مجلة مال واعمال – خاص
في قلب العاصمة الأردنية عمّان، حيث يلتقي الطموح بالإبداع، انطلقت فكرة “قطوف للتدريب التنموي” كحلم طموح في ذهن رائدة الأعمال بثينة أبو روزا. لم يكن مجرد مشروع تجاري، بل رسالة تحمل رؤية واضحة: إعادة تشكيل مستقبل أكثر استدامة من خلال التعليم، التدريب، والتنمية المستدامة.
رؤية رائدة في عالم الاقتصاد الدائري
في عام 2015، أدركت بثينة فجوة هائلة في سوق التدريب، حيث كان هناك نقصٌ حادٌ في البرامج التعليمية المتخصصة في الاقتصاد الدائري، إدارة النفايات، الطاقة المتجددة، وريادة الأعمال الخضراء. لم يكن أمامها خيار سوى مواجهة هذا التحدي مباشرة، عبر تأسيس شركة تُقدّم حلولًا عملية ومستدامة، لا تقتصر على نقل المعرفة، بل تساهم في إحداث تغيير بيئي واجتماعي حقيقي.
لم تكن الطريق سهلة، فقد واجهت الشركة صعوبات جمة في ترسيخ مفاهيم جديدة مثل التدريب المستدام والاقتصاد الدائري، في بيئة لم تكن مهيأة بعد لهذا التحول. ومع ذلك، كان الشغف والإصرار المحرك الأساسي لفريق “قطوف”، حيث بدأوا بتنفيذ ورش عمل وبرامج تدريبية متخصصة، وسرعان ما أصبح لهم تأثيرٌ ملموسٌ في السوق، مما عزّز مكانة الشركة كمرجع أساسي في هذا المجال.
بثينة أبو روزا: قائدة التغيير في الاستدامة
كواحدة من الشخصيات البارزة في مجال الاقتصاد الدائري وإدارة النفايات في الأردن، لم تكتفِ بثينة أبو روزا بإدارة “قطوف”، بل كانت في طليعة المبتكرين في هذا القطاع. وبالتعاون مع العاملين في مجال إعادة التدوير، أطلقت مبادرة “ملتقى إعادة التدوير في الأردن”، وهي منصة تجمع العاملين من القطاع الخاص الرسمي وغير الرسمي، إضافة إلى الخبراء والمختصين، للنهوض بالقطاع وتطويره، وتعزيز الابتكار والتعاون في قطاع إعادة التدوير والاستدامة.
“قطوف” تصنع الفرق: من التعليم إلى التأثير العالمي
مع مرور الوقت، تحوّلت “قطوف للتدريب التنموي” إلى علامة رائدة في قطاع التدريب البيئي، حيث وسّعت نطاق خدماتها لتشمل مجالات متعددة، من أبرزها:
إعادة التدوير وإدارة النفايات
التصميم المستدام والطاقة المتجددة
ريادة الأعمال في الاقتصاد الدائري
التدريب المهني والتقني لفئة الشباب والنساء وذوي الاحتياجات الخاصة
لكن ما جعل “قطوف” مختلفة عن غيرها لم يكن فقط تنوع برامجها، بل منهجها التفاعلي والتطبيقي، حيث دمجت بين التعليم النظري والتدريب العملي والمشاريع الميدانية، مما مكّن المتدربين من تطبيق مهاراتهم على أرض الواقع وتحقيق نتائج فورية وملموسة.
اعتراف عالمي وتميّز محلي
لم يكن تأثير “قطوف” مجرد كلمات، بل حصدت الشركة اعترافًا دوليًا عبر البرامج التوعوية المبتكرة التي قدمتها، والتي تم اعتمادها من UN-Habitat ضمن أفضل 20 برنامجًا عالميًا لتعديل السلوك البيئي. كما تُوجت جهود بثينة أبو روزا بجائزة التميز للمرأة العربية لعام 2024 عن فئة النشاط البيئي، تقديرًا لدورها الريادي في تعزيز الاستدامة والاقتصاد الدائري في الأردن والمنطقة.
التوسع نحو المستقبل: الحلم يتحوّل إلى رؤية إقليمية
اليوم، لا تقتصر طموحات “قطوف” على الأردن، بل تتطلع إلى التوسع في العالم العربي، عبر شراكات مع مؤسسات دولية ومحلية لنشر مفهوم التدريب من أجل التغيير. فالرؤية تتجاوز تعليم المهارات؛ إنها تسعى إلى إعادة تشكيل طريقة تفكير الأفراد والمجتمعات نحو مستقبل أكثر وعيًا واستدامة.
“قطوف”… بذور تُنبت غدًا أخضر
في عالم يواجه تحديات بيئية غير مسبوقة، أثبتت “قطوف للتدريب التنموي” أن المعرفة ليست مجرد أداة للتعلم، بل سلاحٌ قويٌ لإحداث التغيير. ومع كل دورة تدريبية وكل مبادرة، تزرع “قطوف” بذور الأمل، ليزدهر مستقبل أخضر أكثر استدامة.
وكما يحمل شعارها رسالة واضحة: “قطوف… نزرع للمستقبل الأخضر”، فإن هذا الحلم لا يزال ينمو، ليصبح واقعًا يغيّر العالم.
- حصري لمال واعمال يمنع الاقتباس او اعادة النشر الا بإذن خطي