في عالم الأعمال هناك طريقان متجاوران يمتدان بالتساوي جنباً إلى جنب وتسير عبرهما جميع الشركات والكيانات الاقتصادية بغض النظر عن قوتها واستقراها ووضعها المالي .
فلا يخفى على رواد الأعمال أن شركاتهم تعبر تارة طريق النجاح الممهد والسلس بينما تعلق تارة أخرى في عدم تساوي تضاريس طريق الأزمات والمشاكل التي قد تضرب المؤسسات الاقتصادية في أي وقت .
وعندما يفقد رواد الأعمال بوصلة النجاح وتضل مؤسساتهم طريقها نحو طريق الأزمات يجب أن يكون هناك دليل لدى كل صاحب كيان اقتصادي يحتوي على أبرز النصائح لفن إدارة الأزمات وكيفية التخلص منها والعبور بالشركة إلى بر الأمان والاستقرار .
ولكن قبل سرد نصائح إدارة الأزمات والتعامل معها بطريقة صحيحة التي يحتوي عليها هذا الدليل لا بد أولا من تعريف مفهوم الأزمة والتي يمكن وصفها بأنها أي حدث داخلي أو خارجي أو سلسلة متتابعة من الأحداث التي يمكن أن تؤثر سلبا على وضع الشركة المالي أو الأدبي أو أحد على أحد مؤسسيها .
أما بالنسبة لأنواع الأزمات التي يمكن أن تصيب الكيانات الاقتصادية فهي كثيرة ومتنوعة وتشمل : الكوارث الطبيعية أو التحولات الاجتماعية والاقتصادية بالإضافة إلى الأعمال الإجرامية التي قد تتعرض لها تلك المؤسسات والتحديات الخاصة بالعمل أو الموظفين بجانب أزمات السمعة السيئة التي قد يتسبب بها استخدام منتجات الشركة وأخيراً احتمالية تعرض موقع الشركة وحساباتها البنكية والمالية إلى الاختراق والهجمات السيبرانية .
والحقيقة أن مفهوم تعريف الأزمة مطاط للغاية فقد تنشأ الأزمات من أي خلل أو التعرض لعدد من الظروف .
والأن وبعد ذكر تعريف مبسط لمفهوم الأزمة حان الوقت لعرض 10 نصائح لمواجهتها والتغلب عليها أو على الأقل في أسوأ الظروف خروج مؤسستك الاقتصادية بأقل الأضرار الممكنة .
1- المعالجة المبكرة
لا شك أن أفضل وأنسب الأوقات لعلاج الأزمة هو التعامل معها قبل حدوثها من الأساس ولعل قصة سيدنا نوح عليه السلام خير دليل على هذا فلقد بنى نبي الله سفينة النجاة من الطوفان قبل أن حتى أن يرى نقطة ماء واحدة وتلك الطريقة هي تماماً ما يجب على كل رواد الأعمال اتباعها فأخذ جميع الاحتياطات يوفر الكثير من الوقت والجهد وبالتأكيد من المال .
2- التحضير للأزمة
أسواق عالم المال والأعمال لا ترحم فهي تفتك بأي مؤسسة لا تعمل باحترافية ولا تتمتع بالتخطيط المتقن للأزمات والذي يقتضي بوضع حلول للأزمات حتى تلك التي لم تواجهها بعد.
3- شر لابد منه !
نجاح أي مؤسسة أو كيان اقتصادي أمر مفرح ويشعر صاحبه بالنشوة والسعادة ولكن لا يجب أن تتسبب تلك الحالة من الفرحة استبعاد صاحب العمل تعرض شركته لأزمة ما في أي وقت .
4- التخطيط أساسي
حتى وإن كانت المؤسسة حديثة العهد داخل القطاعات الاقتصادية وعالم الأعمال ولا يتمتع مؤسسيها بالخبرة اللازمة يجب أن تكون هناك خطط حتى وإن كانت غير احترافية بشكل الكافي لمواجهة أي أزمة متوقعة فعلى أسوأ الأحوال وجود خطط لإدارة الازمة حتى وإن كانت ضعيفة أفضل من عدم وجود حلول على الإطلاق .
5- سلسلة الأزمات
“لا تأتي المصائب فرادى” تلك المقولة يجب أن تكون في عقل جميع رواد الأعمال ففي الكثير من الأحيان يؤدي خطأ واحد صغير إلى توابع كارثية عنيفة للغاية لم تكن متوقعة لذلك عند التعرض للأزمة يجب أن يتم عقد اجتماعات عاجلة وطويلة لتحديد الأزمة وتأثيرها ومعرفة حدود تأثيرها على أوضاع الشركة .
