مجلة مال واعمال

حرب إحتكار بقناع الاستثمار

-

56878196057ff

كل بلد من بلدان العالم اذا لم يمتلك قوة اقتصادية فلا تتوفر لديه قوة سياسية ولا حتى قوة عسكرية, الدول التي تمتلك طاقات وموارد طبيعية أو تحصل عليها من بلدان اخرى ام بالاستثمار ام الاستعمار, كل بلاد يعتمد بشكل اساسي على الواردات التي يحصل عليها ويسير بها مرافق الدول المتعددة باختلاف انواعها فقد يكون للبلد واردات من الزراعة او الصناعة او التجارة لكن الاكثر قوة ومتانة ويستطيع ان يمتلك امكانيات هائلة هو من لديه ثروات ومعادن ناضبة ومتجددة يستطيع ان يضاهي غيره من الدول كالنفط والغاز الطبيعي والفحم الذي يعتبر أيضا من مصادر الطاقة اضافة الى المعادن فكل تلك الموارد تؤمن حاجته من مصادر الطاقة، فيلاحظ في الوقت الحالي ان ما يجري من حروب ونزاعات في مختلف الدول ما هو الا حلقة تدور حول مصدر واحد وهو النفط ومشتقاته. ومن هنا تبدا حملة النزاعات والحروب على الغاز الطبيعي ومحاولات دول السيطرة على الاخرى لتحقيق غاية اقتصادية توصلها الى محطات سياسية وقوة عسكرية.
وفي احدث التطور في الشأن تمثل منذ بدء تشغيل أول خط أنابيب يمتد من الساحل الروسي المطل على بحر البلطيق إلى ألمانيا متجنبا المرور بالأراضي الأوكرانية اتسعت ثغرات الخلافات بين دول الاتحاد الأوروبي الغاضبة من الأعمال العسكرية الروسية في أوكرانيا وتلك القلقة على أمن إمدادات الغاز.
وفي قمة امتلأت بالانفعالات قال زعماء الدول إن نورد ستريم يقود وحدة الاتحاد الأوروبي في مواجهة روسيا. كما ذكر وزراء إن المشروع لم ينل تأييدا إلا من ألمانيا وهولندا، وحذر مسؤولون بالاتحاد الأوروبي من أن المستثمرين سيرون من المنطق انتظار قرار الجهات التنظيمية بخصوص مشروع ستريم, فيما صرح محللون إن البنوك قد تتوخى الحذر. بحسب رويترز.
وقال المسؤول الكبير لدى بويري للخدمات الاستشارية التي تدعم شركات الطاقة بالمعلومات ريتشارد سارسفيلد هول “لا شك أن المفوضية الأوروبية تثير قضايا أكثر بكثير من تلك التي أثارتها بشأن ستريم الأصلي”، وأضاف “مجتمع المال والأعمال قد يقتنع بعض الشيء بأن المشروع ذو جدوى”، وحتى مؤيدي ستريم باتوا أكثر تشككا هذه المرة.
وقال رئيس أسواق الغاز والفحم والكهرباء في وكالة الطاقة الدولية في باريس (لازلو فار) إن “يوجد علامة استفهام كبيرة تختص حول الاستثمار فيما لو كان الاستثمار يمكن استعادته عن النظر الى الركود الطلب في اوربا بشركة “نورد ستريم” ,كما يتوقع ان هناك زيادة في الامدادات الخاصة الغاز الطبيعي المسال، أضاف فار أن “كييف سلمت كافة الشحنات الترانزيت حتى في ظل ظروف غير مواتية بالمرة في الاتحاد الأوروبي.
وقال جوناثان ستيرن رئيس برنامج أبحاث الغاز الطبيعي في معهد أكسفورد لدراسات الطاقة إن مجتمع الطاقة يرى أنه هو الذي يعاني من أي مشكلات وليس الساسة.
خط الأنابيب لشركة جازبروم الروسية يمثل جزءا من مسعاها لتقليص ضريبة الترانزيت التي تدفعها لأوكرانيا سنويا وتقارب الملياري دولار وللحفاظ على سيطرتها على السوق الأوروبية.
