هل نسارع فنبارك للشعب المصري الشقيق فوز الأخ العزيز مرشح الرئاسة في البلاد الدكتور محمد مرسي الموقر، أم ننتظر أياما معدودة فيذوب الثلج ويظهر ما تحته؟ هل نبارك لشعب الكنانة العريق نجاح ثورته ومضيها قدما نحو تحقيق آمال وأحلام الثائرات والثائرين، أم ننتظر ساعات قليلة، ينطلق بعدها الناخبون للإدلاء بأصواتهم في صناديق الاقتراع؟ هل نصدق الاتهامات للمجلس العسكري المصري، والمتثملة في كونه متآمر ضد الشعب الثائر وبالسارق لثورته، بل بالقيام بثورة مضادة، أم أن الثائرين وتيارات الإخوان المسلمين في مصر أصابتهم عين حاسدة؟
ترى هل ينخدع الشعب المصري العظيم بالتعهدات الزائفة وبالكلمات المعسولة المسمومة التي أطلقها مرشح الرئاسة الآخر الفريق المتقاعد أحمد شفيق والموصوف بأنه من فلول النظام المخلوع، والمتهم بأنه مرشح المجلس العسكري أو المجلس الذي يصفه البعض بأنه السارق للدماء الزكية لشهداء وشهيدات الثورة المصرية؟ ترى هل يفوز أحمد شفيق الذي شغل منصب آخر رئيس وزراء في حكومة المخلوع حسني مبارك، والمتهم بالمسؤولية عما بات يعرف بموقعة الجمل في ميدان التحرير بالقاهرة؟ أي أنه متهم بمحاولة القضاء على الثورة وقمعها في مهدها!
المصريون يمرون اليوم الجمعة 15 يونيو/حزيران 2012 بمرحلة صمت، تتوقف فيها الدعاية الانتخابية، حيث ينطلق الناخبون المصريون يومي السبت والأحد 16 و17 يونيو/حزيران 2012 إلى صناديق الاقتراع في الجولة الثانية أو ما يسمى بجولة الإعادة، وذلك للفرز بين مرشح حزب الحرية والعدالة أو المرشح الذي يمثل الثورة الشعبية المصرية الدكتور محمد مرسي، وبين مرشح فلول النظام المخلوع أو مرشح الثورة المضادة للثورة الأصلية أحمد شفيق.
المصريون أنفسهم هم من سيرسم معالم مستقبل مصر الجديدة، وهم الذين يوصفون بالجمال إلى حد كبير، وهي التي تصبر طويلا، لكنها سرعان ما تثور فتنتقم، ذلك إذا شعرت أن طاغية بشريا امتهن كرامتها. والمصريون مؤمنون، وهم بالتأكيد لن يلدغوا من جحر مرتين. إذا، هلم أيها الشعب المصري الشقيق العريق، وحافظ على ثورتك العظيمة، وابق حارسا لها حتى آخر المشوار، وإنه لصبر ساعة، حتى يتم إرساء قواعد العدالة الاجتماعية بين مختلف ألوان طيف الشعب المصري العريق، وحتى تنطلق المناطيد الزاهية للحرية والديمقراطية الحقيقية في الفضاءات الأوسع.
بقي القول، إن الأحبة والأشقاء المسيحيين الأقباط في مصر العروبة ينتظرهم مستقبل أفضل في حال فوز مرسي، وهم بطبيعة الحال يشكلون محورا أساسيا في المستقبل الموعود والواعد لمصر العروبة أو لأم الدنيا، بل ربما نرى قبطيا في سدة الحكم، نائبا للرئيس مرسي، ولكن وعود شفيق التي أطلقها أخيرا تشبه إلى حد كبير أحلام الصيف، ينقطع فيها الحلم الجميل مع أول لسعة من لسعات بعوض ضفاف النيل! وأما القضاء المصري، فربما بدأت تدور حوله مؤشرات استفهام كبيرة! فلمن نبارك رئيسا لمصر يا ترى؟
*إعلامي أردني مقيم في دولة قطر.
رئيس وزراء حكومة الظل الأردنية
المصدر : https://wp.me/p70vFa-2dy