حقق رجل الأعمال تيدج لالفاني شهرة واسعة بعد أن أصبح أحدث مشارك في برنامج تلفزيون الواقع “عرين التنانين” بالنسخة الإنجليزية الذي تبثه بي بي سي.
ولا يعتبر لالفاني نداً سهلاً، فقد ساهم في تحويل شركة صغيرة لإنتاج الفيتامينات تعود لعائلته إلى شركة تقدّر قيمتها السوقية بنحو 300 مليون جنيه استرليني، خلال عقد من الزمن.
انضمّ لالفاني، المولود في الهند، إلى شركة “فيتابايوتيكس” بعدما غادر الجامعة قبل عشرين عاماً. وأصبح مدير العمليات بها في عام 2008، ثم رئيسها في عام 2015.
لكنه يشعر بالضيق عند التلميح إلى أن الشركة قُدِّمت إليه على طبق من فضة.
ويقول لالفاني: “بدأت من أدنى المراتب، حيث كنت أضع الملصقات الخاصة بمواصفات المنتجات على الصناديق في المستودع”.
ويضيف: “في الحقيقة، كان والدي أكثر شدة معي مقارنة بأغلب العاملين الآخرين في الشركة، لأنه كان يتوقع مني الكثير. وكانت المعاملة الخاصة هي آخر ما حصلت عليه”.
وقد أسس كارتار، وهو والد تيدج، شركة فيتابايوتيكس في عام 1971، وساعده في ذلك تخصصه في مجال الصيدلة، وجعلها واحدة من أفضل الشركات البريطانية المعروفة بإنتاج الفيتامينات والمكملات الغذائية.
وتبيع الشركة حالياً منتجات بأسماء تجارية شهيرة، من أمثال “ويلمان”، و”بيرفيكتيل”، و”بريغناكير” في أكثر من 100 بلد.
كما أن الشركة لا تزال مستقلة بذاتها وبشدة في حين أصبحت الكثير من الشركات المنافسة لها، من أمثال “سيفن سيز”، و”سنترام”، و”بيروكا” مملوكة لشركات الأدوية العملاقة.
ويقول لالفاني: “ليس لدينا أي مستثمرين خارجيين، أو قروض أعمال، أو سحوبات على المكشوف. فنحن نفضل استخدام أموالنا الخاصة على أن نكون في موضع المطالبة من قبل أي أشخاص آخرين”.
وكان لالفاني، الذي يعيش الآن في لندن، يرغب دوماً في الانضمام إلى شركة العائلة، لكن مساره إلى ذلك لم يخلُ من المتاعب.
فعندما كان في الثامنة من عمره، انفصلت أمه مالاثي، ملكة جمال الهند سابقاً، عن والده. وكان ذلك نذير بداية فترة مضطربة من حياته.
ويضيف: “كان أحد الوالدين في المملكة المتحدة، والآخر في الهند. لذا، فإنه حتى بلوغي السادسة عشرة، عشت بين البلدين”.
ويتابع: “كان الأمر مشوّشاً تماماً فيما يتعلق بإقامة علاقات صداقة جديدة، والتعود على الفروقات الثقافية. وفي تلك الفترة، داومت في ثمان مدارس، بالمعنى الحرفي للكلام”.
ومع ذلك، فهو يقول إنه تكيّف مع الوضع، ولا يخفي أي ندم، ويضيف: “أعتقد أن ذلك الوضع جعلني صلب العود”.
بعد انضمامه إلى “فيتابايوتيكس”، عمل لالفاني في كل قسم من أقسام الشركة ليتعلم “كافة جوانب العمل”.
ويدير حالياً الشركة مع والده، رئيسها، وأخيه، العضو بمجلس الإدارة. ورغم ذلك، فهو يقرّ بأنه ليس من السهل دوماً أن تكون جزءاً من شركة عائلية.
ويقول: “توجد مشادّات عائلية أحيانا، لكنني أظن أن الإيجابيات تفوق السلبيات. والأمر الجيد هو سرعة إنجاز الأمور. وكعائلة واحدة، نفكر أيضاً على مدى أطول مما لو كنا في شركة مساهمة، وعليك أن ترد على أصحاب الأسهم”.
وباعتباره مديراً تنفيذياً للشركة، ينخرط لالفاني في عمله بنشاط، فيقرأ شخصياً كل رسالة بالبريد الإلكتروني من الزبائن بحثاً عن أفكار تساعد على تطوير الشركة.
كما أنه يشرف على كامل عملية التسويق في الشركة؛ مساهماً في تصميم الأغلفة، والتعبئة، وابتكار أشكال الإعلان، بما في ذلك حملة الشركة لمنتج “ويلمان” التي يشارك فيها عارض الأزياء ديفيد غاندي.
لكن لم يتم تقبّل جميع أشكال التسويق التي طبّقتها الشركة. ومثل باقي الشركات الكبرى لإنتاج الفيتامينات، لاقت منتجات شركة فيتابايوتيكس متابعة دقيقة بسبب ما ورد في بعض إعلاناتها، وأصدرت “هيئة معايير الإعلانات” سبعة أحكام رسمية ضدها منذ عام 2012.
أحد الأمثلة على ذلك هو حظر إعلان تلفزيوني لـ”ويلمان” في عام 2014 برز فيه بطل السباحة مارك فوستر. وجاء ذلك جراء شكاوى من ظهور أستاذ جامعي فيها ليشارك في التأكيد على ما تروج له الشركة.
