يعرف مصطلح «الفجوة في الأجر» بين الجنسين بأنه الفارق بين الرجال والنساء في الأجر بغض النظر عن أدوارهم أو وظائفهم، ويختلف ذلك عن تكافؤ الأجور، الذي يعني أن علي الشركات ضمان أن يحصل النساء والرجال الذين يشغلون وظائف متماثلة أو متشابهة على الأجر ذاته للعمل الذي يقومون به.
ولا يخفى على أحد أن الفجوة بين أجور الرجال و النساء ليست بسبب التمييز أو العنصرية وإنما هي بسبب نشأة الرجل الاجتماعية التي تؤثر علي خياراتهِ وقراراتهِ ، ولكن بالرغم من هذا فإن من تستطيع من النساء اتخاذ قرارات سليمة كالتي يتخذها الرجل في عمله تستطيع أن تؤتي بمكاسب أكثر من بعض الرجال حتى.
أسباب الفجوة
يمكن أن تحدث فجوة في الاجور بين النساء والرجال لعدة أسباب منها:
– الصفات الشخصية: النوع، السن، نوع ومستوى التعليم مثل المواد الدراسية، خبرة العمل، عدد الابناء، الحالة الاجتماعية، العرق، اللون، الهجرة، المنطقة، الدين الخ.
– الصفات الوظيفية: نوع العقد، أوقات العمل (دوام جزئ أو دوام كامل)، الشروط، الوضع الوظيفي.
– نوع الشركة او صاحب العمل: القطاع الاقتصادي، نوع الشركة، وجود اتحاد أو نقابات.
– الفصل: افجى أو رأسي: الفصل الأفقي هو تركز النساء في عدد قليل من القطاعات والمهن التي تتميز بالعائد الضعيف أما الفصل الرأسي فهو تقليل عدد العاملين النساء في المهن ذات العائد الضخم وأيضًا يواجهن العديد من المشاكل في تقدمهن الوظيفي.
– المؤسسية: التدريب التعليمي والوظيفي، التفاوض الجماعي على المرتبات، علاقات العمل، الاجازات الابوية، رعاية الطفل، رعاية كبار السن.
معدلات هذه الفجوة
في العالم كله حوالى 18% وهى تزداد في أوروبا، أوقيانوسيا وأمريكا اللاتينية اكثر من آسيا وأفريقيا التي تظهر هذه الفجوة فيهم ولكن بـشكل اقل.
تتراوح نسبة هذه الفجوة من بلد الى أخرى. وأظهرت الابحاث ان الفجوة زادت حتى وصلت الى 46% في بلد (أذربيجان) وانخفضت حتى وصلت الى 4% في بلد أخرى (باراجواي).
وثمة عدة خيارات تستطيع النساء بها ملء الفجوة بين أجور الرجال والنساء:
1- تجنب بعض مجالات الدراسة كالعلوم الاجتماعية والفنون واختيار التكنولوجيا أو العلوم التطبيقية فطبقاً للدراسات العلمية فإن خريجي كليات الطب و طب الأسنان والهندسة يعيشون فترة أطول من خريجي الفنون.
2- الحصول علي بدل مخاطر عمل : فكرة التميز و العنصرية ضد المرأة جعلت البعض ينسون أن هناك عدد مهول من الأعمال التي لا تُقبل عليها النساء لخطورتها الشديدة بالرغم من أن هذه الأعمال ستؤتي بأجور أعلى.
3- بعض الأعمال التي لا تتطلب تعليم عالي أو حتي لا تتطلب أي قدر من التعليم تكون بأجور أعلي من الأعمال المكتبية المكيفة و المريحة و لكن العاملين فيها يكونوا أكثر عرضه لتقلب العوامل الجوية وسط بيئة عمل صعبة.
4- بعض الوظائف ذات الرواتب الجيدة لا تُتيح للعاملين فيها الترويح نفسياً عن أنفسهم حيث يكونون مضطرين للتفكير في العمل حتي بعد مغادرة مكان العمل ومع ممارستهم لحياتهم اليومية وهو أمر مرهق لا تُفضله غالبية النساء.
5- دائماً ما لا تكون الوظائف ذات الرواتب العالية باعثة للرضا بل وحدها الوظائف السهلة هي ما تبعث الرضا على العاملين.
6- من يحصلون على رواتب عالية يعملون في مجالات بها مخاطر نفسية أو مالية فهم دائماً ما يتحملون مسؤولية كم مهول من المال كالاستثمار في شركتهم مثلاً.
7- بعض الوظائف ذات الأجور العالية تتطلب العمل في أوقات غريبة من اليوم فقد تكون نوبة العمل بعد منتصف الليل أو حتى في يوم العطلة، وهو أمر لا تفضله غالبية النساء.
8- استمرار تحصيل العلم وتحديث المعلومات غالباً ما يؤتي من العمل بمثار مالية عالية باستثناء بعض الوظائف كالتمريض مثلاً، وهنا نجد أن غالبية درجات الماجيستير التي تُمنح للنساء غالباً ما تكون مجالات ليست بحاجة لأي تحديث للمعلومات.
9- الوظائف ذات الأجور العالية تتطلب خبرات مطولة و هو أمر يصعب توفره للمرأة بسبب ما تقضية من سنوات خارج قوة العمل بسبب ظروف الحمل والولادة والرعاية وغيره.
هناك عدة سياسات يمكن أن تسد التمييز في الأجور بين الجنسين ووضع المرأة ما يلي:
– تشجيع التعليم.
– تشجيع رعاية الطفل – أنه يسمح للمرأة على مواصلة العمل. التوقف عن العمل لبضع سنوات، يعني هناك حاجة إلى تعليم جديد.
– اتخاذ مقاييس لضمان أن المدارس تشجع الطالبات على اختيار التخصصات التي يهيمن عليها الرجال.
– السياسات التي تسمح للأهالي تحقيق توازن يبن العمل و الحياة الشخصية لضمان أن تكون خبرة المرأة بالعمل والاقدمية.
– مقاييس لضمان استمرار الأقدمية لكى تتراكم أثناء إجازة الوضع.
– التعيين، الاختيار والترقيات الخاصة لتعزيز الممارسات لتعزيز وصول المرأة إلى أجر أفضل، المهن التي يهيمن عليها الذكور.
– اتخاذ مقاييس لتشجيع النقابات والمفاوضة الجماعية وخاصة في الوظائف التي تهيمن عليها المرأة على سبيل المثال جزء من الوقت لمدة محددة والعمل انطلاقا من المنزل.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oXE