6- الاجتماعات هامة
تعرض الشركة لأزمة يعني تعرض جميع المتواجدين بداخلها للخطر لذلك لا بد من إشراك جميع المعنيين في اجتماعات طويلة ومستمرة الانعقاد للاستفادة من الخبرات والأفكار وتبادل المقترحات للخروج من عنق الزجاجة ولكن تبقى مسألة عقد الاجتماعات الدائمة في جميع الأوقات هي الأهم دائماً فحتى وإن كان وضع الشركة جيداً ومستقراً لا يجب أن تتوقف الاجتماعات عن الانعقاد وتقديم الموظفين لتقارير شاملة تغطي جميع أنشطة الشركة لمعرفة ما إذا كانت هناك بوادر أزمات تلوح في الأفق من عدمه .
7- التعرف على نقاط الضعف
يجب أن يتخلى أصحاب العمل عن المكابرة والنظر بموضوعية شديدة بمنتهى الصدق على جميع نقاط الضعف المحتملة أو الأمور الضبابية الغير واضحة التي تمنع صاحب العمل من تقييم المخاطر بدقة ويجب دائماً إدراك حقيقة أن انتقاد صاحب العمل لمؤسسته بموضوعية وتلافي الأخطاء قبل وقوعها أفضل كثيراً من قيام الجمهور أو وسائل الإعلام بتلك المهمة .
8- في أسوأ الظروف
كصاحب مؤسسة اقتصادية يجب أن تتأكد من أن السيناريو الخاص بشركتك والمتعلق بكيفية التصرف بعد التعرض للأزمات يغطي أسوأ ما قد يحدث على الإطلاق مثل اندلاع الأزمات في أوقات العطلات الرسمية أو أثناء العمل على تسليم أحد المشاريع للعملاء .
9- خطوط الاتصال يجب أن تظل مفتوحة
في أوقات الأزمات يجب أن تظل خطوط الاتصالات والتواصل بين صاحب العمل وجميع الموظفين متاحة ونشطة طوال الوقت فالحاجة إلى المعلومات والتفاصيل ومعرفة المستجدات والتطورات من الأمور التي لا يجب أن تنقطع طوال فترة تعرض الشركة للأزمة.
10- لا تتسبب بالذعر
صاحب الشركة يجب أن يدرك بأنه المقياس الحقيقي لحفاظ الموظفين على أعصابهم واتزانهم في أوقات المحن أو حتى الأوقات العادية لذلك تماسك صاحب العمل وتمالكه لأعصابه ومناقشة الأزمة بالشكل الذي يريده ولكن دون التسبب بحالة من الذعر والفزع من أهم الأمور التي تمد الفريق بالثقة والتوازن والعمل بجدية وبصفاء ذهن للعبور من الأزمة بسلام .
وبعد تسليط الضوء على النصائح الـ 10 الأبرز من أجل التخطي أي أزمة قد تتعرض لها شركتك حان الوقت لذكر بعض أهم الخطوات التي يجب القيام بها في حال حدوث الكوارث والأزمات بمختلف أنواعها ومن أهمها :-
– تحديد قائمة مكتوبة تتكون من الأسئلة والأجوبة المتعلقة بالأزمة وأسبابها ومدى الخسائر وتوابعها والمتسببين في وقوعها وغيره من المعلومات
– منح الفريق المختص بمتابعة الأزمة جميع الصلاحيات لجمع المعلومات حول الأزمة بأي طريقة ومن أي موظف داخل الشركة في أسرع وقت ممكن
– في حالة وصول الأزمة إلى وسائل الإعلام بمختلف أنواعها أو مواقع التواصل الاجتماعي فإن الشركة يجب أن تقوم بحملة إعلامية كبيرة ومستمرة لتوضيح الأمور للجمهور بصورة مستمرة ودحض أي فرصة لانتشار الشائعات ومحو حالة الغموض لدى الجمهور
– التوضيح المستمر لوسائل الإعلام بكافة أنواعها ومواقع التواصل الاجتماعي أن الشركة تقوم بكل ما في وسعها وتضع كل إمكاناتها لحل الأزمة .
وأخيراً يجب عليك كصاحب شركة أن تقوم بالتأمين المالي الشامل على كل شيء سواء مقر الشركة أو المنتجات وصولاً إلى المخازن وكل أصول الشركة
المصدر : https://wp.me/p70vFa-oeW