ويقول: “توجد مشادّات عائلية أحيانا، لكنني أظن أن الإيجابيات تفوق السلبيات. والأمر الجيد هو سرعة إنجاز الأمور. وكعائلة واحدة، نفكر أيضاً على مدى أطول مما لو كنا في شركة مساهمة، وعليك أن ترد على أصحاب الأسهم”.
وباعتباره مديراً تنفيذياً للشركة، ينخرط لالفاني في عمله بنشاط، فيقرأ شخصياً كل رسالة بالبريد الإلكتروني من الزبائن بحثاً عن أفكار تساعد على تطوير الشركة.
كما أنه يشرف على كامل عملية التسويق في الشركة؛ مساهماً في تصميم الأغلفة، والتعبئة، وابتكار أشكال الإعلان، بما في ذلك حملة الشركة لمنتج “ويلمان” التي يشارك فيها عارض الأزياء ديفيد غاندي.
لكن لم يتم تقبّل جميع أشكال التسويق التي طبّقتها الشركة. ومثل باقي الشركات الكبرى لإنتاج الفيتامينات، لاقت منتجات شركة فيتابايوتيكس متابعة دقيقة بسبب ما ورد في بعض إعلاناتها، وأصدرت “هيئة معايير الإعلانات” سبعة أحكام رسمية ضدها منذ عام 2012.
أحد الأمثلة على ذلك هو حظر إعلان تلفزيوني لـ”ويلمان” في عام 2014 برز فيه بطل السباحة مارك فوستر. وجاء ذلك جراء شكاوى من ظهور أستاذ جامعي فيها ليشارك في التأكيد على ما تروج له الشركة.
ويقول لالفاني إن القضية كانت “معقدة”، وإن إجراءات الهيئة كانت تخص على الدوام أموراً “فنية، ولم تكن جدية أبداً”.
ويضيف: “إذا أخذنا في الاعتبار مدى وكمية الإعلانات التي نقوم بها، فإن شكاوى ‘هيئة معايير الإعلانات’ قلّما تقام ضدنا في الواقع، ولم تُرفع أية شكوى ضدنا لسنين عديدة”.
ويستطرد مؤكدا: “نسعى على الدوام للتصرف بمسؤولية وبما يتماشى مع آخر الإرشادات والتوجيهات”.
وخلال أعوام 2012-2016، نمت مبيعات فيتابايوتيكس في المملكة المتحدة من 76 مليون جنيه استرليني إلى 120 مليون جنيه استرليني، وتوظف الشركة حالياً قرابة 100 موظف في مقرها الرئيسي بلندن.
غير أن الشركة قد تواجه تحديات في أكبر أسواقها – المملكة المتحدة، حسب قول أليسون باركس، المحللة في مجال الأغذية والعصائر لدى شركة “مينتيل” لأبحاث السوق.
وتقول باركس: “إن أهمية الصحة والسلامة البدنية قد أفادت السوق في السنين الأخيرة. ومع ذلك، فإن هذا النهج الاستباقي تجاه الصحة قد شهد تحول انتباه بعض المستهلكين صوب ممارسة التمارين والتغذية، مما قلل الطلب على منتجات الفيتامينات والمعادن والمقوّيات”.
وتتوقع شركة “مينتيل” أن تضعف السوق عموماً بنسبة 0.7 في المئة خلال هذا العام، قبل العودة إلى النمو، مع أن المنافسة ستظل شرسة.
وتضيف باركس: “نشهد منافسة في تسعير منتجات الشركات والعروض الترويجية، واهتماماً متزايداً بالفيتامينات والمعادن التي ينتجها تجار التجزئة أنفسهم”.
ويشير لالفاني إلى أن فيتابايوتيكس لم تتأثر كثيراً بالتباطؤ الأخير، مؤكدا على أن المبيعات في المملكة المتحدة تواصل نموها. كما إنه ينشط كثيراً في مجال التوسع عالمياً.
وتبيع الشركة منتجاتها في أجزاء من آسيا، والشرق الأوسط، وأوروبا، وتضع نصب عينيها الآن الولايات المتحدة الأمريكية، والصين، التي يعتقد أنها تقدم فرصاً هائلة.
ويقول لالفاني: “أريد أن أحوّل فيتابايوتيكس لتصبح الشركة الأولى المختصة بإنتاج الفيتامينات والمكملات الغذائية في العالم”.
ومن المرجح أن تضاف خططه الطموحة إلى جدول أعمال مزدحم بالأنشطة.
إذ يستيقظ لالفاني في العادة في السابعة صباحاً، ولا يعود إلى البيت حتى التاسعة مساءً، على الأقل. وعندما ينشغل بتصوير حلقة من برنامج “عرين التنانين” لـ”بي بي سي”، فإنه ينشغل أكثر من ذلك.
ورغم هذا، يقول إنه عازم على تحقيق توازن جيد بين الحياة والعمل.
ويضيف: “لم أتمكن من قضاء وقت كبير مع أمي وأبي عندما أصبحت شابا، فقد كنت أسافر على الدوام ذهاباً وإياباً. لكني اخترت التصرف بشكل مختلف قليلاً مع زوجتي وأطفالي. إذا لم تقضِ معهم ذلك الوقت، فإنهم سيُجبرون للحصول على الاهتمام من مكان آخر. ولذا، أود أن أكون موجودا عندما يريدونني، وأن أعطيهم المشورة والدعم الذي يحتاجون إليه”.
المصدر : https://wp.me/p70vFa-nc4