تحدث وزير الاقتصاد الروسي أليكسي أوليكاييف بكل صراحة للصحفيين في بروكسل إن عرقلة ستريم ستكون “شوكة في الحلق” وخصوصا في حلق عملاء جازبروم الأوروبيين، وتقول روسيا إنها تريد اكتمال خط الأنابيب بحلول 2019 وهو العام الذي تنتهي فيه مدة عقودها الخاصة بالترانزيت مع أوكرانيا وإن كانت مصادر بالقطاع تصفها بالمتفائلة، وتوقع مصدر في جازبروم أن تعمل ألمانيا على تحقيق المشروع قائلا شريطة عدم ذكر اسمه “ستمضي الأمور وفقا لما تقرره ألمانيا”.
عودة العلاقات الاسرائيلية التركية
في سياق متصل توقعات بعودة العلاقات بين تركيا وإسرائيل بعد مشاحنات دامت خمس سنوات, امالا في تقدم سريع في تشاورحول استيراد الغاز الطبيعي من إسرائيل بصفقة قد تصل قيمتها إلى عدة مليارات من الدولارات.

عام 2010تغيرت كل العلاقات المتينة السابقة بين تركيا وإسرائيل عندما اعتلى كوماندوس إسرائيليون السفينة مافي مرمرة وقتلوا عشرة نشطاء أتراك ,كانت السفينة ضمن قافلة تحاول كسر الحصار البحري الإسرائيلي لقطاع غزة.
ان اعتماد تركيا كثيرا على الاستيراد في سد احتياجاتها من الطاقة وتوفير جهودها لإيجاد مصادر مختفة وجديدة للغاز الطبيعي في وقت تدهورت العلاقات التركية الروسية بعد اسقاط وتدمير القوات التركية لطائرة حربية روسية كانت تشارك في قصف مواقع للمعارضة في شمال سوريا قرب الحدود التركية.
وبين مسؤولون إسرائيليون إن “اتفاقا لتطبيع العلاقات جاء بعد محادثات ثنائية رفيعة المستوى في سويسرا. وقال مسؤولون أتراك إنه لم يتم بعد توقيع اتفاق نهائي لكن في ظل ما تحقق من تقدم في قضايا رئيسية فإن التوصل لاتفاق لن يستغرق وقتا طويلا”. بحسب رويترز.
وذكر مصدر تركي قريب من المحادثات إنه حتى أثناء الخلافات لم يتم ذكر خطة معينة حول بناء خط أنابيب واستيراد الغاز الطبيعي من حقل لوثيان الإسرائيلي الشاسع في شرق البحر المتوسط، وقال المصدر “حتى السلطات السياسية يكن لديها رغبة في تعليق المحادثات، صرح وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال شتاينتز إن ” العلاقات مع تركيا له أهمية كبيرة سواء لتطوير حقل لوثيان أو إعادة شركات الطاقة العالمية إلى إسرائيل للبحث عن حقول غاز جديدة”.
احتكار وسرقة الغاز
فيما تظاهر آلاف الاسرائيليين في تل أبيب وبئر السبع للاحتجاج على اتفاق في مجال الغاز يعتبرون انه سيتيح لمجموعة نوبل انيرجي الاميركية وشريكتها الاسرائيلية “ديليك” احتكار موارد الغاز الاسرائيلية, كما وصف رافضو الاتفاق هدية منحتها الحكومة الاسرائيلية للكونسورتيوم المؤلف من عملاق الطاقة الاميركي نوبل انيرجي وشريكته الاسرائيلية ديليك غروب.
ان الاتفاق الذي سيتيح للكونسورتيوم استغلال حقول الغاز الاسرائيلية في البحر المتوسط اقرته حكومة بنيامين نتانياهو وصوت عليه الكنيست ايضا، ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ بعد لانه لا يزال بحاجة لان يعرض على لجنة الشؤون الخارجية في الكنيست التي ستصوت عليه بدورها ولكن تصويتها يبقى في النهاية استشاريا ليس الا.
