بين روبوت يعزف ويغني، وآخر يرحب بك ، وفرقة من الآليين ترقص بتناسق وليونة، تدرك وأنت تتنقل في أروقة معرض جايتكس 2018 بدبي، أن الذكاء الاصطناعي أخذ زمام المبادرة وصار ندًّا للبشر بل وتفوق عليهم تمامًا، وما كان خيالًا حالمًا، أصبح واقعًا، ضمن بحر من التكنولوجيا التي تحاصرك من الميمنة والميسرة. العوالم الافتراضية وثلاثية الأبعاد تأتيك بكل ما تريده إلى حيث أنت، من معالم ومدن وشخصيات، حتى الطعام والشراب بات افتراضيًا وتستطيع أن تبحر في تفاصيل السلع والأشياء، الأمر الذي غيّر مفهوم الدعاية وعرض المنتجات وتقبّلها لدى المستهلكين في العالم. مواجهة الفيضانات والحوادث والكوارث الطبيعية والإرهاب في طريقها إلى نقلة نوعية بتسخير التكنولوجيا الحديثة التي تعد بتقليل عدد الضحايا إلى نسب ضئيلة. نسخّرها أم تسخّرنا، لم يعد الأمر واضحًا في العلاقة بيننا وبين التقنية الفائقة الحداثة، ولكن الأكيد أن جايتكس في نسخه القادمة قد ينظر إلى ما يتم عرضه اليوم على أنه تراث قديم لا يتوافق مع التطور الهائل.