكم جزء «محرز»، كونوا جزءاً من الحل لا أساس المشكلة، خففوا «الغرف» قليلاً لا يطلع لكم يد أو رجل آدمي.
*نقلاً عن صحيفة “الحياة” اللندنية.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-Rf