مشروع خط انابيب تركمانستان
الطموحات تركمانستان الصغير الواقع في آسيا الوسطى تتعثر في سوق الطاقة الذي يواجه تقلبات كبيرة. بلد لدية احتياطات من الغاز مقارنة مع عدد السكان اكبر مما تملكه هذه الجمهورية السوفياتية السابقة التي تضم خمسة ملايين نسمة وكانت تعتبر حتى بضع سنوات فقط الحلقة المفقودة في خارطة الطاقة التي تمتد من بروكسل الى نيودلهي. وحدها الصين تتحرك في تركمانستان. فالشركة الصينية الوطنية تستورد اكثر من ثلاثين مليار متر مكعب من الغاز سنويا عن طريق انبوب يمر عبر كازاخستان واوزبكستان منذ 2009.
بدأت تركمانستان في مد الجزء الخاص بها من خط أنابيب لنقل الغاز سيصل إلى أفغانستان وباكستان والهند. وتمر طموحات تركمانستان اليوم بمشروعين عملاقين لأنابيب الغاز يمثلان معا ستين مليار متر مكعب سنويا، هما الانبوب العابر لبحر قزوين وتقدر قيمته بخمسة مليارات دولار ويتوجه الى جنوب اوروبا وخط انابيب تركمانستان, افغانستان, باكستان, الهند (تابي) الذي يقدر بعشرة مليارات دولار ويفترض ان يربط آسيا الوسطى بشبه القارة الهندية.
وفي الحالتين يواجه المشروعان منافسة شديدة من روسيا وحاليا ايران التي تستعد للعودة الى الساحة العالمية. وتركمانستان الراغبة في تحريك مشروع تابي، نصبت شركتها لانتاج الغاز على رأسه، وبهدف المشروع الذي يتكلف عشرة مليارات دولار إلى الحد من اعتماد البلد الواقع في آسيا الوسطى على بيع الغاز إلى روسيا والصين.
وجرى الاحتفال بتطبيق تشييد الخط في مدينة ماري بجنوب شرق تركمانستان بالقرب من حقل جالكينيش العملاق الذي يغذي خط الأنابيب البالغ طوله 1814 كيلومترا بالغاز، وقال الرئيس قربان قولي بيردي محمد وف خلال الاحتفال “بحلول ديسمبر 2019 سيستكمل الخط. ستبلغ طاقته 33 مليار متر مكعب”، وحضر الاحتفال كل من الرئيس الأفغاني أشرف عبد الغني ورئيس وزراء باكستان نواز شريف وحميد أنصاري نائب الرئيس الهندي. بحسب رويترز.
ان مشروع خط الأنابيب الذي يطلق عليه تابي يتعرض الى مجموعة من المخاطر التي تهدد الوضع الامني في افغانستان وعدم وضوح مصادر التمويل, كما وتصل تكاليف هذا المشروع نحو ثلث ميزانية تركمانستان للعام القادم, كما ان الشركة الوحيدة التي معروف بها عن اجراء مناقشات حول تابي في هذا الوقت هي دراجون اويل التي تستقر في دبي وتعمل على انتاج الغاز.

ايران وعلاقات تطوير الطاقة
على اعتبار ان ايران من الدول المنتجة للطاقة سواء في مجال النفط او الغاز الطبيعي او الفحم او موارد الطاقة الاخرى ,كما انها في طليعة الدول التي لديها طاقة نووية وقدرة على تصنيع تلك المادة العالمية فلا بد من العمل على تطوير علاقاتها مع الدول الاخرى بغرض الاستثمارات وزيادة قدراتها الانتاجية من مصادر الطاقة التي تتوفر لديها. بحسب رويترز.
قال حسن روحاني رئيس ايران “البلاد تتريض حول زيادة طاقة تصدير الغاز الطبيعي زيادة كبيرة بغرض رفع العقوبات الدولية”، وبدورة ابلغ منتدى الدول المصدرة للغاز مخاطبا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزعماء سبع دول أخرى من بينها الجزائر ونيجيريا وفنزويلا إن إيران تريد علاقات بشراكات دولية تهدف الى تطوير الاحتياطي الضخم من النفط والغاز, بدعوة زعماء الدول للشراكة مع ايران والاستثمار والعمل على تطوير موارد الغاز الايرانية بهدف تبادل المنافع.
وبالكشف عن نماذج جديده حول تطوير الغاز والنفط عقد اجتماع بطهران لمنتدى مصدري الغاز الذي يضم أيضا بوليفيا ومصر وغينيا الاستوائية وليبيا والإمارات العربية المتحدة.
ارتفع إنتاج إيران من الغاز لأكثر من مثليه على مدى عشر سنوات إلى 160.5 مليار متر مكعب في 2012 وذلك قبل السريان الكامل لأحدث دفعة من العقوبات وقال روحاني إن “الطاقة قد تزيد إلى أكثر من تريليون متر مكعب في غضون عامين آخرين”.
بوتين ومخاطر الاستثمارات المستقبلية
عقد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماعا في 13نوفمبر2015 اجتماعا حول امكانية مستهلكي الغاز الطبيعي في المستقبل تقاسم المخاطر الاستثمارية المتعلقة بالنفقات الرأسمالية في القطاع مع المنتجين. بحسب رويترز.
وذكر بوتين خلال قمة منتدى الدول المصدرة للغاز في طهران إن عقود الإمداد الطويلة الأجل هي أساس صفقات الغاز التي تبرمها موسكو مع معظم العملاء الأوروبيين يجب أن تستمر وألا تحل محلها آلية بديلة، وبذلك بدأت شركة الغاز الروسية العملاقة جازبروم بيع بعض الغاز للتجار بنظام العطاءات في السوق الفورية وسط حديث عن أنها قد تزيد المبيعات الفورية في بعض العقود في المستقبل أيضا.
تفاقم الازمة بين موسكو وكييف
الى ذلك اعلنت شركة غازبروم الروسية ان روسيا اوقفت امدادات الغاز الى اوكرانيا بسبب تخلفها عن الدفع ما يثير مخاطر قوية من حصول خلل في نقل الغاز الروسي الى اوروبا، بعد توقف خلال الصيف استؤنفت امدادات الغاز الروسي الى اوكرانيا في 12 تشرين الاول/اكتوبر بفضل اتفاق نص على قيام كييف بالدفع مسبقا عن الكميات المطلوبة. وبالتالي اوضحت المجموعة الروسية انها اوقفت تسليم الغاز في انتظار الدفعة الجديدة. بحسب ا ف ب.
وعبرت غازبروم عن قلقها من مستوى غير كاف للاحتياطي في اوكرانيا الهادف لضمان نقل الغاز الروسي الى اوروبا، وقالت ان “رفض شراء الغاز الروسي يثير مخاطر قوية بخصوص تسليم الغاز الى اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية وبخصوص تغطية احتياجات الغاز لدى المستهلكين الاوكرانيين خلال الشتاء المقبل”. ويمر حوالى 15% من الغاز المستهلك في اوروبا عبر الاراضي الاوكرانية، وما يزيد من هذه الازمة بين موسكو وكييف قرار اوكرانيا حول تعليق تسليم بضائع الى القرم.
بولندا ومشاريع الطاقة
مشروعا يهدف إلى تنويع إمدادات الطاقة والحد من اعتماد البلاد على روسيا فان بولندا تسلم مرفأ الغاز الطبيعي المسال الجديد أول شحنة غاز له من القطر، وأظهرت بيانات تتبع الناقلات الخاصة ناقلة الغاز النعمان تدخل ميناء مدينة اشوينواويشتشه على بحر البلطيق وهي تحمل 210 آلاف متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال الذي سيستخدم لبدء تشغيل المرفأ، وسيستقبل مرفأ اشوينواويشتشه الذي اكتمل حديثا – وهو مرفأ الغاز الطبيعي المسال الوحيد في بولندا – أول إمدادات تجارية من الغاز من قطر أيضا في مايو أيار العام المقبل.
ان استيراد الغاز من قطر ومن أماكن أخرى يساعد بولندا على رفع المستوى الانتاجي والامن من الطاقة حيث أن معظم إمداداتها مثل الغاز والنفط ما زال يأتي من روسيا، كانت رئيسة الوزراء البولندية بياتا سيدلو قالت إن بلادها قد تدرس إنشاء مرفأ غاز مسال آخر على بحر البلطيق من أجل تعزيز أمن الطاقة. بحسب رويترز.
من الملاحظ من خلال الاحداث التي تجري في العالم ان النفط والغاز ومصادر الطاقة ما هي الا اسباب اساسية حول قيام الحروب والنزاعات بين الدول بغرض الحصول على الأهداف المطلوب.